إنجازات السلطنة.. إشادة عالمية بقطاع الصحة.. وانخفاض معدل وفيات الأطفال

بلادنا الثلاثاء ٢٣/يوليو/٢٠١٩ ١٤:٥١ م
إنجازات السلطنة.. إشادة عالمية بقطاع الصحة.. وانخفاض معدل وفيات الأطفال

مسقط - الشبيبة

استطاعت السلطنة خلال سنوات النهضة المباركة منذ عام 1970م تحقيق إنجازات هامة على صعيد التنمية الصحية بالبلاد، بسبب الالتزام السياسي من قبل الحكومة لتوفير الصحة لجميع السكان وكذلك نتيجة للمجهودات المضنية التي بٌذلت وذلك من خلال خططها الخمسية المتعاقبة للتنمية الصحية، حيث أشادت العديد من المنظمات والهيئات الدولية بجهودها في تحقيق المؤشرات المتعلقة بالصحة في أهداف الألفية الإنمائية، كما إن أهداف التنمية المستدامة جاء متماشيا مع النظرة المستقبلية للنظام الصحي في السلطنة «الصحة 2050 « لضمان تمتّع جميع أفراد المجتمع بعناية راقية وصحة مستدامة، وتخطو السلطنة خطىً ثابتة نحو تحقيق غايات هذا الهدف قبل حلول عام 2030.

اسرع الدول

حيث اعتبرت المنظمات الدولية عمان من أسرع الدول في خفض معدلات الوفيات للأطفال خلال فترة الثمانينيات والتسعينات واستمر ذلك في العقدين التاليين فقد انخفض معدل وفيات الرضع (لكل 1000 مولود حي) من118 في عام 1972م إلى 16.7 في عام 2000م ثم إلى 9.5 عام 2017م وانخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر (لكل 1000 مولود حي) من 181 في عام 1972م إلى 11.6عام 2017م وبلغ معدل الوفيات الخام 2.9 لكل 1000 من السكان خلال نفس الفترة وصاحب ذلك ارتفاع العمرالمتوقع عند الولادة49.3 إلى 76,9سنة.

كما ساعد نظام الترصد الوبائي إلى اكتشاف حالات محلية لحمى الضنك في إحدى ولايات السلطنة (ولاية السيب بمحافظة مسقط) بعد اجراء تقصي حشري ووبائي لهذه الحالات كانت نتيجة وجود بؤر لتوالد بعوضة الزاعجة المصريــة، أعقب ذلك دراســة وتخطيط وللقيام بحملـة لإستئصال الزاعجة المصرية والتي استمرت من 8 يناير 2019 إلى 23 يناير 2019م بهدف استئصال جميع أماكن توالد الزاعجة المصرية في محافظة مسقط وجعل البيئة غير ملائمة لتكاثرها.
بالرغم من وجود استراتيجيات الوزارة في مجال التحكم في أمراض سوء التغذية في الأطفال‘ إلا أن بيانات المسوحات الوطنية للتغذية تشير إلى ارتفاع معدلات أمراض سوء التغذية في عام 2017م مقارنة بمسح عام 2009م، حيث ارتفعت نسبة الأطفال ذو الوزن المنخفض للأطفال الأقل من خمس سنوات في العمر من 8,9% في عام 2009م إلى 11.2 %، والهزال من 8,1 % إلى 9.3 %، والتقزم من 11.3% إلى 11.4 % خلال نفس الفترة.

الام والطفل
وفي مجال صحة الأم وتوفر خدمات رعاية الأمهات فقد بلغت نسبة التسجيل المبكر لرعاية الحمل في عام 2018م حوالي 77.2% وفقط أقل من 1% من الأمهات التي تلد لم يتم تسجيلها لخدمات رعاية الحمل وبلغ متوسط عدد الزيارات لخدمات متابعة الحمل حوالي6 زيارات وهو نفسه ما اوصت به منظمة الصحة العالمية، كما انخفض معدل وفيات الأمهات من 20.2 (لكل100000مولود حي) في عام 2017م إلى 15.1في عام 2018م.

