الكاريكاتير الذي لن أنساه

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٢ ص
الكاريكاتير الذي لن أنساه

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

قبل أعوام نشرت التايمز كاريكاتيراً صادماً لا يُنسى، كان لطفل يقف مع أبيه أمام نصب ضخم في شوارع الولايات المتحدة لبرجي التجارة العــالمي مذيل بأسماء ضحايا 9/‏11، سأل الطـــفل والـــده في الكاريكاتير: ما هذا؟

فأجاب: برجان دمرهما قوم كانوا يعيشــون معـــنا علــى هـــذه الأرض اســـمهم عرب!
تاريخ الكاريكاتير كان يشير للعام عن 2110، ويتحدث عن زوال العرب وتحولهم لماضٍ أو حضارة بائدة. لا يمكن للمرء أن يهوّل ولا يسطّح من فكرة كهذه ربما تعكس أماني هذا الرسام/‏ الصحيفة أو توقعاتهم بناءً على ما هو موجود على الأرض من معطيات.. ففكرة أن حضارة العرب في أفول وأن كياناتهم تذوب تدريجيا بفعل كل تلك المؤامرات العالمية والصراعات الداخلية ليست ببعيدة جداً عن المخيلة، فالأمة ككيان تتآكل من الداخل.. وتعود بها العقارب للوراء! مخجلة هي تلك الحقيقة جداً ولكن الواقع يقول إن حال العرب قبل 5 سنوات وحالهم – حالنا – قبل عشرين عاماً كان أفضل مما هو عليه اليوم !
أمة تتأخر، وتعرف أنها تتأخر، ولا تنكر أنها تتأخر، ومع ذلك تزداد تراجـــعاً يوماً بعد آخر..!!
في دراسة لافتة حاول أحد مراكز الدراسات قياس متوسط إنتاجية الفرد العربي بالتعاطي مع عدة مؤشرات، وانتهت بأن إنتاجية الفرد العربي - في المتوسط- لا تعدو 3 دقائق فقط يومياً!!
3 دقائق من الإنتاجية لملايين العرب ولا عجب أن عجلة التنمية والحضـــارة لا تجد من يدفعها!
في المقابل لدينا وقت وطاقة وقوة للاقتتال والصراع والتناحر لا تملك باقي الأمم معشارها.. لدينا طاقة للتخريب لا للإعمار والأعجب من هذا وذاك أننا أبطال.. نمور.. أسود على بعضنا ونعام عندما يأتي الأمر لأعدائنا ومستعمرينا ومن اقتطعوا واستملكوا قطعة من أرضنا ولحمنا منذ عشرات السنين!!
من يدري ماذا تخبئ لنا الأيام.. مزيداً من التأخر أم فجراً جديداً..

هل سيأتي اليوم الذي سنتفتت فيه لدول داخل دولنا بعد أن تفتتنا كدول!

هل سيأتينا اليوم الذي نذوب فيه وسط حضارات وأفكار وأيديولوجيات أخرى فلا يبقى منا شيء!! أو ننتشر كلاجئين على جمارك دول أخرى لنكون العبيد والمهمَّشين الجدد.
نتمنى أن تكون تلك أضغاث أحلام «الكفار» لا أكثر ولو أن الواقع لا يبشر بخير.