كلينتون تتجاهل طلب ساندرز بمناظرتها بنيويورك

الحدث الثلاثاء ٢٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤٣ م
كلينتون تتجاهل طلب ساندرز بمناظرتها بنيويورك

واشنطن – ش – وكالات

كرر فريق بيرني ساندرز طلبه تنظيم مناظرة جديدة مع هيلاري كلينتون في نيويورك قبل الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في الولاية في 19 ابريل، لكن المرشحة لم ترد على الطلب.
جرت آخر مناظرة بين المرشحين الديمقراطيين للسباق الى البيت الابيض في ميامي في التاسع من مارس. ومن المقرر نظريا اجراء مناظرتين في ابريل ومايو في موعدين ومكانين لم يحددا. وطلب ساندرز ان تجرى احدى المناظرتين في ولاية نيويورك.
وقال جيف ويفر مدير حملة بيرني ساندرز "نأمل ان توافق الوزيرة (كلينتون) وحملتها ويسمحوا لسكان نيويورك بمتابعة مناظرة". واضاف ان "محاولة فريق كلينتون التهرب امر مخيب للآمال".
ولم تقبل هيلاري كلينتون الطلب ولم ترفضه.
وقال جويل بينينسون مستشار كلينتون لشبكة "سي ان ان" الاثنين "لنرى اولا ما هي لهجة الحملة قبل ان ننتقل الى قضايا اخرى". واضاف ان "السناتور ساندرز لا يقرر وحده بشأن المناظرات وخصوصا عندما يخوض حملة سلبية".
ويتهم معسكر كلينتون ساندرز بخوض حملة "سلبية" لانه يهاجم باستمرار وزيرة الخارجية السابقة مشددا على مواقفها الماضية حول الحرب في العراق والتبادل الحر وعلاقاتها مع اسواق المال.
وتشكل انتخابات نيويورك ثاني اكبر انتخابات تمهيدية اذ يبلغ عدد المندوبين فيها 247، وتأتي بعد كاليفورنيا (475 مندوبا) حيث ستجرى الانتخابات في السابع من يونيو.
ساندرز مولود في بروكلين بينما تتحدر كلينتون من ايلينوي لكنها شغلت مقعد نيويورك في مجلس الشيوخ من 2001 الى 2009.
وتأمل وزيرة الخارجية السابقة في الحصول على اصوات مزيد من المندوبين بعدما فازت في عشرين من اصل 35 عملية اقتراع. وقد حصدت 1256 مندوبا مقابل 1019 لساندرز لكنها تتمتع بدعم حوالى 500 من "كبار الناخبين" اي المسؤولين الديموقراطيين الذين سيصوتون في مؤتمر الحزب في فيلادلفيا في تموز/يوليو.
ويرى فريق كلينتون ان الفارق كبير ويمنع ساندرز من اللحاق بها. لكن رئيس حملته وصفها "بالمرشحة الضعيفة" لانها منيت بخسائر كبيرة في ولايات فاز فيها السناتور عن فيرمونت، ولا سيما خمس ولايات الاسبوع الماضي.

زخم
وعلى كل حال ينوي ساندرز القيام بحملته بزخم في نيويورك حيث ترجح استطلاعات الرأي القليلة فوز كلينتون بفارق واضح.
وقال جيف ويفر ان "بيرني مولود في بروكلين، انه صوت نيويورك".
من جهته، رد جويل بينينسون ان ساندرز "سيقوم بحملته بصفته من ابناء بروكلين وهي ستقوم بحملتها بصفتها عضوا في مجلس الشيوخ مثلت الولاية ثمانية اعوام وتعيش فيها منذ 16 عاما".
وكان ساندرز قد اكد في وقت سابق انه "يتمتع بالزخم" المطلوب لالغاء التقدم البارز لمنافسته هيلاري كلينتون في السباق الى كسب تأييد الحزب الديموقراطي لترشحهما الى الانتخابات الرئاسية، بعد تمكنه من تحقيق فوز ثلاثي كبير السبت.
وحقق سناتور فرمونت الذي يعرف عن نفسه بانه ديموقراطي اشتراكي، فوزا كبيرا السبت على منافسته وزيرة الخارجية السابقة كلينتون في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في ولايات الاسكا وواشنطن وهاواي، ما انعش حملته الرئاسية.
وصوت الديموقراطيون السبت في مجالس انتخابية، اي اجتماعات عامة لناخبين بالاقتراع السري في هاواي، وباقتراع مفتوح في ولايتي الاسكا وواشنطن. ولم تكن هناك انتخابات للجمهوريين السبت.
ونقلت شبكة ان بي سي نيوز ووسائل اعلام اخرى ان التقديرات تشير الى فوز ساندرز بـ71 بالمئة من الاصوات في هاواي التي توفر 25 مندوبا، مقابل 29 بالمئة لكلينتون.

