بقلم - محمد الراسبي
23يوليو ..يوم النهضة.. يوم أضاء عمان نورا وأبهج شعبها الحاضر وأعاد المغترب لوطنه..23 يوليو ازاح الستار لبدء مشروع وطني بثوب جديد في ملحمة حب وطنيه جديده وحرب ضد الفقر والمرض والجهل..23 يوليو يوما يعتبر رمزا وشهادة موثقه لايختلف عليها إثنان .
عندما يكون الوطن عمان والحاكم السلطان , فلك ان تبحر مابين هذين العلمين في مشارق الأرض ومغاربها حاملا شارة الوطن الأم -عمان - وهي كفيلة ان تكون لك درعا حصينا حيثما ذهبت..سوف تجد انه قد سبقتك المواقف العظيمه والعلاقات المتينه والسياسه الحكيمه والسلام الدائم.. الوطن تاريخا مجيدا وبقائده اصبح عزوة وعزا وفخرا .
الوطن ليس كلام يقال في المنابر او حروف تكتب في دفاتر المدارس او مذكرات المكاتب اوشعارات ترفع صورها فالوطن حضنا دافئ لكل من عانقه ومد يده لكي تسنده في تحقيق اهدافه والحفاظ على مكتسباته ..بل الوطن تجسيد وترجمة في الواقع وعشق ابدي لاينتهي بهفوات عاطفية او هزات عارضة ..الوطن ليس فرقعة تنتهي بموقف او مواقف تختبرنا فيها الأيام ونهتز صاغرين اما المغريات المعاكسه او نسقط من اول اختبار.
نحن من يجعل وطننا امنا مستقرا مهابا ..نحن من يقود الدفه من الطرف الأخر..كل فعل إيجابي يكون لبنة تبني الوطن وعنما تسقط لبنة ما يجب ان نرفعها ونعيده بنائها - بكل حب - الى وضعها الصحيح .لايكفي ان نمزج التاريخ بالحاضر ان لم نعطي للمستقبل اضعاف ماهو اليوم من جهود توزع في كل الإتجاهات محمولة على جميع الأكتاف لكي تكون الإنجازات واقعيه وملموسه لدى الفرد قبل المسؤول وتنعكس رداتها كإضافة منارة في حب الوطن.
الوطن هو الإنسان.. والإنسان هو الوطن ..احدهما لايستغني عن الأخر فمن سقط في الإختبارات التي تختبر وطنيته من مواقف او عثرات او إغراءات سواء من داخل الوطن اوخارجه بطريقه مباشره او غير مباشره فلا يستحق ان يدعي الوطنيه او تنسب له.. ببساطه لأن الوطن ليس مالا يكتسب اومنصبا يعتلى اومصلحه للتبادل اوبضاعة يساوم عليها.
في اي وطن ..عدم تحقيق العداله الإجتماعيه ونهب الثروات باستغلال منصب وإقصاء الأخرين وفرش الطريق لمن نحب بالورود والوظائف والمناصب والمشاريع وفرش طريق الأخرين بالشوك وحرمانهم من حقوقهم وفرص مماثله يولد الضغينه وقد يولد الهروب للبحث عن مارب اخرى فمثل هؤلاء يجب ان يكبلوا لأن بفسادهم كأنهم يقولون الوطن لنا وليس لغيرنا وهم على دربهم ماضون.
كثير هم من حفروا الصخر ووصلوا للقمة في اوطانهم وكثير هم من حفروا الصخر ولم يتقدموا قيد انملة وبرغم كل العوارض ظل حبهم وإنتمائهم مستمرا يقاومون في اوطانهم بالكلمة ومحاربة من يفسد وطنهم . إذن من حب الوطن ان نتجنب اي فعل شائن وهناك من الدروس ما كفى ونماذج وأوطان هوت وعانت فمن الطبيعي ان سقوط الأوطان يتبعها سقوط هيبتها وهيبة من انتمى اليها.
ليس للوطن غير اهله ..فلن يبنيه اخرون دون مصلحة ولن يحصنه اخرون ان لم نحصنه بأنفسنا..نحن من نحصد مانزرع بأن نكون في المقدمة وخط الدفاع الأول في مصلحته بمفهومها الواسع وعمقها الوطني مهما كبرت اوصغرت في نظرنا..تظل الوطنية وساما لاينتزع مادام الوطن عمان وحاكمه قابوس ومواطنه يحمل اسم عمان التاريخ والحضارة والسلام.