«مركز السلطان قابوس بواشنطن» يستضيف «رسالة الإسلام»

مزاج الاثنين ٠١/يوليو/٢٠١٩ ١٢:٥٩ م
«مركز السلطان قابوس بواشنطن» يستضيف «رسالة الإسلام»

واشنطن-
يواصل معرض: (رسالة الإسلام من عمان) جولاته العالمية ليحط هذه المرة في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث استضافه مركز السلطان قابوس الثقافي وبالتعاون مع السفارة العمانية في واشنطن، وبحضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة والسفراء العرب والأجانب ورؤساء المراكز الدينية والجاليات العربية والمهتمين والأكاديميين وعدد كبير من المدعوين من المجتمع الأمريكي.

ابتدأ الحفل بمقدمة ترحيبية ألقتها كاثلين رودولف، المدير التنفيذي لمركز السلطان قابوس الثقافي بواشنطن، معتبرة هذا المعرض حدثا استثنائيا للتعرف على قيم التسامح والتعارف في المجتمع العماني.
ثم ألقت سعادة السفيرة حنينة بنت سلطان المغيرية، سفيرة السلطنة المعتمدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية كلمة تضمنت بالترحيب بالضيوف، مؤكدة على أهمية المعرض في التعريف بالسلطنة ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز قيم التعارف، وبث رسائل الحوار بين أتباع الأديان. حيث إن القوانين العمانية تؤكد على حماية الحريات الدينية وانتشار دور العبادة لمختلف الديانات في السلطنة.
وأشارت سعادتها إلى أن هذا المعرض والذي زار 37 دولة حتى الآن يحظى بالتقدير والثناء، وسيسهم في تعريف المجتمع الأمريكي بالقيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز قيم التعايش السلمي والاحترام المتبادل، مشيرة إلى أن فشل البشر في الحوار سيقود إلى التطرف والعنف، شاكرة فريق معرض (رسالة الإسلام) وبالتعاون مع مركز السلطان قابوس الثقافي في إقامة هذه الحدث .

جسور التعارف
من جانبه أكد محمد بن سعيد المعمري، المشرف العام على المعرض بأن محطة المعرض في واشنطن جاء ثمرة التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومركز السلطان قابوس الثقافي وسفارة السلطنة لدى واشنطن، تواصلا لجهود السلطنة في مد جسور التعارف ونشر وتعزيز ثقافة التعايش السلمي والتفاهم والوئام بين الأمم والثقافات والشعوب واحترام المقدسات وحقوق الإنسان، والتأكيد على القيم الإنسانية المشتركة ونبذ التطرف والعنف والكراهية، واستمرارا لنهج السلطنة في نشر القيم المشتركة والدعوة إلى حسن الحوار والتعايش والإخاء الإنساني، مشيرا إلى أن المعرض يستمر حتى نهاية شهر أغسطس القادم.

وأشار محمد المعمري بأن محطة المعرض في واشنطن حملت عنوان: (من أجل التعارف) وذلك من أجل التركيز على قيمة التعارف في حياة البشر، كأساس حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف في قوله تعالى: (وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، إذ اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون هذا التنوع في الخلق، والتباين في الأعراق، والاختلاف بين الثقافات، يؤكد ذلك قوله تعالى: «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين»، وهو ما يعني الدعوة إلى فهم الاختلاف وتقبله، والعمل في إطار القيم المشتركة.
مضيفا أن التعارف يقتضي قبول التنوع والتباين والاختلاف، ويقتضي كذلك السعي من أجل المعرفة. وأضاف بأن (التعارف) يقتضي التفاعل في فعل المعرفة؛ فهو حركة من جهتين وسعي بين الجانبين، فلا يتحقق التعارف إلا من خلال هذا الحراك الحضاري القائم على رغبة في الوصول إلى معرفة الآخر وتقدير ما لديه والرغبة في الاستفادة منه، وهو بخلاف فعل (التجاهل) المتضمن الجهل بالآخر وعدم الرغبة في معرفته أو السعي لمد الجسور للوصول إليه.
والتعارف، بحسب محمد المعمري، قيمة إنسانية مهمة، تعمل على ردم هوة الجهل بين الأمم والشعوب، إذ يثبت الواقع أن الجهل سبب كثير من مشكلات التواصل، وسبب الاتهامات المتبادلة، وطريق نحو الكراهية والعنف والتطرف.
أما المآل الأكبر لفهم الاختلاف وتقدير التنوع في ظل الدعوة إلى التعارف فهو العمل على استباق الخيرات، وهو الملحظ في سياق ذكر التنوع، يقول الله عز وجل: «ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات»، وبالتالي يقتضي استباق الخيرات تحقق التعارف، ويقول الله تعالى في آية أخرى: «ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات.»

