عندما تتحول « ليلى» لــ «الذئب»

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣١/يوليو/٢٠١٩ ١٥:٠٩ م
عندما تتحول « ليلى»  لــ «الذئب»

بقلم - لميس ضيف

في مجتمعاتنا، تحذر الفتاة من « الخاطفين « ومن «الغرباء « ومن « الذئاب البشرية « قبل أن تتعلم حتى الحروف الهجائية ! ويعتبر الوالدان أن وعي الطفلة هو خط دفاعها الأول « وهو كذلك بالفعل «. ويحرص الوالدان على رصد تصرفات أبنتهم في كل مراحلها العمرية خشية أن تقع في يد من يستميلها أو يبتزها لتستسلم له ولرغباته وتهدر شرفها الذي قيل دوما بأنه « كعود الكبريت» مع تحفظنا على الوصف ولؤم رسالته. علما بأن كل الأفلام والأعمال الدرامية كانت فيما سبق تركز على تلك الجزئية تحديدا. ثنائية ليلى والذئب الذي يترصد بها عند كل مفترق وعليها أن لا تثق به ولا بكلامه المعسول كي لا ينتهي بها الحال كضحية منتهكة.

حسنا، يبدو أن ليلى المستغفلة لم تعد أنثى بالضرورة. فعلى ذمة تقرير لافت نشرته « الشبيبة « مؤخرا. فإن 70% من ضحايا حالات الإبتزاز الإلكتروني هم من الذكور ! وأن هيئة تقنية المعلومات سجلت 607 حالات إبتزاز خلال النصف الأول من العام أغلبها لذكور. إذ يبدو أن بعض الفتيات يستدرجن رجالا لإرسال صور لنقل أنها « غير محتشمة « أو محادثات مسيئة لهم أو لأهلهم. لتبدأ بعدها رحلة الإبتزاز الذي عادة ما تهدف لكسب المال او التشفي والإنتقام. ومما نعرفه أن الضحايا يذعنون في المرة الأولى ويطلبون المساعدة مع تواتر الإبتزاز وبوجود خطوط هاتفية سرية، وقنوات مفتوحة تتلقى – وفقا للتقرير – عشرات الإتصالات يوميا. فإن الكثيرين لا ريب يتمردون على خوفهم من العار، ويلجئون لسدرة القانون الوارفة التي تنصفهم بأحكام تصل ل3 سنوات وغرامات بثلاثة أصفار.

يبدو أن التحدي أمام الأسر يصعب تباعا، وأن مظلة التوعية والتحذير والمراقبة الدورية يجب أن تركز على ذكور العائلة كما تركز على إناثها تماما. وأن حلبة « حماية العرض» صارت أوسع. فصورة عارية أو مقطع مستهتر قد يجعل صاحبه تحت رحمة من لا يرحم. أما اللافت في الموضوع حقا هو سن الضحايا. الذي يؤكد التقرير أنه يتراوح بين 15-45 عاما. ما يدفعنا للتساؤل عن ما يجعل رجلا ناضحا في عمر كهذا يُقدم على ما يمكن لاحقا ابتزازه واخضاعه بإستخدامه !
حفظ الله الجميع من شر الذئاب.. أيا كانت هويتهم الجنسية..