قوتـــــك عـنـد الـشـيخـوخـة

مزاج الأحد ٠٨/سبتمبر/٢٠١٩ ١٦:٠٧ م
قوتـــــك عـنـد الـشـيخـوخـة

أسطنبول - الشبيبة

يتراجع البعض عن ممارسة الرياضة في سن متقدم من حياته، وذلك بدعوى أنه قد تأخر الوقت وأنه لم يكن ممارسا لها في سن الشباب، أو من قبيل «لن يعود الشباب يوما» ولكن من اليوم لا تفكر في ذلك وأعلم أنه يمكنك أن تستعيد شبابك بالرياضة وأن تبني عضلاتك في سن متأخر، حيث أظهرت دراسة بريطانية حديثة أجراها باحثون بجامعة «بيرمنجهام» البريطانية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية «Frontiers in Physiology» العلمية. إن كبار السن الذين لم يشاركوا مطلقا في برامج التمارين الرياضية مثل رفع الأثقال يتمتعون بنفس القدرة على بناء كتلة العضلات مثل الرياضيين المدربين تدريبا عاليا إذا بدأوا تدريباتهم في سن متأخرة .

وبحسب ما ذكرته وكالة «الأناضول» التركية فإنه للوصول إلى نتائج الدراسة، قارن الباحثون قدرة بناء العضلات لدى مجموعتين من الرجال فوق سن 60 عاما. وتم تصنيف المشاركين في المجموعة الأولى على أنهم «رياضيون محترفون»، وكانوا أشخاصا في السبعينيات والثمانينيات من العمر، وكانوا يمارسون التمارين الرياضية طوال حياتهم، وما زالوا يتنافسون على أعلى المستويات في رياضتهم. أما المجموعة الثانية، فقد كان المشاركون بها أفراد أصحاء من نفس العمر، لكنهم لم يشاركوا مطلقا في برامج التمارين الرياضية المنتظمة.
وشاركت المجموعتان في تمرين واحد، احتوى على تدريب رفع الأثقال على آلة تمرين، ثم أخذ الباحثون عينة «خزعة» عضلية من المشاركين قبل 48 ساعة من التمرين، وعينة أخرى بعده مباشرة، وقاموا بفحصها للبحث عن علامات على كيفية استجابة العضلات للتدريبات. وكان الباحثون يتوقعون أن يتمتع الرياضيون في المجموعة الأولى بقدرة أكبر على بناء العضلات من المجموعة الثانية، بسبب مستويات اللياقة العالية لديهم على مدار فترة زمنية طويلة. ولكن في الواقع، أظهرت النتائج أن كلا المجموعتين لديهما قدرة متساوية لبناء العضلات والاستجابة لممارسة الرياضة.

الاستفادة من التمرين
وقال الدكتور لي برين، قائد فريق البحث: «تظهر دراستنا بوضوح أنه لا يهم إذا لم تكن تمارس التمارين الرياضية بانتظام طوال حياتك، فلا يزال بإمكانك الاستفادة من التمرين كلما بدأت، فإن تبدأ متأخرًا خير من ألا تبدأ أبدا». وأضاف أنه « من الواضح أن الالتزام طويل الأمد بالصحة الجيدة والتمرين هو أفضل طريقة لتحقيق صحة الجسم بالكامل، لكن حتى البدء لاحقا سيساعد على تأخير الضعف وفقدان العضلات المرتبط بالعمر».

وأشار برين إلى أن هناك أنشطة رياضية خارج إطار صالات الألعاب الرياضية يمكن أن يمارسها كبار السن مثل البستنة والمشي وصعود وهبوط الدرج، أو رفع حقيبة التسوق، كجزء من نظام تمارين منتظم للحفاظ على العضلات.
ويُعرف الفقدان التدريجي لكتلة العضلات المرتبط بالشيخوخة باسم التسمم العضلي المرتبط بالعمر، ويصيب حوالي 46% من الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما. وعندما يقترن هذا الفقدان بمرض هشاشة العظام، فإنه يزيد من ضعف كبار السن، ويجعلهم أكثر عرضة للسقوط والكسور والإصابات الجسدية الأخرى؛ حيث تبين أن انخفاض كثافة المعادن في العظام، وخاصة في عظم الفخذ، يرتبط بزيادة الوفيات لدى المسنين. ويحدث فقدان كتلة العضلات بشكل طبيعي بعد سن الأربعين، كما أنه أمر شائع في منتصف العمر بسبب زيادة الوزن.
ووفقا لتقديرات الباحثين، يفقد الأشخاص ما بين 1 % إلى 2% من كتلة العضلات سنويا بعد سن 50 عاما، كما أن هناك عوامل قد تسرع من فقدان العضلات أبرزها الخمول وعدم الحركة، واتباع نظام غذائي فقير بالبروتين، بالإضافة إلى الإصابة بالأمراض المزمنة.