احتدام السباق
وتمكن ساندرز من جذب عدد كبير من الناخبين عبر اعتماد خطاب يندد بعنف الشرطة، وبالمستوى المنخفض للحد الادنى للاجور،وبتفاقم ديون الطلاب وغيرها من المشاكل الاجتماعية.
كما يؤيد الشباب والناخبون لاول مرة رسالته التي تطالب بالمساواة الاقتصادية والرعاية الصحية للجميع والحد من تاثير الاثرياء على تمويل الحملات.
وتحدث المرشح الديموقراطي عن سلسلة استطلاعات على مستوى البلاد تكشف تقدمه على كلينتون في مواجهة المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وتيد كروز وجون كاسيك.
وقال لسي ان ان "اعلن الكثير من كبار الناخبين (كبار المسؤولين والبرلمانيين الديموقراطيين الذين يصوتون في مؤتمر الحزب لتعيين المرشح) تأييدهم لكلينتون، لكن عندما يبدأون بالنظر الى الوقائع...(سيرون) في استطلاع تلو الاخر اننا نهزم دونالد ترامب بفارق اكبر بكثير مما تحرزه هي".
وكشف استطلاع للرأي نشرته الاسبوع الماضي صحيفة سياتل تايمز ان سياتل كبرى مدن شمال الغرب الاميركي التي تعتبر من الاكثر ميلا الى اليسار، تتصدر لائحة لخمسين مدينة اميركية في تبرعات سكانها لساندرز.
وستكون الاسابيع المقبلة هادئة نسبيا. وستجري انتخابات في الخامس من نيسان/ابريل في ويسكونسن ثم في التاسع من الشهر نفسه في وايومينغ، قبل الموعدين الكبيرين في نيويورك في 19 نيسان/ابريل و"ثلاثاء كبير" آخر في خمس ولايات في 26 ابريل.
وسيعقد مؤتمر الحزب الديموقراطي في فيلادلفيا في نهاية يوليو.
ولم تدل وزيرة الخارجية السابقة بتصريحات بعد خسائرها الفادحة السبت، علما انها تواصل تصدر السباق الديموقراطي رغم تراجع بارز لثقة الناخبين بها.
ويبدو ان كلينتون حولت اهتمامها منذ الان الى انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية، ما يضعها على الارجح في مواجهة ترامب الذي يتصدر نتائج الجمهوريين بفارق كبير.

اوباما ينتقد الاعلام
من جهته دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما وسائل الاعلام الاميركية الى التوقف عن التركيز على نسب المشاهدة لكشف المرشحين في الانتخابات الرئاسية الذين لا يترددون في "الكذب" والذين "تعتبر حملاتهم بعيدة عن المنطق".
وبدون ان يذكر المرشح الاوفر حظا بكسب تاييد الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالاسم، استغل اوباما مراسم لتوزيع جوائز على صحافيين في واشنطن ليندد بشدة بالتغطية الاعلامية للحملات الانتخابية.
وقال اوباما ان "القيام بعملنا بشكل جيد لا يقتصر فقط على اعطاء الكلام الى احد"، في اشارة الى التغطية المتواصلة التي تخصصها شبكات التلفزيون لترامب وحملته رغم الجدل الذي تثيره.
وتابع اوباما ان الناخبين سيستفيدون اكثر اذا قامت وسائل الاعلام ب"التحري والمساءلة والمطالبة اكثر (...) واذا ترافقت مليارات الدولارات التي تنفق على التغطية الاعلامية المجانية مع محاسبة جدية"، وذلك في اشارة واضحة الى ترامب الذي يعتمد في شهرته على الظهور بشكل شبه متواصل ضمن نشرات الاخبار.
وقال اوباما "ما نراه اليوم يقوض ديموقراطيتنا ومجتمعنا"، في تعبير واضح عن استياء البيت الابيض من الوضع.
واضاف "عندما يبتعد المسؤولون المنتخبون وحملاتنا الانتخابية تماما عن المنطق والوقائع والتحليلات وعندما لا يعود للصواب والخطأ اهمية، فان ذلك سيحول دون نتخذ القرارات الصحيحة باسم الاجيال المقبلة".
واعتبر اوباما ان الاستخفاف باللياقة السياسية وهو موضوع تركز عليه حملة ترامب هو مجرد "عذر للتفوه باقوال مهينة او للكذب بوقاحة".
كما لفت اوباما الى ان الانتقادات الشديدة التي يوجهها بعض المرشحين الى دول اخرى بدات تثير القلق في الخارج.
وقال ان القادة الاجانب يدركون ان "الولايات المتحدة ليس فيها مكان للسياسات غير المتوازنة".