الزراعة تبتكر تقنية جديدة لتجفيف التمور بدلا من "المسطاح"

بلادنا الأربعاء ٠٣/يوليو/٢٠١٩ ٢١:٣٢ م
الزراعة تبتكر تقنية جديدة لتجفيف التمور بدلا من "المسطاح"

مسقط-ش
بدلا من طريقة "المسطاح" الحالية التي يطبقها المزارعين العمانيين لتجفيف التمور ..قام مختصين بوزارة الزراعة والثروة السمكية بمركز بحوث النخيل (قسم الصناعات الغذائية) بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بتصميم تقنية حديثة وامنة لتجفيف التمور من اجل تحسين نوعيتها وتسهل حفظها بعد تجارب بدأت من الطرق التقليدية بالتجفيف على المساطح التقليدية إلى التجفيف في غرف بلاستيكية ثم إلى الغرف الزجاجية وأخيرا إلى غرف البولي كربونيت المصممة حديثا والتي تم اعتمادها بعد إجراء العديد من التجارب المخبرية نظرا لكفاءتها في تجفيف التمور.
ويهدف مشروع دعم غرف تجفيف التمور المصنوعة من البولي كربونيت في السلطنة والمعتمد ضمن برامج الوزارة إلى مساعدة المزارعين والمنتجين على اقتناء واعتماد غرف البولي كربونيت من أجل تحسين نوعية المنتج من التمور لتسهيل حفظه وتسويقه حيث تم توزيع ما يقارب من 78غرفة على المستفيدين. وحددت الوزارة مواصفات الغرفة بدقة فيما يخص مواصفاتها الفنية وطريقة تركيبها وصيانتها حتى تتمكن من اداء الدور الذي صممت له. وتتسع الغرفة لحوالي 800 كجم من التمور(في الوجبة الواحدة/3 أيام) أما في المناطق الساحلية فيستغرق التجفيف 4-5 أيام حسب رطوبة الجو.

ماهي الغرف
وتعرف غرف تجفيف التمور المصنوعة من البولي كربونيت بأنها هيكل معدني مصنوع من أنابيب حديدية مضادة للصدأ وأرضيتها قاعدة خرسانية سمك (10 سم) ويتم تركيب على جدار الغرفة غطاء من مادة (بولي كربونية)، ويوجد بها مروحة شفط الهواء، وتنثر التمور وتترك في الغرفة مع تشغيل المراوح حتى تصل للرطوبة المناسبة (15ـ 20%).
وتكمن أهمية تقنية غرف تجفيف التمور المصنوعة من البولي كربونيت في سرعة تجفيف التمور حيث أ ثبتت أفضليتها في اختزال الزمن المتطلب لإتمام عملية التجفيف وإنضاج التمور إلى النصف أي تحقيق اختزال من 4-8 أيام، وكذلك الحفاظ على جودة ونظافة التمور وضمان خلوها من الأتربة والغبار والحشرات وحمايتها من الأمطار الموسمية الأمر الذي يسهل عملية التسويق وارتفاع المردود المادي لدى المزارعين.
وفيما يختص تصميم غرفة التجفيف تم إجراء عدة تجارب للحصول على التصميم الأمثل فتم التوصل لتصميم يعتمد على تجميع الحرارة اللازمة لعملية الانضاج (التجفيف) مع التهوية المناسبة ضمن حيز يحمي الثمار من عوامل التلف المختلفة.

حصاد الثمار

وحول طريقة استخدام الغرفة فقد ذكر المختصون بقسم الصناعات الغذائية بأنه يتم حصاد الثمار في مرحلة نصف الرطب أو بمجرد بدء طرف الثمرة البعيد عن العنق بالترطيب وحيث أن الثمار لا تنضج كلها في وقت واحد فيفضل قطف الثمار وإدخالها تباعا لغرفة التجفيف أو يمكن جداد العذوق عند دخول حوالي 60% من ثـمارها إلى مرحلة الرطب، وبعدها تنشر الثمار على الصواني الشبكية المعدة وتصف على الهياكل داخل غرفة التجفيف ثم يغلق الباب وتشغل مروحة الشفط. وقد تستمر عملية التجفيف لمدة تتراوح بين 3-5 أيام إعتمادا على عوامل مختلفة مثل رطوبة الثمار والجو. يمكن انشاء هذه الغرف حسب الطاقة المرغوبة وحسب محصول المزرعة. أما بالنسبة للنماذج الموزعة من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية على المزارعين فهي على حجمين أحدهما يتسع لحوالي 800 كجم والآخر يتسع لحوالي 1600كجم.
وتتميز السلطنة بتوافر أعداد كبيرة من أشجار النخيل وإنتاج كميات وفيرة من التمور، وجميع أنواع التمور تمر بأطوار مختلفة حتى تصل إلى مرحلة التخزين، ومن بين هذه المراحل مرحلة التجفيف، وهناك طرق مختلفة يستخدمها المزارعون، حيث يعتبر تجفيف التمور من الوسائل الضرورية للمحافظة عليه لفترة أطول واستهلاكه في غير موسمه وقد يواجه المزارعون صعوبة في الوصول إلى طريقة التجفيف المناسبة حيث أن الطرق التقليدية (التجفيف المكشوف على الدعون) تؤدي إلى تلف قسم من المحصول نتيجة لتعرضه لعوامل المناخ المختلفة والحشرات و الطيور. ويبلغ الفاقد من التمور حوالي 30 بالمائة أو أكثر وذلك لصعوبة تجفيف التمور خاصة تحت ظروف الرطوبة