ترامب يجدد :«لا مكان للكراهية» في أمريكا

الحدث الثلاثاء ٠٦/أغسطس/٢٠١٩ ١٦:٠٧ م
ترامب يجدد :«لا مكان للكراهية» في أمريكا

واشنطن-أ ف ب

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ «لا مكان للكراهية» في الولايات المتّحدة التي شهدت في أقل من 24 ساعة عمليتي إطلاق نار أوقعتا 29 قتيلاً، ما أدى إلى ارتفاع الاصوات التي تعتبر خطابه جزءا من المشكلة.

وحولّت عمليتا اطلاق النار الحياة اليومية للناس إلى كابوس، فقد قتل 20 شخصا كانوا يتسوقون في متجر مكتظ من متاجر وولمارت في إل باسو بولاية تكساس صباح السبت، فيما قتل تسعة آخرون أمام حانة في حي يعج بالحانات والملاهي الليلة في دايتون بولاية أوهايو بعد 13 ساعة فقط على عملية إطلاق النار الأولى.

وقال ترامب «لا مكان للكراهية في بلدنا» لكنه عزا أيضا أعمال العنف الى مشاكل أمراض عقلية.

وأضاف «هؤلاء أشخاص مصابون بأمراض عقلية خطيرة جدا»، علما بأن الشرطة لم تؤكد بعد ذلك الاحتمال.

وقال «يجب لهذا الأمر أن يتوقف. إنّه مستمرّ منذ سنوات.. وسنوات في بلدنا».

إضافة إلى القتلى، جرح 26 شخصا في تكساس و27 في أوهايو حيث قتل مطلق النار في غضون 30 ثانية برصاص الشرطة التي كانت تقوم بدورية في منطقة مجاورة.

خزان ذخيرة يتضمن 100 طلقة

قال قائد شرطة دايتون ريتشارد بييل في مؤتمر صحافي إن الرد السريع للشرطة كان «حاسما» ما حال دون دخول مطلق النار إلى حانة «ووقوع إصابات وخسائر بشرية كارثية».

وقال بييل إن مطلق النار كان يضع قناعا ويرتدي سترة مقاومة للرصاص ويحمل رشاشا مزودا بخزان يتضمن 100 طلقة.

وقالت الشرطة إن مطلق النار رجل أبيض يبلغ من العمر 24 عاما يدعى كونور بيتس، وبأنه شقيقته من بين القتلى. وكانت قد توجهت معه إلى المكان الذي وقعت فيه المجزرة.

وستة من القتلى التسعة هم من السود، لكن بييل قال إن دوافع بيتس لم تعرف بعد.

في تكساس قالت الشرطة إن المشتبه به استسلم على رصيف للمشاة قرب مكان المجزرة. وقالت وسائل الإعلام إنه أبيض يبلغ من العمر 21 عاما ويدعى باتريك كروزيوس.

ويعتقد أن كروزيوس نشر بيانا يندد «بغزو ذوي الأصول الإسبانية» لتكساس. وتسكن إل باسو المحاذية للمكسيك غالبية من المتحدرين من أميركا اللاتينية.

التغاضي عن الكراهية

ستة من القتلى العشرين في إل باسو مكسيكيون، بحسب ما أكد الرئيس المكسيك يأندريس مانويل لوبيز أوبرادور .

والبيان الذي نشر قبل وقت قصير على عملية إطلاق النار، يشيد بقتل 51 مسلما في مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا في مارس.

وقالت الشرطة إن مطلق النار المفترض، وُجّهت له اتهامات بالقتل وعقوبتها الإعدام. وقال مسؤول فدرالي إن المحققين يتعاملون مع إطلاق النار على أنه إرهاب داخلي.

وفي وولمارت بمدينة إل باسو، اختبأ المتسوقون بين ممرات المتجر أو فروا مذعورين منه فيما سمع دوي إطلاق النار.

ومعظم الضحايا كانوا داخل المتجر لكن بعضهم كان في موقف السيارات، بحسب الشرطة.

وقال المواطن مانويل سانشيز «كان من المهم بالنسبة له أن يكون الأطفال والنساء والرجال الذين أطلق عليهم النار يتحدرون من أميركا اللاتينية».

وهما العمليتان ال250 و251 من عمليات إطلاق النار هذا العام في الولايات المتحدة، بحسب منظمة غان فايولنس اركايف غير الحكومية التي ترصد عمليات إطلاق النار وتحدد القتل الجماعي بالحالات التي يكون فيها أربعة أشخاص على الأقل جرحوا أو قتلوا.

وثقافة حمل السلاح متجذرة في الولايات المتحدة. ولا تزال جهود تعزيز قوانين حمل السلاح تثير انقسامات.

وإضافة إلى عمليتي إطلاق النار في نهاية الأسبوع، قتل ثلاثة أشخاص خلال مهرجان للطعام الأحد الفائت في كاليفورنيا ، وشخصان آخران في إطلاق نار في متجر لوولمارت في ميسيسيبي.

ووصف ترامب على تويتر الهجوم في إل باسو «بالعمل الجبان».

غير ان المنتقدين يقولون إن تصريحات ترامب المسيئة بحق المهاجرين تدفع بالكراهية تجاه الأجانب في السياسة التقليدية، وتشجع نظرية التفوق العرقي للبيض.