تجدد هواجس أمن المطارات في مصر

الحدث الثلاثاء ٢٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٤١ م
تجدد هواجس أمن المطارات في مصر

عواصم – ش – وكالات

تعيد حادثة خطف الطائرة المصرية وتحويل مسارها نحو مطار لارنكا بقبرص، الهاجس الأمني في القاهرة مجدداً، حول الإجراءات المتخذة لضمان أمن والسلامة المطارات المصرية من الخروقات الأمنية.
وتفتح هذه القصة التي انتهت فصولها أمس الثلاثاء بخير، ودون تسجيل أي أضرار في صفوف ركاب الطائرة البالغ عددهم 56 راكبا، الأسئلة حول كيفية وصول الخاطف إلى الطائرة، لاسيما وأن تقارير إخبارية مصرية أكدت أنه "مسجل خطر"، وله سجل إجرامي يشمل قضايا النصب، والاحتيال، والتزوير، وإصدار شيكات بدون رصيد، والسرقات، وقضايا أخرى أكثر خطورة تتعلق بالمخدرات.
وتأتي هذه الحادثة التي مرت بسلام في أعقاب أشهر من سقوط طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، وتعهد السلطات المصرية بتشديد أمن مطاراتها، وهو أمر عادت القاهرة ضبطه مجددا أمس الثلاثاء، حيث كثفت السلطات الأمنية بمطارات الجمهورية، من اجراءاتها الأمنية بكافة مداخل ومخارج الأبنية، وتم تشديد الإجراءات على السيارات القادمة إلى المطار بتفتيشها، والتأكد من هوية ركابها.
وبينما رجحت قبرص على لسان رئيسها نيكوس أنستاسياس أن "علاقة عاطفية" كانت وراء خطف الطائرة، حيث قال أنستاسياس "إن المرأة هي المسبب دائما" أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، بعد الإفراج عن ركاب الطائرة، إن "خاطف الطائرة مزور ونصاب ومتهم في عدة قضايا وعليه أحكام بتهم النصب والتزوير والعملية ليست إرهابية بل سياسية، وتعتبر تلك العملية أحد صور الضغط على مصر بجانب الضغوط الاقتصادية وضرب السياحة، وهناك تخوف من بعض الجهات الأجنبية بسبب اعتراف بعض المتهمين في قضايا التمويل وهو ما أدى إلى بداية الضغوط السياسية، في محاولة، لإفشال الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بهدف الوصول بمصر إلى مرحلة الفوضى".
شبكة " إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية علقت على الحادث قائلة إنه يضع أمن المطارات المصرية مجددًا على المحك بعد مرور خمسة شهور على واقعة سقوط الطائرة الروسية بعد تفجيرها في أجواء سيناء في الـ 31 من أكتوبر الماضي ومقتل كافة ركابها الـ 224.
وذكرت الشبكة في سياق تقريرها المنشور يوم أمس على نسختها الإلكترونية أن تبني تنظيم "داعش" لمسؤولية حادث الطائرة الروسية أثار حينها تساؤلات حول الكيفية التي استخدمها التنظيم لنقل مواد متفجرة على متن الطائرة، وما إذا كان هناك بالفعل إخفاقات من جانب السلطات في تأمين المطارات والموانئ المصرية.
والطائرة المخطوفة هي من طراز "إيرباص إيه 320" كان على متنها 30 مصريا و26 أجنبيا هم 8 أمريكيين و4 بريطانيين و4 هولنديين واثنان يحملان الجنسية البلجيكية وواحد فرنسي وآخر إيطالي وآخر سوري و2 من اليونان و3 لم يستدل على جنسيتهم حتى الآن.
اللواء زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية قال إن الأجهزة الأمنية المصرية لا تلام على حادث خطف الطائرة من مطار برج العرب، مشيرًا إلى أنه لم يتم التأكد من دخول المتهم ومعه حزام ناسف بشكل أكيد، أو حتى سلاح أبيض أو أي أسلحة أخرى، ولذلك فأجهزة الأمن المصرية خارج دائرة اللوم.
وأضاف حسين في تصريحات صحفية مذكرا بخطف الطائرة الأمريكية عام 2001، حيث دخل الخاطفون إلى الطائرة بسلام، دون حملهم أي سلاح، وتوجهوا إلى غرفة التجهيزات بالطائرة لأخذ "سكاكين الأكل" ونجحوا في خطف الطائرة دون توجيه أي لوم للأمن من الحكومة الأمريكية وقتها.
وتابع: الفكرة هنا في عدم تأكيد صعود المختطف بالسلاح، فيمكن أن يكون كما حدثت من قبل في دول كثيرة أن يتم اختطاف الطائرة من خلال طرق وأساليب بدائية، لم تخطر على بال أجهزة الأمن، فهي مشغولة بأشياء كبرى مثل الأسلحة أو القنابل والمتفجرات، تلك الأشياء التي تهدد أمن وسلامة المواطنين.
وعلى عكس ما ذهب إليه اللواء زكريا، فإن المختص في قضايا السلامة والأمن في الطيران الكابتن جهاد إرشيد أوضح لقناة الجزيرة أن الخاطف لا بد أن يكون مسلحا حتى يتمكن من اختطاف الطائرة فلا يمكن لأي شخص أن يهدد سلامة الطائرة أو سلامة الركاب أو الطاقم دون سلاح. وبيّن أن هذا السلاح يمكن أن يكون مدسوسا أو محمولا من شخص وفي كلتا الحالتين هناك اختراق أمني وثغرات أمنية، أثناء دخول الخاطف إلى المطار، فإما أن التفتيش لم يكن كما يجب في حال حمل السلاح وإما أن أحدا من منظومة المطار يكون متواطئا بدس السلاح.
وبحسب موقع اليوم السابع المصري، فإن الخاطف هو"سيف الدين مصطفى محمد إمام"، من مواليد 23 يونيو 1957؛ مسجل خطر جنائي في 16 قضية متنوعة منها تزوير وسرقات مساكن وانتحال صفة ومخدرات وإصدار شيكات بدون رصيد وآخر القضايا التي كان متهما فيها تحمل رقم 25616 لسنة 2007 جنح مصر القديمة. والخاطف المتهم سبق فصله عندما كان طالبا من كلية الحقوق جامعة بيروت بالإسكندرية، وأسس شركة وهمية ليخفى خلفها كل جرائمه، كما سبق اعتقاله جنائيا 3 مرات وصدر حكم بحبسه عام 2010، إلا أنه هرب في أحداث 25 يناير 2011 ثم سلم نفسه عام 2014 وقضى فترة العقوبة وتم الافراج عنه عام 2015 .
وفي ضوء هذا الحادث؛ أجلت السلطات الروسية إلى أجل غير مسمى مناقشة استئناف الرحلات الجوية مع مصر، عقب اختطاف طائرة ركاب تابعة لشركة مصر للطيران في قبرص، وفقا للإعلام الروسي.
وقال نائب رئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية ليونيد كلاشنيكوف، إن روسيا لن تستأنف رحلاتها في مصر، في المستقبل القريب كما كان مقررا سابقا، مشيرا إلى أنه تم إيقاف حركة الطيران مع مصر على وجه التحديد، نتيجة لضعف الإجراءات الأمنية بالمطارات واصفا أياها بـ " السيئة" حسبما ذكر، ويرى أن المشاكل الأمنية في المطارات يمكن أن تقطع مصر عن العالم الخارجي، ومن جانبها قالت لجنة الدفاع والأمن الروسي، إنه غير مقبول استعادة الروابط الجوية مع مصر، ومن الواضح عدم استعداد مصر لضمان سلامة السياح.