الحـلـي الصـنـاعـيـة.. كيـف تشـكـل خطـراًعلـى المسـتهـلـكـين ؟

مؤشر الثلاثاء ٢٩/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٢٦ م

مسقط -
ساهمت الثروة المعدنية في نمو الاقتصاد في كثير من الدول التي تزخر أراضيها بالمواد المعدنية، ومن أهم تلك المواد الكروم والزنك والحجر الجيري والجبس والسليكا والنحاس والذهب والكوبلت والحديد.

وعرفت السلطنة تعدين النحاس منذ آلاف السنين في حضاراتها القديمة والمتعاقبة ومن أبرز تلك الصناعات : صناعة الحديد والنحاس والفضة والتي كانت تستخدم في صناعة المصوغات والحلي وغيرها من الأدوات.

ورغم استخدام النحاس والحديد وغيرها من المعادن قديماً في صناعة الحلي وزينة المرأة إلا أن مكانتها في صناعة الحلي حديثاً لا يزال قائمة بين الناس في وقتنا الحالي، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب من ضمنها: السعر، حيث تتأثر أسعار الحلي الذهبية والفضية بشكل كبير بتقلبات الاقتصاد، كما أن معدني الذهب والفضة يعتبران من المعادن النفيسة والتي لها أهمية واسعة في نمو اقتصاديات البلدان بينما الحلي النحاسية أو التي تدخل نسبة كبيرة من الحديد في صناعتها تضاف إليها معادن أخرى لتكتسب المظهر النهائي والذي يشجع المستهلكين على اقتنائها، يمكن استبدالها بين فترة وأخرى وتتوافر بتصاميم متجددة ومتنوعة وتناسب جميع الأذواق.

وبدراسة المعادن التي تدخل في تكوين وتركيب الحلي النحاسية والحديدية عن طريق فحص عينات من الأساور وغطاء الرأس جاءت النتائج بوجود تركيز كبير نسبياً من الرصاص والزرنيخ الأمر الذي يشكل خطورة على صحة المستهلكين الذين يتعاملون بها أو يتفاعلون معها بشكل يومي.

الرصاص

الرصاص عبارة عن جزئيات صغيرة وتوجد في البيئة المحيطة بنا «الماء، الهواء، التربة» ويوجد بوفرة ومن خواصه الفيزيائية أنه ينصهر بسهولة.
وقديما استخدم في الكثير من المنتجات كمستحضرات التجميل والدهانات والسباكة وأدوات المائدة، ولم يتم وضع معايير للحد من كميته المستخدمة في الصناعة إلا في سبعينيات القرن الفائت، وقد وضعت قوانين تقيد استخدامه في الصناعة في ثمانينات القرن المنصرم.
ويدخل الرصاص في تكوين المادة اللماعة في السيراميك والبورسلان والخزف الصيني لذلك فإن المنازل الحديثة تحتوي على معدلات من الرصاص سواء كانت من السيراميك أو البورسلان أو حتى من بعض أنواع الأصباغ.
ويتأثر الأطفال دون سن الخامسة بمستويات تركيز الرصاص في البيئة المحيطة بهم أكثر من البالغين ويرجع السبب في ذلك لأن دماغهم وجهازهم العصبي يكونان في مرحلة النمو والتطور إضافة إلى أنهم يميلون إلى وضع الأشياء في أفواههم وقد يتنهي الأمر ببلعهم بعض تلك المواد التي يدخلونها إلى أفواههم.
ويمتص جسم الطفل الرصاص بمعدل يفوق جسم البالغين بمقدار يتراوح بين «4 ـ 5» أمثال، وما إن يدخل الرصاص الجسم فإنه يتوزع على أجهزة الجسم مثل الدماغ والكليتين والكبد والعظام، ومن ثم فقد يخزن الجسم بمرور الوقت الرصاص في الأسنان والعظام مؤدياً إلى تراكمه في الجسم.
ومن أعراض التسمم بالرصاص عند الأطفال: سرعة الهيجان، نقص الشهية، فقدان الوزن، الخمول، آلام في البطن والقي والإمساك والشحوب، بينما أعراض التسمم بالرصاص عند البالغين: خدر وتنميل في الذراعين والساقين، وضعف عضلي، صداع، آلم في البطن، وفقدان الذاكرة، وقد يتطور الأمر ليؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات عصبية ومشاكل في التركيز.

الزرنيخ

الزرنيخ هو أحد العناصر الطبيعية المكونة لقشرة الأرض وتتوزع في نطاق واسع في كل أنحاء البيئة المحيطة بنا «ماء، هواء، تربة» ويعتبر شديد السمية في شكله غير العضوي.
ويوجد الزرنيخ غير العضوي في المياه الجوفية والتبغ والأطعمة الملوثة، بينما الزرنيخ العضوي فيوجد في المأكولات البحرية ويعتبر أقل ضرراً.
ويستخدم الزرنيخ في الصناعة بوصفه عنصرا مهما لعمل السبائك كما أنه يدخل في صناعة المنسوجات والورق ولواصق المعادن والمواد الحافظة للخشب، وفي الأصباغ والزجاج ودباغة الجلود والمبيدات الحشرية والمواد المضافة قي المستحضرات الصيدلانية.

والتعرض طويل الأمد للزرنيخ غير العضوي قد يؤدي إلى أمراض السرطان، وآفات جلدية، وأمراض القلب والأدوعية الدموية، وتسمم الخلايات العصبية وداء السكري.

وقد يحدث الزرنيخ تأثيرا ضارا بجسم الكائن الحي إذا تراوح معدل تركيزه بين «50 – 100ug/‏‏l» وبناء على منظمة الصحة العالمية فإن تركيز الزرنيخ في الماء يجب أن يكون أقل من «10 ug/‏‏dl».

بحسب المواصفة الأوروبية بالمجوهرات والحلي الصناعية فإن نسبة الزرنيخ يجب أن تكون في حدود «25ppm» أو 25 جزءا من المليون، بينما معدل الرصاص في المجوهرات والحلي الصناعية المطلية يجب أن يكون في حدود 6% والحلي غير المطلية 1.5%.
وحول نتائج العينة المفحوصة من الحلي الصناعية «غطاء الرأس» فإن تركيز كل من الزرنيخ والرصاص بلغ «0.6% و411. 8% على التوالي، وتعتبر هذه المعدلات مرتفعة نسبياً وتلزم اتخاذ بعض الإجراءات ضدها، هذا بالإضافة إلى وضع مواصفة عمانية أو خليجية لتوضيح نسب ومعدلات تركيز كل من المعادن التي تدخل في تركيب الحلي الصناعية مع مراعاة توحيد الوحدات ليسهل التنفيذ على من يقوم بصناعة الحلي الصناعية.
وأيضاً يمكن أن تتم صناعتها بإشراف كل من وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة للصناعات الحرفية.

أسماء بنت محمد الشريقية

أخصائية ضبط جودة سلع وخدمات