الصاروخ المراقب

الحدث الأحد ٠١/سبتمبر/٢٠١٩ ١٥:٢١ م
الصاروخ المراقب

واشنطن-طهران-أ ف ب

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة على تويتر صورة التقطتها أجهزة الاستخبارات الأمريكيّة تظهر على ما يبدو انفجار صاروخ إيراني في منصّة إطلاقه، مؤكدا أن الولايات المتحدة غير متورطة في فشل عملية الإطلاق.

وكتب ترامب في تغريدة أن الانفجار وقع «خلال الاستعدادات الأخيرة لإطلاق صاروخ سفير الذي يحمل قمرا صناعيا من موقع سمنان في إيران».

وأكد أن «الولايات المتحدة غير متورطة في الحادث الكارثي»، مضيفا «أتوجه بأفكاري إلى إيران وأتمنى لها حظا سعيدا في معرفة ما حدث».

وأُرفقت التغريدة بصورة بالأبيض والأسود ملتقطة من ارتفاع منخفض، تمّ إخفاء مَصدَرها بواسطة شريط اسوَد، وهي تُظهر منصّة الإطلاق ومحيطها المباشر بعد الانفجار، مع شروحات تصف الأضرار الناجمة عن الحادث.

إحاطة

وكانت هناك إحاطة مدرجة الجمعة على جدول اعمال ترامب الذي بعث تغريدته من هاتف آيفون الخاص به.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع لشبكة «سي إن بي سي» أنّ الصورة التي نشرها الرئيس تمّ عرضها خلال الاجتماع في البيت الأبيض.

ونفى وزير الاتصالات والمعلومات الإيراني جواد آذري جهرومي الجمعة تعرض أي قمر صناعي لحادث، من غير أن يكشف أي معلومات حول الصاروخ.

وقال «كان هناك على ما يبدو معلومات حول فشل ثالث محاولة لوضع القمر الصناعي في مداره. الواقع أن ناهد 1 بحال جيدة، وهو في الوقت الحاضر في المختبر» داعيا الصحافيين إلى زيارة المختبر. واختتم جهرومي تغريدته بوسم «شفافية».

عمليتان سابقتان

وفشلت عمليتان سابقتان إيرانيتان لإطلاق قمر صناعي في يناير وفبراير.

وحصلت وكالة فرانس برس على صورة أخرى لشركة «ماكسار تكنولوجيز» ملوّنة لكنّها أقل دقّة لأنها من ارتفاع أعلى، التقطت الخميس الساعة 11,12 بالتوقيت المحلي لطهران، يظهر فيها عمود دخان يتصاعد من منصّة الإطلاق.

معلومات استخباراتية

غير أنّ نشر هذه الصورة التي قد تكون مصنّفة ضمن الأسرار الدفاعيّة، أثارَ ضجّة في أوساط الاستخبارات.

وقال خبراء في الاستخبارات إن ترامب قد يكون كشف بنشرها عن مستوى من الدقة لم يكن معروفا حتّى الآن لدى أقمار التجسس الأمريكيّة أو أن أجهزة الاستخبارات تمكنت من إيجاد وسيلة لالتقاط صور جوية عن قرب لموقع الإطلاق بواسطة طائرة.

وتشير الظلال والانعكاسات على الصورة التي نشرها ترامب إلى أنها التقطت عن الصورة الأصليّة بواسطة هاتف، ومن المفترض أن يكون ذلك حصل في موقع آمن مثل البيت الأبيض وخصوصا قاعة الاجتماعات فيه المجهزة بعدة شاشات فيديو لاجتماعات الإحاطة.

وقال ترامب لصحافيّين في وقت متأخر الجمعة أن من صلاحياته نشر الصورة.

وقال لدى مغادرته البيت الأبيض «واجهوا مشكلة كبرى» مضيفا «كانت لدينا صورة ونشرتُها، وهو أمر لديّ الحق في القيام به».

وعلّقت العسكرية السابقة والخبيرة في التصوير عبر الأقمار الصناعية أليسون بوتشيوني أن نشر الصورة «يبدو في تعارض مع السياسة الأمريكية الخاصة بنشر مثل هذه البيانات».

وتابعت الخبيرة العاملة في جامعة ستانفورد «لست واثقة من الهدف السياسي لنشر» الصورة في الظروف الحالية.

ويسود توتر شديد بين البلدين منذ انسحاب ترامب في خطوة أحاديّة في مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه عام 2015، وإعادة فرضه عقوبات مشددة على إيران.

وقامت إيران التي تؤكد أن برنامجها الصاروخي يهدف إلى استخدامات مدنيّة في الفضاء، بإطلاق عدة أقمار صناعية وطنيّة الصنع منذ 2009، مثيرة في كلّ مرّة تنديدا غربيا.

وفي يناير نددت فرنسا «بشدة» بعملية فاشلة لإطلاق صاروخ سفير، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا قريبة جدا من التكنولوجيا المستخدمة لتحميل أسلحة نووية على صواريخ بالستية بعيدة المدى.

مسار أدريان

ومن جانب آخر أعلن وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تملك «معلومات موثوقة» بأن ناقلة النفط الإيرانية أدريان داريا 1 الذي أفرج عنها بعد احتجازها في جبل طارق تتجه إلى سوريا.

وقال بومبيو «لدينا معلومات موثوقة بأن الناقلة في طريقها إلى طرطوس، بسوريا».

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الجمعة أن السلطات الأمريكية فرضت عقوبات على ناقلة النفط الإيرانية.

وقالت وزارة الخزانة في بيان «أدريان داريا 1 تُعتبر ملكيّةً محظورة وفقًا لقرار تنفيذي يستهدف الإرهابيين وأولئك الذين يدعمون الإرهابيين أو الأعمال الإرهابية». وأضافت أن قبطان الناقلة أخيليش كومار مستهدف ايضا بهذه العقوبات.

وقالت الإدارة الأمريكيّة إنّ الناقلة «تحمل 2,1 مليون برميل من النفط الخام الإيراني الذي يستفيد منه بنهاية المطاف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني».

وأوقِفت أدريان داريا 1 التي كانت تحمل بالسابق اسم غريس 1، في الرابع من يوليو قبالة جبل طارق.

وفي أغسطس، سُمح للناقلة بالإبحار على الرغم من تدخّل الولايات المتحدة لمنع ذلك. وقالت سلطات جبل طارق إنّ طهران تعهّدت بعدم إرسال براميل النفط تلك إلى سوريا.

ومذّاك، لا تزال الناقلة موجودة في البحر المتوسط من دون أن يكون ممكنا تحديد وجهتها أو مصير شحنتها، على الرغم من أن إيران قالت الإثنين إنها باعت النفط الموجود على متنها، فيما لم تُعرف هوية المشتري.

وقالت سيغال ماندلكير، مساعدة وزير الخزانة والمكلّفة مكافحة تمويل الإرهاب، إنّ «سفنًا مثل أدريان داريا 1 تُموّل الأنشطة الضارة للنظام وتنشر الإرهاب».

أضافت «أيّ شخص يُقدّم الدعم (للناقلة) يواجه خطر فرض عقوبات عليه».