ماذا قال أستاذ للتاريخ عن الوجود العماني في المحيط الهندي

مزاج الأربعاء ٠٣/يوليو/٢٠١٩ ١٦:١٠ م
ماذا قال أستاذ للتاريخ عن الوجود العماني في المحيط الهندي

مسقط- خالد عرابي
نظمت كلية السّلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها محاضرة بعنوان: «مكانة عُمان في عالم المحيط الهندي» قدمها الدكتور محمد بن سعد المقدم أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بحضور طلاب الكلية الذين بلغ عددهم 39 طالبًا وطالبة من مركز السُّلطان قابوس للثقافة بواشنطن، وجمعية الصداقة العُمانية البريطانية، وطلاب كلية القيادة والأركان بمسقط.

واستعرض د. المقدم في محاضرته مجموعة من المحاور أهمها: الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان، والتأثير والتأثر الحضاري للسلطنة مع الحضارات الأخرى، وكذلك التنوع والثراء الثقافي الذي تنفرد به سلطنة عُمان. وركز المحاضر على بداية العلاقات العمانية البحرية في المحيط الهندي التي بدأت في العصر البرونزي وما تتفرد به من تاريخ عميق ضارب في القدم ويتمثل في صناعة السفن التي تعود الألفية الرابعة قبل الميلاد.

وتهدف مثل هذه المحاضرات إلى تعريف الطالب بالثقافة والحضارة العمانية ومفرداتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، وتحقيق الربط بين تعلم اللغة العربية وثقافتها في إطارها العماني بما يخدم اكتساب اللغة العربية للطلاب.

أثر الوجود العماني
وفي اتصال مع الدكتور محمد المقدم قال: ركزت خلال المحاضرة أيضا على علاقات عمان مع الشرق وأسيا ومع دول المحيط الهندي وأبرزها الصين والهند وكذلك علاقات عمان مع شرق أفريقيا، وأثر الوجود العماني في موانيء المحيط الهندي والعلاقات التاريخية والتجارية لعمان مع الصين والهند و دول البحر الأحمر.

وأكد الدكتور المقدم على أن العلاقات العمانية مع الهند تمتد إلى العصر البرونزي، كما أشار أيضا إلى أن عمان وصلت إلى الكثير من المدن الأسيوية ومنها جوادر في باكستان وملقا بماليزيا.

وبسؤاله عما ركز عليه في المحاضرة عن العلاقات العمانية - الصينية قال د. المقدم: هي علاقات ضاربة في أعماق التاريخ، إذ تشير المصادر التاريخية الصينية اسم عمان (وونغ مان) في عهد أسرة هان الغربية 206 ق.م - 220م، ووصول السفن الصينية إلى الموانيء العمانية مثل قلهات، و صحار. وأضاف: وأيضا تشير المصادر الصينية إلى وصول السفن العمانية إلى المؤاني الصينية الجنوبية، محملة بالبضائع من عمان ومنطقة الخليج العربي وشرق أفريقيا.. وفي عهد أسرة تانغ (618-906) م زادت حركة التجارة بين المؤانى الصينية والعُمانية.
وقال: تذكر لنا المصادر العربية والصينية أسماء الكثير من التجار والبحارة الذين امتلكوا السفن للتجارة مع الصين ومن أشهرهم التاجر والبحار العماني أبوعبيدة عبدالله بن القاسم والذي يعتبر أول بحار عربي يصل إلى الصين، والشيخ عبدالله الصحاري أصبح رئيسا لحى العرب والأجانب في ميناء كانتون الصيني، بالإضافة إلى سعيد بن أبى علي، والنظر بن ميمون، والنوخذة إسماعيل بن إبراهيم بن مرداس، ومحمد بابشار بن حرام.

دولة اليعاربة
وأكد د. المقدم على أنه تحدث أيضا عن الوجود البرتغالي وكيف سيطروا على تجارة المحيط الهندي خلال الفترة من 1507 إلى 1650 م وبعدها جاء الإمام ناصر بن مرشد وفي عهد دولة اليعاربة تم طرد البرتغاليين من عمان وصارت عمان قوة بحرية كبيرة في المحيط الهندي.. وبعد ذلك جاء عهد دولة البوسعيد التي أسهها الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي في سنة 1744 وقام بإنشاء أسطول على التراث الأوروبي وأصبحت عمان ذات تأثير في المحيط الهندي وخاصة في عهد السلطان سعيد بن سلطان من 1806 إلى 1850م، وكانت في عهده أول سفينة عربية وعمانية وفي مهمة دبلوماسية و تجارية إلى مدينة نيويورك الأمريكية في العام 1840م.

غير أنه أكد على أن فترة الريادة العمانية والانفتاح والوجود العماني عالميا ظهر جليا وبقوة في ظل عصر النهضة المباركة ومنذ العصر الزاهر وتولي مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله و رعاه- حيث أننا وجدنا ما شهدته عمان من نهضة وحضارة وتطور وتقدم. وبرز وجودها الدولي في شتى المواقع والمحافل الدولية و الأهم هو الثقل العماني وتأثيرها في السلام العالمي.