عُمان بلد لوجستي بامتياز

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/سبتمبر/٢٠١٩ ١٥:٥٧ م
عُمان بلد لوجستي بامتياز

محمد بن رامس الرواس

تحتاج سلطنة عُمان في الوقت الحالي أن تتوسع في الجانب اللوجستي ومشاريع خدمات الإمداد العالمية لما يشهده العالم من توسع في هذا المجال وموقع عُمان وتاريخها يشهدان لها بهذا الدور الحيوي والتجاري الهام.

رياح المحيط دائماً ما تحمل لنا حكايات البحر وقصص الربابنة والتجار المغامرون، وسلطنتنا العظيمة بسلاطينها الشوامخ وأئمتها الأفذاذ وربابنتها المغامرون وحكايات الاساطير والسندباد البحري وروائح اللبان، كل ذلك موثقة بسفن اساطيل عُمان البحرية على مر التاريخ وشواهدها جوهرة مسقط والسفينة سلطانة والنوخذة الصوري وتاجر اللبان العماني من ظفار وأحمد ابن ماجد ربان جلفار.

كل ذلك ترك لنا إرث لوجستي عظيم يشهد له القاصي والداني، يحكي بمنزلة عُمان عبر تاريخ الإنسانية.

«من تجرأ على البحر انتصر» هكذا كانوا يقولون قديماً وقصة عمان والبحر حكاية ازلية قديمة قدم الزمان والمكان، فعبقرية الانسان العُماني تجلت في استخدامه لموقع عمان الاستراتيجي ليلعب أدوار شتى على مر الأيام والشهور والسنين والعصور، فعلاقة اهل عُمان والبحر لا يحدها زمن والشواهد موانئها الباقية إلى اليوم مثل ميناء ريسوت التاريخي مروراً بالبليد وسمهرم وصور ومسقط وصحار وجلفار وكل تلك الموانئ كانت كلمة السر في تفوق العمانيين وانتشار شهرتهم وتجارتهم وتوصيلهم لرسالة الإسلام عندما أذن الله للإسلام أن يمتد عبر بحار الشرق الأقصى. عمان بإطلالتها على المحيط الهندي، ذلك المحيط الشاسع الذي تطل عليه سبع وثلاثون دولة وعشرات الموانئ، كان ساحة لسلطنة عظيمة وربابنة عظام في محيط عظيم. لقد كانت سلطنة عُمان عبر التاريخ النقطة الأهم ارتكازاً لكافة الأعمال البحرية واللوجستية خاصة منها، لقد لعبت سلطنة عُمان دور مهم في ربط الصحراء بالبحر ذلك الدور الريادي الذي أوجد علاقة ظلت إلى اليوم تقوم على اتصال أصبح فيه اهل الصحراء في قلب الحدث.

العُمانيون كانوا من أوائل الشعوب التي تجرأت على البحر وخاضوه وقاموا بأعمال لوجستية لصالح دول أخرى لم تكن ترتاد البحر منها إيران فقد كانت إيران لا تملك اسطول بحري تقوم من خلاله بالتعاطي مع الشعوب الأخرى بل كانت كل اعمالها برية حتى حروبها مع اليونان كانت برية.

منذ مئات السنين كانت عُمان بموانئها الاستراتيجية المطلة على المحيط الهندي وبحرعمان تربط حضارات العالم وشعوبها عبر تجارة مفتوحة تقوم فيها عُمان بأعمال لوجستية عالمية، لقد كانت الإمبراطورية العمانية مثلها مثل امبراطوريات العالم الكبرى في زمن العالم الفائت تستمد بضائعها من التجارة العابرة في المحيط الهندي إلى موانئها التي كان لها الرواج الأكبر عبر عصور متعددة وكانت عُمان من أوائل الحضارات التي مارست الأعمال اللوجستية في المحيط الهندي وربطت الكثير من موانئ وسفن العالم التي كانت ترسى بموانئها.

عُمان بلد لوجستي بامتياز فهي أرض سلام، ساحلية تربط التجارة وتجوب سفنها العالم وتصدر وتستورد.

واليوم بدأت السلطنة تتوسع في أعمالها اللوجستية والتي تحتاج إلى زيادة في إنشاء موانئ استراتيجية لتستعيد شواهد وبراهين امتدت عبر التاريخ فـــدور عُمان وأهميتها يجب أن يجعل من الاعمال اللوجستية البحرية والجوية نقطة إلتقاء بين قارات العالم.

ان خدمات الدعم اللوجستي تعتبر من اهم مقومات نجاح البلد اللوجستي وهذه الخدمات تشمل عدة أنشطة منها النقل والتخزين والتوزيع.

إن أكبر التحديات التي يعانيها قطاع اللوجستيات في السلطنة في ارتفاع تخليص الرسوم الجمركي وبطء المناولة والشحن بالموانئ وعدم توفر قطارات النقل من الميناء إلى الداخل بالإضافة إلى قلة منشئات التخزين التي تعتبر الرافد اللوجستي الهام للموانئ، فالمنظومة هي واحدة بدءاً من التخليص الجمركي الى الناقل الى التخزين الى الموزع الى وكيل الشحن سواء البري أو الجوي إلى المستورد كلها سلسلة مترابطة عندما تعمل ضمن منظومة واحدة يحصل النجاح المطلوب ونستطيع أن نكون بلد لوجستي مستمد نهجه من تاريخ عريق في الاعمال اللوجستية.

يجب الاستفادة من الفرص المتاحة واستغلال موقع عُمان الاستراتيجي والبنية التحتية القائمة التي يمكن أن تعود على بلدنا بمزيد من الخيرات والنماء والصناعات التي ستوظف وستوفر الالاف الفرص من العمل في مجال الخدمات اللوجستية.