مسقط - خالد عرابي
يعود اليوم من العاصمة الفرنسية باريس المغامر العُماني سليمان بن حمود الناعبي، من ولاية وادي المعاول، وذلك بعد أن خطى خطوة جديدة من حلم حياته وهو الحصول على برنامج «جراند سلام اكسبلولر» والتي تهدف إلى الوصول إلى أعلى سبعة قمم جبلية في العالم، والقطبين الشمالي والجنوبي، وتمكن في هذه المغامرة الأخيرة من الصعود إلى أعلى قمة جبلية في أوروبا الغربية وهي قمة جبل (مون بلان) في مدينة شاموني الفرنسية والبالغ ارتفاعها 4810 متر فوق مستوى سطح البحر ليكون بذلك قد وصل إلى أعلى 6 قمم جبلية في العالم .
أكد الناعبي في اتصال له مع « الشبيبة» على أن هذا الإنجاز الذي حققه مؤخرا يعد السادس بالنسبة له في حلم الوصول إلى برنامج جراند سلام اكسبلولر، حيث تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من الصعود والوصول إلى قمة جبل «كلمنجاروا» في تنزانيا، وإلى ثاني أعلى قمة جبل في العالم وهى «أكونكاجو» بالأرجنتين، وإلى قمة جبل «البروس» في روسيا الذي يعد الأعلى في قارة أوروبا الشرقية، والذى كان متزامنا مع يوم النهضة المجيد الثامن والأربعين العام الماضي. وأعلى قمة جبل «كوسياسكو» في أستراليا. وأعلى قمة جبل «دينالي» في أمريكا الشمالية. وها هي قمة جبل «مون بلان» في مدينة شاموني الفرنسية الذي يعد الأعلى في غرب أوروبا.
مدة المغامرة
وعن هذه المغامرة الأخيرة قال سليمان الناعبي: تم الإعداد لها منذ فترة كما أخذ الإعداد الفعلي عدة شهور من الصعود لمرتفعات جبلية في ولايتي «وادي المعاول» بشكل يومي، علاوة على القيام بالعديد من تمارين اللياقة البدنية حتى تكون هناك جاهزية من حيث القوة البدنية.. أما عن البداية الحقيقية للرحلة منذ يوم 20 من أغسطس الجاري حيث تم السفر جوا من العاصمة مسقط إلى مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها إلى مدينة جنيف السويسرية، ومن جنيف تم الانتقال من خلال الحافلة إلى مدينة شاموني الفرنسية والتي وصلنا إليها في يوم 22 أغسطس وقد أخذنا هذا اليوم راحة كاملة للتخلص من عناء السفر..
وأضاف : من اليوم التالي تعتبر هي فترة المغامرة والتي استغرقت أربعة أيام بما فيها فترة التأقلم، والصعود والوصول إلى قمة الجبل، ومن ثم النزول منها، حيث أخذنا يومي 23 و 24 أغسطس كفترة للتأقلم على الطبيعة والأجواء الجبلية والبرودة هناك، ومن ثم فقد كان يوم الانطلاق لقمة الجبل هو 25 أغسطس، وكانت قمة الفرح بالنسبة لى عند الوصول وتذكرى بأنني خطوة الخطوة السادسة على طريق «جراند سلام»، ولكن كانت الفرحة الأكبر وأول شيء فكرت في فعله هو قيامي برفع صور مولانا حضرة صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- أعلى الجبل و بعدها مباشرة قمت برفع علم السلطنة فوق الجبل والتقاط الصور التذكارية لذلك. وبعد ذلك كانت العودة والنزول من القمة خلال اليوم التالي 26 أغسطس وسأعود إلى السلطنة اليوم الأحد .
التحديات
وعن التحديات التي واجهها في صعود هذا الجبل ومقارنتها مع غيرها من الققم الجبلية التي وصل إليها سابقا قال الناعبي: المشكلة والتحدى الأكبر تمثل بالنسبة لي في طبيعة الجبل حيث أنه من النوع الجليدي والذي تكثر فيه الانهيارات الجليدية، كما يوجد به العديد و الكثير من الشقوق الجليدية، و لذا فإن الصعود إلى قمته يعتمد على استخدام الأدوات ومعدات التسلق، ولكن ارتفاعه ودرجة الحرارة فيه أفضل فدرجة الحرارة تصل إلى 15 درجه تحت الصفر، بينما درجة الحرارة في جبل مثل أكونكاجوا في الأرجنتين فتصل إلى أقل من 30 درجة تحت الصفر، وكذلك الارتفاع حيث يصل ارتفاع قمة جبل مون بلان إلى 4810 متر فوق مستوى سطح البحر، في حين أن ارتفاع قمة جبل أكونكاجوا في الأرجنتين فيصل إلى 6995 متر فوق مستوى سطح البحر .
وكان الناعبي في وقت سابق عند صعوده إلى قمة جبل أكونكاجوا في الأرجنتين قد قال في حوار خاص للـ «الشبيبة» وللإجابة على تساؤل حول تأثير مثل هذا النشاط على أسرته ماديا أو معنويا قد قال: بالطبع مثل هذه الأنشطة تحتاج إلى نفقات خاصة ومكلفة، وهي تأخذ من وقت الأسرة علاوة على أنني أعمل، ولكن نستطيع أن نقول بأنه مع ترتيب الشخص لأموره وأولوياته يستطيع أن يوازن بين عدة أشياء، وبالطبع كل منا يسافر، فمنا من يسافر ويغيب عن أسرته للعمل أو للسياحة أو للمشاركة فى مهمات عمل خارجية ومنها المؤتمرات والندوات والمهرجانات وغيرها، وحتى الرياضيين بصفة عامة يسافرون لمعسكرات تدريبية وللمشاركة في بطولات، وبالتالي فإنه مع المقارنة مع سفري لا يوجد تأثير كبير على مثلي، فالتدريبات الأسبوعية هي بمثابة نشاط رياضي أمارسه كما يمارسه أي شخص، وبالنسبة للسفر فكما يسافر أي شخص أو رياضي. أما ماديا فأنا أحدد لهذه الأنشطة والمغامرات الخارجية جزء معين ولا يؤثر أبدا على متطلبات أسرتي.
أما عن الخصائص أو الصفات التي يجب أن يتحلى بها مثله من هؤلاء المغامرين قال: هي أمر عادي فالمغامر هو شخص مثل الآخرين ولكن الفارق الوحيد هو أنه يسيطر عليه حب هــــذا الهواية وحب التحدي والمغامرة ولكن بصفة عامة بجب أن يتحلى المغامر بروح الإصرار والعزيمة والتحدي ويجب أن يكون ذي قلب شجاع ولا يهاب ولا يخاف من شيء، لأن التردد في أي لحظة من اللحظات قد يفقد هذا الإنسان كل شيء بل ويجعله في مغامراتنا عرضة للخطر.