«كارمن» تؤجج الحب والغيرة بالأوبرا السلطانية

مزاج الأحد ١٥/سبتمبر/٢٠١٩ ١٣:٥٢ م
«كارمن» تؤجج الحب والغيرة بالأوبرا السلطانية

مسقط - خالد عرابي

عرضت دار الأوبرا السلطانية مسقط مساء أمس (السبت) العرض الثالث من أوبرا «كارمن» حيث عرضت الأوبرا العالمية الشهيرة على مسرح الدار على مدى ثلاثة ليال هي الأربعاء والخميس والسبت، وذلك في افتتاح موسمها الجديد (2019/‏‏ 2020) الذي يستمر من سبتمبر الجاري إلى أبريل 2020م. وقد شهدت العروض أقبالا كبيرا، كما جاءت أكثر من رائعة خاصة مع ما تميزت به من أبهار في المسرح والموسيقى والديكور والإخراج والملابس والغناء والرقصات، علاوة على القصة الإنسانية الشهيرة، فرغم طول العرض الذي امتد على مدى ثلاث ساعات ونصف، حيث عرض في أربعة فصول تخللها ثلاث استراحات، إلا أن الجمهور ظل طول فترة العرض متعلق بخشبة المسرح ومتابعا لأحداث القصة المتميزة والتي تدور في مجملها حول الحب والغيرة وما يمكن أن تؤدي إليه. ودارت قصة «أوبرا كارمن» -تلك الأوبرا العالمية التي عرضت لأول مرة في 3 مارس 1875 على مسرح دار الأوبرا الكوميدية في باريس-، حول حب بطل العرض «دون جوزيه» والذي يقوم بدوره الأرجنتيني «خوسيه كورا» للفتاة الغجرية «كارمن» التي تعمل في مصنع للتبغ وتقوم بدورها الروسية «إلينا ماكسيموفا» وبالفعل هي تبادله نفس المشاعر في البداية، غير أن الفتاة الشابة الجميلة وأبنة قرية خوسيه ماكابيلا والتي تحبه أيضا تأتي وتطلب منه العودة معها إلى قريتهما تحت دعوى أنها تحمل له رسالة من والدته التي تطلب منه العودة إلى الديار والزواج من مكابيلا، وتتطور الأحداث إلى أن يظهر لكارمن مصارع الثيران الشهير في إشبيلية «إسكاميو» ويقع هو أيضا في حب كارمن ويحاول أن يؤثرها بحبه، وبالفعل يصل إلى مراده، وعندما يعود خوسيه ليطلب من كارمن أن تعود له وأن تحبه كما كانا وأنه سيتزوجها ترفض ذلك تماما وتكشف له عن حبها لإسكاميو ويحدث بينهما حوار طويل وشد وجذب إلى أن يتطور الأمر والصراع لتكون النهاية المأسوية والختام التراجيدي للأوبرا حيث يقوم خوسيه بقتل كارمن ليشكل نهاية حزينة للجميع ويكون بحق أن «من الحب ما قتل».

إنتاج دار الأوبرا

كانت دار الأوبرا السلطانية مسقط قد عرضت أوبرا كارمن في 2011، وهذه هي المرة الثانية إلا أن العرضين في هذين العامين المختلفين يميزهما أنهما بإنتاج خاص من الدار نفسها، إلا أن العرض الأخير (2019) جاء مختلفا عن العرض السابق (2011) كثيرا، فقد جاءت الأوكسترا مختلفة وصاحب العرض هذه المرة أوركسترا وجوقة مسرح تياترو كولون في بوينس أيرس، كذلك قائد الأوركسترا مختلف حيث قاد الأوركسترا الموسيقار الإيطالي أنطونيللو أليماندي، وكذلك جاء الفريق الغنائي والراقص مختلفا، وأيضا المغنيين الأبطال وكذلك تم تغييرات في الإخراج وأضيفت بعض الرقصات على عرض هذه المرة ولكن مع الحفاظ على الموسيقى. وقال أمبرتو فاني، المدير العام لدار الأوبرا السلطانية مسقط: «هذه هي المرة الثانية التي نقدم فيها هذا العرض الشهير على مسرح دار الأوبرا السلطانية، حيث عرضناها في ديسمبر 2011 وها نحن نعرض للمرة الثانية ولكن بتغييرات كثيرة». وأضاف قائلا: بالطبع النص والموسيقى والملابس واحدة، ولكن تغيرت الأوركسترا وقائدها حيث يقود الأوركسترا هذه المرة الموسيقار الإيطالي الشهير انطونيللو أليماندي، والمغنيين حيث يقوم بدور بطلة العرض كارمن الميتزو سوبرانو الروسية إلينا ماكسيموفا، ويقوم بدور بطل العرض التينور الأرجنتيني خوسيه كورا، كما أن فريق المسرح والغناء مختلف أيضا، وأن أهم ما بها من تغيبر هو مشاركة 24 طفل و32 من البالغين من المواطنين والمقيمين في عمان وذلك في الأدوار الثانوية .

قصة لأي زمان ومكان

ولعلنا إذا ما أردنا أن نجمل الأمر بالنسبة لهذا العرض المبهر الرائع نستطيع أن نقول أن القصة التي دارت حولها أوبرا كارمن وهي مشاعر الحب والغيرة هي قصة إنسانية يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان، وأنها ليست مرتبطة بمكان أو بلد في ذاته، ولذا فإن أسبانيا وأشبيلية التي قدمت في القصة والعرض يمكن أن تكون أي بلد أخر في العالم. وكذلك تلك المشاعر التي صاحبت العرض من مشاعر الحب ثم التحول والتبدل وتصاعد الغيرة بل والتحول إلى الكره أحيانا بل ويؤدي إلى حد أن يقوم المحب بقتل حبيبته وذلك تحت دعوى الانتصار لكرامته وأن محبوبته أهانة كرامته عندما تركته وتحولت إلى حب شخص أخر وهو مصارع الثيران إسكاميو فكلها مجرد أسماء وأن تلك الأسماء يمكن أن تستبدل بأي أسماء أخرى.

الجدير بالذكر أن دار الأوبرا السلطانية مسقط تعد واحدة من أفضل عشرة دور أوبرالية في العالم، ويضم موسمها الجديد (2019/‏‏ 2020) 38 عرضا عالميا شهيرا ما بين عروض أوبرالية وأوركسترا وبالية وجاز وعروض لأشهر النجوم العرب و منهم: اللبنانيين مارسيل خليفة ونجوى كرم و مروان خوري، و المصرية مروة ناجي والمغربية سميرة سعيد والتونسية يسرا محنوش، والإماراتية احلام وغيرهم. وكذلك حفلات خاصة مثل الاحتفال بيوم المراة العمانية وعرض الموسيقى العسكرية (عمان والعالم)، و مهرجان عمان العالمي للموسيقى الشعبية .