عيسي المسعودي
بدأت السلطنة خلال السنوات القليلة الفائتة الاستفادة من الحلول التقنية التي تطرحها بعض الشركات المتخصصة بهدف البحث عن بدائل للطاقة المتجددة والمساهمة في الحفاظ على البيئة وتحقيق العديد من الاهداف لعل ابرزها الجوانب المالية والاقتصادية المتمثلة في التقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة المعروفة والمكلفة مثل الغاز وفي نفس الوقت المساهمة في انتاج طاقة هائلة للمستهلكين ، فقد قامت السلطنة خلال الفترة الفائتة بالاهتمام بهذا الجانب من خلال مبادرات ومشاريع عملاقة تحقق هذه الاهداف فكما تابعنا خلال العام الفائت تدشين مشروع « مرآة « لتوليد البخار بالطاقة الشمسية والتي نفذتة شركة تنمية نفط عمان وذلك بالتعاون مع احدى الشركات الامريكية المتخصصة حيث يعد هذا المشروع من اكبر المشاريع التي يتم تنفيذها في هذا المجال وباستثمار مالي كبير حيث تسعى الشركة للحفاظ على موارد الغاز الطبيعي بالسلطنة في إنتاج النفط الثقيل من خلال تسخير الطاقة الشمسية لإنتاج البخار لتعزيز النفط المستخرج ،
كذلك كانت هناك مبادرات من قبل شركة شل للتنمية التي دشنت خلال الفترة الماضية مشروع يستهدف انشاء مجموعة من المدارس في محافظات السلطنة تعمل بالطاقة الشمسية حيث تعكس هذه المبادرة تحقيق الشراكة بين القطاع العام والخاص للاستفادة من الحلول التقنية لتحقيق بدائل لمصادر الطاقة كذلك كانت لبنك مسقط مبادرة في انشاء اول فرع للبنك يعمل بالطاقة الشمسية اضافة الي مبادرات اخرى مختلفة ومشاريع قامت بها بعض المؤسسات الحكومية والخاصة وايضا بعض الافراد والشركات لتحقيق نفس الهدف فكل هذه الخطوات سواء الحكومية او الخاصة او حتى من قبل الافراد تساهم في تحقيق اهداف وتوجهات الحكومة بالبحث عن بدائل للطاقة المتجددة والمساهمة في الحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة اضافة الي رفع الوعي بين افراد المجتمع والمؤسسات بالمصادر البديلة للطاقة .
لقد اشارت بعض الدراسات التي تم تنفيذها خلال الفترة الفائتة بالسلطنة إلى ان الموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به السلطنة والاراضي الشاسعة المتوفرة والكميات الهائلة التي نستقبلها من الإشعاع الشمسي على مدار العام والتي تعد من بين أعلى المعدلات في العالم ، تعطينا مؤشرات ودلائل على امكانية تطوير الطاقة الشمسية والتوسع فيها وان هذه الطاقة البديلة خياراً مهما وقابلا للتطبيق في السلطنة ليس فقط لتنويع مصادر الطاقة وانما يمكن ان تساعدنا في التنويع الاقتصادي والمحافظة على مصادر الطاقة الاساسية والمعروفة من النفط والغاز ،
لذلك فان الطاقة الشمسية على سبيل المثال كاحدى الخيارات في توفير الطاقة تعد من الحلول المهمة بل الاستراتيجية لتوفير الطاقة الكهربائية التي بلاشك نشهد عليها اقبالاً كبيراً في كافة مجالات الحياة خاصة في تنفيذ المشاريع العملاقة الجديدة في المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية مثل الدقم وصحار والرسيل وفي الموانئ وغيرها من المشاريع فالمجال كبير للاستفادة وتسخير وتطوير موارد الطاقة الشمسية في كافة انحاء السلطنة وفي المشاريع المختلفة وبالتالي توفير الاموال والتقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة المعروفة حاليا فالعالم يشهد حاليا طفرة كبيرة في هذا المجال وهناك تسابق وتنافس كبير بين الشركات المتخصصة لطرح حلول تقنية متطورة تساهم في تعزيز مصادر الطاقة المتجددة من خلال الاستفادة من مصادر الطبيعة المعروفة وتطويرها خاصة وان هذه الشركات تقوم بالاستثمار في خدمات الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا العالية المتعلقة بالطاقة المتجددة كما انها تقوم باستمرار في تبني تقنيات حديثة صديقة للبيئة تساهم في تعزيز التنمية المستدامة والتي تعد من الاهداف الرئيسية لكل الدول الطموحة والتي تخطط للمستقبل بشكل أفضل ومستدام .
ان التوجه الحكومي بالبحث عن بدائل للطاقة المتجددة أمر مهم ويحتاج خلال المرحلة المقبلة الي تعزيز هذا التوجة وتفعيلة بشكل اكبر لما له من ايجابيات وفوائد عديدة وقد يكون من الامور المهمة تنظيم عدد من المؤتمرات والندوات المتخصصة لتسليط الضوء على هذا المجال بشكل أكبر بهدف تعزيز الوعي المجتمعي وطرح احدث المستجدات وخاصة فيما يتعلق بالحلول التقنية ودعوة كبرى الشركات والمؤسسات للحضور ونقل هذه التكنولوجيا الحديثة الي السلطنة اضافة الي تعزيز دور المؤسسات الموجودة حاليا في السلطنة فكما نعلم ان هناك بعض الشركات العمانية والمتخصصة اصبحت لديها خبرة وقامت بتنفيذ العديد من مشاريع الطاقة المتجددة وخاصة المتعلقة بالطاقة الشمسية
كما اننا تابعنا خلال الفترة الفائتة قيام العديد من الشركات وحتى على مستوى الافراد في استخدام التقنيات الحديثة لتوفير الطاقة الكهربائية عبر انشاء الواح الطاقة الشمسية والتي اصبحنا نشاهدها على اسطح بعض المنازل والشركات فكل هذه المحاولات ودور المؤسسات الحكومية والشركات الكبيرة المتخصصة سيكون له اثار ايجابية لجعل السلطنة من اوائل الدول التي تدخل مجال الطاقة المتجددة والاستفادة العظمى من المصادر الطبيعة في انتاج الطاقة وبالتالي تلبية الاحتياجات من الكهرباء على مستوى البلد ولما لا في المستقبل يمكن الاستفادة من هذه الطاقة المتجددة في التصدير ، اننا نتمنى في المرحلة المقبلة ان نشاهد ونتابع اطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تبحث عن بدائل للطاقة المتجددة والاستفادة من هذا التوجة والاهتمام في تعزيز التنمية المستدامة للبلاد.