ولقد كان السبب الرئيسي لتحقيق هذه الإنجازات هو التزام حكومة سلطنة عمان، من خلال وزارة الصحة، بسياسة صحية تستند على مبادئ أساسية متعددة، وهي: تقديم خدمات صحية شاملة للسكان من خلال النظام الصحي يعتبر الرعاية الصحية الأولية الدعامة الرئيسية لتلك الخدمات، والعدالة في توزيع الخدمات الصحية وكذلك عدالة في المساهمات المالية بين مختلف الفئات السكانية بما يتماشى مع احتياجاتهم الصحية.

وفي عام 2016م، تم اعتماد الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) والتي جاءت هي الأخرى بمنهجية جديدة تتماشى مع التغير الديموغرافي والسكاني والتطور الصحي والتقني الذي يشهده العالم حيث جاءت هذه الخطة بالمدرسة المعتمدة على أسلوب التخطيط المبني على تحقيق النتائج حيث استندت هذه الخطة على النظرة المستقبلية للنظام الصحي ( الصحة 2050) والتي هي بمثابة نقلة نوعية في عملية التخطيط الصحي المستقبلي حيث وجهت الخطة الخمسية التاسعة استراتيجياتها وأهدافها من خلال ذات المحاور السبعة التي قامت عليها النظرة المستقبلية.

وعكفت وزارة الصحية على وضع رؤى لاستراتيجية طويلة المدى لتطوير النظام الصحي تمثلت في «النظرة المستقبلية2050» وهى استقراء ورؤى في كيف نود أن يكون وضع النظام في السلطنة في المستقبل حتى عام 2050م

وجاءت النظرة المستقبلية للنظام الصحي « الصحة 2050 «بعدد 28 رؤى و142 من الأنشطة الاستراتيجية لتوجيه الخطط الصحية لتطوير النظام الصحي بمكوناته وهي: القيادة أوالحوكمة،والتمويل،والمواردالبشرية من أجل الصحة، وتقديم الخدمات الصحية،والمعلومات،والمنتجات الطبية واللقاحات والتكنولوجيا الطبية والشراكة مع القطاعات الأخرى المرتبطة بالصحة.وقد صاحبت النظرة المستقبلية 2050 عددا من أوراق العمل و24 دراسة استراتيجية واحتوت جميعها على كم هائل من المعلومات والتحليلات للحالة الصحية وللنظام الصحي بالإضافة إلى عدد من الإجراءات التي من شأنها تحسين صحة المجتمع وتحسين أداء النظام الصحي.

المؤسسات الصحية
وأما فيما يتعلق بالمؤسسات الصحية، فقد قامت الوزارة في الفترة من 2016م إلى 2018م بإنشاء مبنى جديد لمستشفى مدينة الحق ومستشفى طوي أعتير ، كما تم ترقية مركز شليم الصحي في عام 2018م ليكون مستشفى محلي ب 14 سرير، كما تم في الفترة من 2016م إلى 2018م أيضا افتتاح أربعة مراكز صحية بواقع مركزين في محافظة ظفار (مركز صرفيت الصحي و مركز المشاش الصحي) ومركز حي الجامع الصحي بمحافظة مسقط و مركز وادي السيل الصحي بمحافظة الوسطى، كما تم افتتاح مركز مديرة الصحي في محافظة الوسطى في بداية عام 2019م. وبنهاية عام 2018م فقد بلغ أعداد المؤسسات الصحية 257 مؤسسة صحية تنقسم إلى 50 مستشفى تضم 5027 سريرا و 22 مجمعا صحيا و 185 مركزا صحيا.

