جمعية الكتّاب: انتخابات النضج

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣٠/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٢ ص
جمعية الكتّاب: انتخابات النضج

محمد بن سيف الرحبي
malrahby
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

اليوم.. وقبل أن يهجع الليل إلى مرقده تكون جمعية الكتّاب مع إدارة جديدة انتخبها المثقفون، ومنحتها الفئة الأكثر من «الأصوات الناخبة» ثقتها لتقود «مؤسسة مجتمع مدني» العمل الثقافي بموازاة الجهد الرسمي، عمل يقدمه مثقفون من أجل قضيتهم، وفق خياراتهم ومرئياتهم.

تواصل أو جسور..
24 مثقفاً رأوا في أنفسهم القدرة على قيادة هذه الجمعية والتي تأسست بصورة ديمقراطية جميلة، مع وجود هامش الاتفاق والاختلاف على أداء إداراتها وما قدمته خلال السنوات الماضية، لكنها تبقى جميعها منتصرة للفعل الثقافي، مراكمة المزيد من الخبرات حيث الإدارات المتغيّرة تصــنع رؤية أشمل أمـــام الجميع، هناك من يجــرّب أفعــال الترشح، والترشيح، والفوز، والخسارة، وأيضاً الفعل الأهم وهو الوجود ضمن مجموعة تطوعية عليها واجب العمل، بأمانته ومسؤولياته، دون ترقّب عائد أو حساب مكافـــأة، عكــــس المؤسـسات الرسـمية التي تترقب قائمــة مكافـــآت بعد كل فعالية تقيمها.
جسور أو تواصل.. المجموعتان تضمّان أساتذة وأصدقاء وزملاء.. حتى يحتار المرء من يختار، إنما العبء المنتظر أكبر مما كانت عليه الإدارات السابقة، إذ أكاد أجزم أن الجمعية وصلت إلى حالة من النضج تتيح لها تقديم النموذج للعمل المدني، بعيداً عمّا تريد القائمتان النأي عنه: الشللية، والجمعية للجميع، وتأسيس مشاريع أكثر من العمل على إقامة ندوات عابرة لا يحضرها حتى أعضاء مجلس إدارة الجمعية.. أو أحد منهم كأضعف.. الحضور.
أتوقع أن الـ 24 مثقفاً في القائمتين أدركوا إجابات على أسئلة من نوع:
لماذا لا ترغب الإدارة التالية في البقاء؟
ولماذا تترقب الأسـماء، أغلبها إن لم يكن جميعها، في كل مرة، انتهاء العامين (فترة صلاحية كل إدارة) لتتحرر من عبء تراه ثقيلاً؟
وكيف يمكن التغلب على ثقافة العمل المدني: أول اجتماع الجميع يحضر ويطرح أفكاره، بعد عام يصبح أمر اللقاء صعباً، وربما يبقى الرئيس وعدد قليل جداً من الأعضاء يجاهد، يحسب الأيام لعلها تنقضي ويحين موعد الانتخابات القادمة؟
كيف يقتنع المثقفون (المزاجيون جداً) بالحضور إلى جمعيتهم التي اعتبروها حلماً، حتى إذا تحقق انفضّوا من حولها، إنما يتذكرونها إذا سنحت فعالية خارجية، حينها سيتذكرون عضوياتهم، وسيحاسبون إدارة الجمعية، وسيتهمونها، وسيسيئون إلى أعضائها؟!
لا أظن أن الأصدقاء والزملاء في جسور وتواصل لا يدركون حجم التحديات، وأقول إنها مرحلة نضج؛ لأن التحديات تبدو واضحة، ولا تحتاج إلى تجارب لندركها.. وإذا كان المثقف هو المتهم الأول بضعف أداء الجمعية فكلنا متهمون.. وأي إدارة لن تجد المثقف معها لن تحقق نجاحاً، المثقف الذي يتقدم خطوة من أجل الجمعية لا يتعامل معه بمنطق الرقيب والمحاسب ووكيل الادعاء العام..
هل نحن جاهزون حقاً لنكون مع الجمعية، والإدارة المنتخــبة، أم أن الجـمـع ينفضّ بعد وضع الأوراق في صـندوق الانتخاب؟
النجاح يكمن في إجابات أسئلة يعرف الكتّاب وضعها.. جيداً!