الرسم بالرمال
واشتملت فعاليات معرض رسالة الإسلام في مركز السلطان قابوس الثقافي بواشنطن على عرض حي لفن الرسم بالرمال قدمته الفنانة العمانية شيماء بنت أحمد المغيرية بعنوان: (التعارف بين الشعوب) مبرزة أهمية قيم التعارف كأساس للاستقرار الإنساني ومد جسور التواصل الحضاري، مع إبراز معالم حضارية في السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية لها دورها في بث قيم التعارف، وأضافت: تضمن عرض الرسم بالرمل الذي قدمته مجموعة من اللوحات والرسائل التي عززت المعرفة والتعارف والاعتراف بين الشعوب وقد كانت مصحوبة بمقطوعة موسيقية نقلت المشاهدين إلى حضارة السلطنة ونقلت المفاهيم الى قلوب الجميع.

واشتملت فعاليات المعرض على أركان للفنون الجميلة كفن الظلال وفن الخط العربي، حيث شارك الخطاط العماني صالح بن مسلم الشكيري والخطاطة العمانية أروى بنت حارث بن سعيد الرواحية في فعاليات المعرض، من خلال لوحات الخط العربي وكتابة أسماء ضيوف المعرض والمشاركة الفاعلة في تمثيل السلطنة.
وقالت أروى الرواحية: «اشتملت فعالية معرض رسالة الاسلام المقامة بـواشنطن العديد من الفعاليات ومنها الخط العربي، كان الإقبال جيدا جداً من الشعب الأمريكي في طلب كتابة الأسماء، كان الشعب ودودا في تبادل الحوار وتعلم الحروف وأيضا في تعلم كيفية كتابة الأسماء بالخط العربي “ .
وشارك الفنان العُماني العالمي مدني البكري بركن فني استعرض فيه لوحات من أعماله الفنية معتبرا هذه المشاركة شرفا له ولكل فنان يحرص أن يترك بصمة عمانية في مجاله من خلال عرض أعماله الفنيه خارج الدولة.
وأضاف الفنان صالح بن جمعة الشكيري قائلا: بحكم معرفتي بزميلي الأستاذ مدني البكري وأسلوبة الفني وفكرة عرض لوحاته في مركز السلطان قابوس للثقافة بواشنطن لهو دليل على نجاح مدني في إنتاج أعمال فنيه ترقى لعرضها بهذا المكان والإبداع المتميز في استخدام الألوان الأفريقية واستخدام الخط العربي ومنالمعروف انه عرض أعماله في عدة دول ويحظى بشهرة.

من أجل التسامح
وحظيت حملة «أفعل شيئا من أجل التسامح» على تفاعل جماهيري متميز، وهي حملة تسعى إلى التوعية بأهمية المبادرات الفردية والمؤسسية لنشر ثقافة التسامح والتعايش بين الجميع، حيث لبس الزوار قمصان الحملة مع استلامهم للبطاقات البريدية التي تحمل رسائل عالمية في الإخاء والتعاون واحترام الآخرين وتقديرهم.

الجدير بالذكر أن معرض (رسالة الإسلام) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 2010 م وزار أكثر من 37 دولة وأكثر من 125 مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: ( التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.