دعم الخدمات
كما قامت الوزارة بإنجاز مجموعة من التوسعات المختلفة ؛ لدعم الخدمات الصحية المقدمة، حيث بلغ عددها للفترة من 2016م إلى 2018م أكثر من (153) مشروعاً، أهمها: إنشاء وحدة الحوادث والطوارئ في كل من مستشفى جعلان بني بو علي، مركز حمراء الدروع الصحي بولاية عبري، كما تم افتتاح وحدات لغسيل الكلى في كل من السيب، وشناص ومصيرة و ولاية هيما، كما تم افتتاح ثلاثة مراكز لمراقبة الأمراض المعدية في كل من ينقل و الدقم وصحم، كما قامت الوزارة بشراء العديد من الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية والمستحضرات الطبية والتي تساهم بشكل مباشر في تحسين جودة التشخيص والعلاج في جميع محافظات السلطنة وخاصة «الأمراض المزمنة والمستعصية»

تراجع الامراض المعدية
تشير الإحصائيات في السلطنة ، كغيرها من دول العالم إلى تغير في الخريطة الوبائية ، فقد أظهرت المؤشرات إلى تراجع واضح في معدلات مراضة الأمراض المعدية للعيادات الخارجية لمؤسسات وزارة الصحة حيث تمثل المراضة بسبب الأمراض المعدية 30.0% في عام 2018م مقارنة مع 44.2% للأمراض غير المعدية ، والجدير بالذكر بأن الأمراض غير المعدية تحتاج إلى فترات علاج طويلة نسبيا مع توفر إمكانيات متقدمة ومكلفة في نفـس الوقت، كما ارتفعت إجمالي جلسات غسيل الكلى من حوالي 192 ألف جلسة في عام 2015م إلى حوالي 265 ألف جلسة في عام 2018م، والشكل رقم (3) يوضح ذلك، كما تضاعفت أيضا أعداد الجراحات ذات الدقة العالية ، فمثلا ارتفعت أعداد جراحات القلب من 116 عام 1991مإلى 1166 عام 2018م. كما تم إجراء (276) جراحة لزراعة الكلى في السلطنة منذ عام 1988م وحتى نهاية عام 2018م منها 5 عملية لزراعة الكلى تم إجراؤها خلال عام 2018م، كما إن هذا التطور كان في عدد من التخصصات الأخرى مثل جراحة الأعصاب وجراحة العظام وجراحة الجهاز.

مشاريع التوسعات
كذلك فإن الوزارة تقوم حالياً بالانتهاء من إجراءات عدد من مشاريع التوسعات الأخرى وهي في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي، كما قامت وزارة الصحة باستحداثوتطويرعدد من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة خلال الخطط الخمسية الصحية الثامنة (2010-2015) والتاسعة (2016-2020).

القوى العاملة
وفي مجال القوى العاملة فقد بلغ إجمالي العاملين بالوزارة أكثر من 39 ألف و 300 موظف يمثلون تقريبا نسبة 69% من إجمالي القوى البشرية الصحية في السلطنة، كما ارتفعت نسبة التعمين من 68% في عام 2015م لتصل إلى 71% في عام 2018م، وتعتبر نسبة التعمين في فئة طبيب إستشاري (من 54% في عام 2015م إلى 64% في عام 2018م) من الانجازات المهمة في مجال التعمين في الفئات الطبية والطبية المساعدة، كما قامت الوزارة بالعديد من الجهود لزيادة نسب التعمين في مختلف الوظائف الصحية، لذا فقد بلغت نسبة التعمين في عام 2018م في كل من: الصيادلة 90%، أطباء الأسنان 83%، التمريض 62%، فني أشعة 62% و فني المختبر 61%،
كما تهتم الوزارة أيضا بتأهيل الكادر البشري من خلال التدريب والإبتعاث الداخلي والخارجي، وقد قامت الوزارة بابتعاث بعض الأطباء وذلك لاستكمال الدراسات العليا في مختلف التخصصات خارج السلطنة، وقد بلغ عددهم في عام 2018م(62) طبيب مقارنة ب (131) طبيب في عام 2015م،والجدير بالذكر أن عدد الأطباء المبتعثين قد انخفض في آخر سنتين وذلك بسبب رؤية السلطنة في ترشيد الإنفاق الحكومي، ، كما تقوم الوزارة بابتعاث الموظفين خارج السلطنة وذلك لاستكمال دراستهم الجامعية وكذلك الدراسات العليا في مختلف التخصصات، وقد بلغ عددهم في عام 2018م(93) موظف مقارنة ب (384) موظف في عام 2015م.