«التعليم العالي»: أسعار النفـط تلقي بظلالها على البعثات الدراسية

بلادنا الأربعاء ٣٠/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠٠ ص
«التعليم العالي»: أسعار النفـط تلقي بظلالها على البعثات الدراسية

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

أكد وكيل وزارة التعليم العالي سعادة د.عبدالله بن محمد الصارمي أن الأوضاع المالية التي تمر بها السلطنة نتيجة لانخفاض أسعار النفط ستلقي بظلالها على المنح والبعثات الحكومية في العام الدراسي 2016 - 2017 حيث ستؤدي إلى خفض البعثات الداخلية والخارجية إلى معدلات غير معلومة إلى الآن، مشيرا إلى أن الوزارة ستعلن عن عدد المنح المخفضة عند تلقيها المعلومات المؤكدة حول ذلك ومؤكدا في الوقت نفسه أن الوزارة لن تعلن عن أية بعثة دراسية إلا بعد التأكد من وجود مخصصاتها المالية كاملة حتى لا تربك الطلبة خلال فترة الدراسة. وأضاف الصارمي خلال المؤتمر الصحفي لفتح باب التسجيل بنظام القبول الإلكتروني للعام الأكاديمي 2016- 2017 الذي عقده في مسقط أمس أن عدد البعثات الدراسية في الأعوام الفائتة كان كبيرا جدا مشيرا إلى وجود 518 بعثة دراسية خارجية و141 بعثة داخلية شاغرة بسبب عدم تحقيق اشتراطات القبول كما أن عدد الطلبة الواقعين تحت الملاحظة الأكاديمية والذين لم يستطيعوا مواصلة الدراسة الجامعية في تزايد. وبيّن الصارمي أن نسبة عدد الطلبة المستفيدين من فرص التعليم العالي في الفئة العمرية من 18- 24 تعد عالية جدا وفقا للمؤشرات العالمية وتصل إلى 49 % بما فيها التخصصات التقنية والمهنية.

القدرة الاستيعابية

وأشــــار الصارمي إلى أن المقاعد الدراسية في الجامعات والكليات الحكومية لن يطرأ عليها تغيير وستكون بنفس القدرة الاســــــتيعابية الفائتة، مؤكدا دراسة أسواق العمل قبل طرح البرامج الدراسية في هذه الكليات.

وأفاد الصارمي بأن عدد المقاعد الدراسية التي وردت حتى الآن من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والمنح الخارجية والداخلية المقدمة من القطاع الخاص والدول الشقيقة للعام الأكاديمي 2016/‏2017 وصل إلى حوالي 18068 مقعداً، غير شاملة أعداد البعثات الداخلية والخارجية التي لم يعلن عنها بعد، مشيرا إلى أن هذه المقاعد الدراسية موزعة على 500 برنامج دراسي بمؤسسات التعليم العالي الحكومية والبعثات والمنح، إضافة الى 143 بعثة دراسية مستحدثة لأول مرة سميت بالمجموعة (أ) تتيح للطلاب اختيار التخصصات التي يرغبون في دراستها والجامعات ودولة الابتعاث ما عدا برامج الطب البشري والأسنان فالطالب ملزم بالدراسة في المؤسسة التعليمية المحددة من قبل الوزارة، أما بالنسبة إلى بعثات (المجموعة ب) فقد تم التركيز على البرامج المطلوبة من بعض الجهات، والتي يحتاجها سوق العمل العُماني في حين يتم قبول الطلبة في البعثات الداخلية المخصصة لفئات (الضمان الاجتماعي والدخل المحدود والفتيات) على التخصص الرئيسي، ثم يختار الطلبة مؤسسة التعليم العالي داخل السلطنة الراغبين بالدراسة بها وفق التخصص والمؤهل المقبولين به.

احتياجات سوق العمل

وأوضح الصارمي أنه لا يوجد مسح بيانات شامل لاحتياجات سوق العمل ولكن الوزارة تعمل دائما على تلمس هذه الاحتياجات وطرح التخصصات بناء عليها مدللا على ذلك باستحداث أربعة برامج تربوية بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق في تخصصات العلوم والرياضيات، بجانب برنامج تربية لغة إنجليزية المتوفر سابقاً، مشيرا إلى أن وجود عدد من الباحثين عن عمل هو أمر حتمي بسبب تفضيل الشباب للوظائف الحكومية مؤكدا أن وجود باحثين عن عمل يعد أمرا عالميا وليس في السلطنة فقط ولكن ذلك لا يعني عدم العمل على استيعاب المخرجات في سوق العمل والمواءمة بين المخرجات الدراسية واحتياجات سوق العمل.

