واشنطن ولندن يعملان علي اتفاقية تجارية بعد خروج بريطانيا من "البريكست"

الحدث الأحد ٢٨/يوليو/٢٠١٩ ١٥:٠٩ م
واشنطن ولندن يعملان علي اتفاقية تجارية بعد خروج بريطانيا من "البريكست"

واشنطن- لندن - وكالات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة انه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون الذي سيكون «ممتازا» بمنصبه، قائلا انه بدأ بالفعل محادثات تجارية مع المملكة المتحدة.

واشار ترامب إلى ان واشنطن ولندن «تعملان بالفعل على اتفاقية تجارية» لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واعدا بأنها ستكون اتفاقية «بمنتهى الأهمية».
وقال «أعتقد أننا نستطيع أن نفعل (اشياء بمعدّل) ثلاث أو أربع أو خمس مرات أكثر مع المملكة المتحدة»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة «لم تتمكن» بالسابق من العمل بشكل اكبر مع البريطانيين بسبب «علاقتهم بالاتحاد الأوروبي».

وفي لندن، أكدت جيس سيلدون المتحدثة باسم رئيس الوزراء، أن الزعيمين «اتفقا على أن بريكست يقدّم فرصة لا مثيل لها لتعزيز الشراكة الاقتصادية» بين البلدين.
واضافت «لقد التزما بالتوصل الى اتفاقية تجارة حرة طموحة وبأن يُباشرا المفاوضات بمجرد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي». وقال ترامب ايضا ان جونسون «سيكون رئيسا ممتازا للوزراء. لديه الصفات ليكون» كذلك، واصفا اياه بأنه «رجل جيد» و»صديق»، بعد دقائق فقط من انتهاء محادثتهما الهاتفية.

واضاف الملياردير الجمهوري «نحن نتفق بشكل جيد جدا»، معتبرا ان «المملكة المتحدة كانت تحتاج اليه (جونسون) منذ وقت طويل».

وكان ترامب انتقد علنا رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي بسبب طريقتها بإدارة ملف بريكست.

وبحسب داوننغ ستريت، تطرق ترامب وجونسون ايضا خلال محادثتهما الهاتفية الى التوترات الحالية في الخليج.

ويعرض رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون جدول أعماله الداخلي المتعلق بمجالات الصحة والتعليم والبنى الاساسية في خطاب يلقيه في مانشستر بعد أن سعى لدحض تكهنات إزاء احتمال دعوته لانتخابات مبكرة.

وبعدما حدد موقفه من بريكست مطالبا الاتحاد الاوروبي باتفاق جديد، قرر جونسون التركيز على برنامج عمله الداخلي واعدا خصوصا بزيادة عديد الشرطة التي تأثرت بسياسة التقشف في الموازنة المعتمدة منذ وصول المحافظين الى السلطة في 2010. لكن قادة الاتحاد الاوروبي رفضوا إعادة التفاوض على اتفاق جديد غير ذلك الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع بروكسل.

ورئيس البلدية السابق للندن الذي تولى مهامه الأربعاء، كان قد وعد بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول مهلة 31 أكتوبر، باتفاق أو من دون اتفاق.
غير أنه ركز في أيامه الأولى على رأس الحكومة، على أولويات داخلية بينها وعده الجمعة بإلغاء خفض كبير في قوة الشرطة، أُعلن خلال عهد ماي.
وتكهن المعلقون أن يكون جونسون يستعد للدعوة لانتخابات عامة، على أمل استعادة الغالبية المحافظة التي خسرتها ماي في انتخابات 2017.

واستبعد جونسون «تماما» الدعوة لانتخابات مبكرة قبل أن تغادر بريطانيا التكتل الأوروبي.

وخلال زيارة لمدينة برمنغهام بوسط إنكلترا الجمعة قال إن «الشعب البريطاني صوت في 2015 و2016 و2017».

وأضاف «ما يريدوننا أن نفعله هو تحقيق المهمة التي أوكلوها، وهي الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر».

وقال «لا يريدون انتخابات أخرى، لا يريدون استفتاء آخر، ولا يريدون انتخابات عامة». غير أن البريطانيين يمكن أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في حال اسقط النواب حكومة جونسون الجديدة في تصويت بسحب الثقة، سعيا لتجنب بريكست من دون اتفاق.

تحذير ايرلندي
وحذر رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار من أن خروجا لبريطانيا من دون اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إيرلندا متحدة حيث سيطرح المزيد من الأشخاص في إيرلندا الشمالية «تساؤلات بشأن الاتحاد» مع انكلترا واسكتلندا وويلز.

ويأتي ذلك بعدما أعلن جونسون ان اتفاق بريكست الحالي «غير مقبول» وبدأ التحضيرات لخروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق. وطالب خصوصا ب»الغاء» بند «شبكة الامان» المتعلق بالحدود الايرلندية، الامر الذي قوبل برفض مفاوض الاتحاد الاوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه.
ونقلت صحف ووسائل إعلام عن فارادكار قوله الجمعة إن «الأشخاص الذي يمكن أن يوصفوا بالقوميين المعتدلين أو الكاثوليك المعتدلين الذي كانو راضين نوعا ما بالوضع القائم، سيفكرون أكثر بإيرلندا متحدة». وأضاف «وسنرى بشكل متزايد بروتستانت ليبراليين ووحدويين ليبراليين يطرحون تساؤلات بشأن المكان الذي يشعرون فيه بالارتياح أكثر».
وصوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بغالبية 52 بالمئة، في استفتاء عام 2016 كشف في جزء منه عنه استياء كبير إزاء التفاوت الاقتصادي.
وسيعرض جونسون «رؤيته لإعادة التوازن إلى السلطة والنمو والانتاجية في أنحاء المملكة المتحدة» بحسب إعلان لدوانينغ ستريت قبيل الخطاب.
وماي أيضا كانت قد وصلت إلى رئاسة الحكومة وسط وعود بمكافحة «التفاوت» الاجتماعي لكن طغت على أجندتها الداخلية مفاوضات بريكست وفشل محاولاتها إقناع البرلمان في التصويت لصالح الاتفاق الذي ابرمته مع الاتحاد الاوروبي بشأن الانفصال.