صلالة- عادل سعيد اليافعي
تشكل ظاهرة صراع الديوك من العادات الدخيلة والغريبة على المجتمع العماني الا انها اصبحت تنتشر بشكل سريع وتحديدا بين الوافدين والعديد من الشباب والاطفال ومن يزور المزارع بالشريط الساحلي لولاية صلالة.
وسوف يدرك الزائر لمحافظة ظفار وتحديدا يوم الجمعة مدى انتشار هذه الظاهرة الخطيرة واللانسانية، بل ان الكثير من هؤلاء المتسابقين ذهبوا الى ابعد من ذلك في هذا النوع من التنافس حيث أصبح البعض يراهن في تلك المسابقات وهناك تحديات كثيرة تتطور الى شجار وهذا يعود بنا الى سنوات سابقة حينما حصل شجار بين وافدين اختلفا حول خلال المسابقة مما دفع احدهم الى توجيه عدد من الطعنات الى الاخر بسلاح ابيض وهذا الحادث يمكن ان يتكرر في ظل تطور الامر وانتشاره بشكل اوسع.
حيث يدفعنا هذا الى نقل وضع تلك القضية أمام الجهات المعنية للوقوف امام هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المسالم.
وتتزايد تلك الظاهرة بين حين وآخر بسبب كثافة تعدد جنسيات المقيمين وتنذر بالكثير من العادات التي تأتي مع تزايد تعداد العمالة الموجودة، والمخيف في الأمر ان بعض هذه العادات يلقى هوى في نفوس الجيل الشاب من ابناء المحافظة الذين يبدو عليهم سرعة التأثر تحت ضغوط من الانبهار والفضول.
ظاهرة جديدة
ويطالب الكثير من المواطنين الاجهزة المعنية التصدي لمثل هذه الظواهر ومنها حلقات مصارعة الديكة والمراهنات التي ترافقها، ومن المعروف ان مثل هذه التسلية شائعة بدول بعض الوافدين ولكن ان نشاهد شباب واطفال عمانيين هنا يبدو الامر مستغربا ويحتاج الى معالجة من قبل التربويين ورجال الفتوى في السلطنة على اساس انها نوع من "المقامرة" وهذا الامر بطبيعة الحالة يدرج ضمن المحرمات وتعمل على دخول هولاء الشباب الى عوالم خطرة منها المقامرة والغش واستخدام اساليب غريبة للفوز من خلال صناعة اصابع معدنية مدببة للديكة المشاركة لكي تقضي على الديك الخصم وهذا به انتهاك وزهق لارواح امرنا الخالق بالتعامل معها بالرفق، كما ان البعض يذهب الى ما هو ابعد من ذلك حين يتم احضار سموم خاصة بالافاعي وطلاء الاصابع المعدنية المصنوعة سلفا والتي تركب على ارجل الديوك لكي تقضي على الخصم الاخر خلال الصراع، وهذا امر ومؤشر خطير يجب ان نتنبه اليه في مجتمعنا.
وخلال جولتنا التقينا بأحد المشاركين في هذه المسابقة حيث أكد لنا أوردناه من معلومات وقال: ان افضل انواع الديكة التي تدخل في هذه السباقات ياتي من باكستان وتحديدا من كشمير حيث تتمتع بالقوة والشراسة وقوة التحمل كما ان الديك المنافس لديه مواصفات اخرى منها طول الساق مع مالخالب الجارحة في الاصل اضافة إلى مخالب صناعية تصنع لهذا الغرض، ويضيف: ان ديوك المصارعة تحصل على اهتمام خاص جداً، فهي تأكل المكسرات والجوز المقشور واللوز الذي نخلطه بالعسل احياناً ليمنحها القوة هذا بجانب بعض المغذيات التي تعد من اسرار مربي ديوك المصارعة والاخر لا يمكن الافصاح عنه كما ان الديوك لا يمكن ان تكون بعد هذا الصراع صالحة للاستخدام الادمي حيث انها مع مرور الوقت تصبح شرسة وجارحة ولديها شبق في تحسس الدم والعنف لذلك نلاحظ ان معظمها يموت خلال الصراع في اغلب الاوقات.
وحول اسعار تلك الديوك يقول: اسعارها مرتفعة للغاية وهناك تنافس كبير على شرائها من الجميع سواء اكانوا من الوافدين او العمانيين ولكن يمكن ان نعوض هذه الخسائر جميعها خلال الفوز على الخصم.