بيّن الصارمي أن اشتراطات القبول تضعها المؤسسات التعليمية وليست وزارة التعليم العالي إلا أن الوزارة تراجع باستمرار هذه الاشتراطات مع المؤسسات التعليمية وهناك مؤسسات تقبل التعديلات المقترحة وأخرى ترفض وليس للوزارة أية سلطة على هذه المؤسسات.

وذكر الصارمي أن الوزارة تراجع باستمرار البرامج التعليمية ودول الابتعاث ولا تتردد في إيقاف البعثات الخارجية لأي دول متى ما تبين لها وجود مشاكل للطلبة، مشيرا إلى أن الوزارة تحرت عن بعض الشكاوى من المبتعثين في قبرص وبولندا وتركيا وتبين لها أن التحديات بسيطة وتم تذليلها ليتمكن الطلبة من مواصلة البرامج الدراسية.

الملاحظة الأكاديمية

أوضح الصارمي أن وقوع الطلاب تحت الملاحظة وعدم تمكنهم من إكمال الدراسة الجامعية يقف وراءه عدة أسباب قد يكون من بينها ضعف التعليم العام، مشيرا الى أن اختلاف النظام الدراسي وصعوبة تأقلم الطلاب مع الأوضاع الدراسية والمعيشية الجديدة تقع وراء معظم الحالات.
وأضاف أن الوزارة تتابع كل البعثات الدراسية الخارجية وتتواصل مع الطلبة ومرشديهم الأكاديميين للتغلب على أية صعوبات دراسية يواجهونها.
وحول تقييم الجامعات والكليات الخاصة قال الصارمي إن هناك مقترحا مقدما من وزارة التعليم العالي وهو يناقش في مجلس التعليم وفي حالة إقراره سيكون هناك في العام القادم تصنيف للجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة وسيكون تعامل الوزارة مع هذه المؤسسات بناء على ذلك التصنيف في البعثات الدراسية.
وأضاف أنه صدر تمديد لإيقاف إنشاء جامعات وكليات خاصة في الأعوام الثلاثة المقبلة على أن تتم دراسة الأوضاع مجددا والقدرة الاستيعابية للسوق عند انتهاء الفترة.

بدء التسجيل

وعن فتح باب التسجيل في النظام الإلكتروني للقبول الموحد قال الصارمي إن وزارة التعليم العالي ممثلة في مركز القبول الموحد تستعد لفتح التسجيل في نظام القبول الإلكتروني لطلبة شهادة دبلوم التعليم العام أو ما يعادلها للعام الدراسي 2015/‏2016، وذلك ابتداءً من الأول من شهر إبريل المقبل وحتى الأول من شهر يونيو 2016، مشيرا إلى عدم قبول النظام للخريجين من السنوات الفائتة.

وأضاف الصارمي أنه يمكن للطلبة العمانيين من الفئة العمرية (16-25 سنة) الولوج إلى نظام القبول الإلكتروني والتسجيل بغض النظر عن نتائـــــج امتحانات الفصل الدراسي الأول، لأن التسجيل في هذه الفترة يعتمد على المواد التي يدرسها الطالب فقط دون النظر إلى نتائجه الدراسية في الفصل الأول.

وأشار الصارمي إلى أن المركز قام بتهيئة النظام الإلكتروني للقبول الموحد لمرحلة التسجيل من ناحية الإعداد التقني والبرمجي وإدخال ومراجعة البرامج الدراسية لمؤسسات التعليم العالي والبعثات والمنح الداخلية والخارجية وشروط الالتحاق بها لمختلف الشهادات (دبلوم التعليم العام والشهادات الدولية). كما أُصدر كتابان من دليل الطالب، الأول مخصص لطلبة دبلوم التعليم العام والشهادات المعادلة له، والثاني لطلبة المؤهلات الدولية، ويحتويان على شرح لجميع إجراءات التسجيل والقبول وأنواع البرامج الدراسية ومتطلبات وشروط الالتحاق بها، وقد تم توزيعهما على جميع الطلبة الدارسين داخل السلطنة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، كما تم وضع الدليلين في الموقع الإلكتروني للمركز:

www.heac.gov.om

باللغتين العربية والإنجليزية.