باتريك كيجر - ترجمة: خالد طه
أعلن مستكشف الكهوف المخضرم بيل ستون أنه في العام 2017 سيقود حملة إلى داخل نظام كهف شيفيه، وهو مجمع كهوف مترامي الأطراف تحت الأرض في منطقة أواكساكا بالمكسيك، إذ يشير تدفق المياه منه إلى أنه قد ينحدر إلى عمق 1.6 ميل داخل الأرض. وإذا تبين أن هذا صحيحا، فإن كهف شيفيه سيفوز بلقب أعمق كهف في العالم، ليتقدم كهف كروبيرا في جبال القوقاز الغربية في جورجيا الذي يحمل هذا اللقب حاليا وهو كهف عمقه 1.36 ميل.
ولكن العلماء يقولون إنه حتى لو سجل كهف شيفيه رقما قياسيا جديدا، فإنه قد لا يستمر. فقد قادتهم البيانات الجيولوجية إلى الاعتقاد بأن هناك العديد من الكهوف التي لم يتم اكتشافها بعد في جميع أنحاء العالم، وأن بعض تلك الممرات الجوفية قد يصل إلى أعماق كبيرة جدا في عمق كوكب الأرض. ولكن نظرا لمحدودية التكنولوجيا المستخدمة لاستكشاف تلك الكهوف، فإن اكتشاف تلك الكهوف قد يمثل تحدثا، واستكشافها قد يكون تحديا أكبر.
هناك الكثير من الأماكن التي يمكن البحث فيها عن تلك الكهوف. فهناك مناطق كارست -وهي مناطق طبيعية وعرة ذات ارتفاعات عالية وبطانة من الحجر الجيري يمكن للمياه أن تتسرب إليها لتحفر كهوفا، والبنى الكارستية تشمل نحو خمس مساحة اليابسة من الأرض- التي تغطي من 20 % إلى 25 % من مساحة اليابسة على سطح الأرض. يوضح جورج فيني، المدير التنفيذي للمعهد الوطني لبحوث البنى الكارستية والكهوف، قائلا: «هناك ربما عشرات الآلاف من الكهوف التي لم تُكتشف بعد التي قد تكون موجودة في أماكن كثيرة».
من الناحية النظرية على الأقل، بعض هذه الكهوف قد يصل إلى أعماق أكبر كثيرا مما قد اكتشفه أي بشر من قبل، بحسب لويس لاند، أخصائي الهيدولوجيا بالمعهد الوطني لبحوث البنى الكارستية والكهوف. «والحد الوحيد هو إلى أي مدى يمكن أن تنتشر المياه الجوفية خلال الحجر الجيري، قبل أن يصبح الضغط كبيرا جدا. ويبدو أن ذلك يمكن أن يحدث عند أعماق أكبر كثيرا مما كنا نظن من قبل».
يقال إنه في تجربة تمت في الحقبة السوفيتية للحفر العميق في الأرض واستمرت من عام 1970 إلى عام 1994، تم العثور على ماء منتشر على عمق 4.3 ميل. وقال لاند إنه في ثمانينيات القرن الفائت، اقتحم مشروع للتنقيب عن النفط في أوكلاهوما كهفا على عمق 2.2 ميلا تحت سطح الأرض. إن هذا النوع من الغرف تحت الأرض، والذي ليس له أي مدخل في أي مكان بالقرب من سطح الأرض، من الصعب إن لم يكن من المستحيل على البشر استكشافه.
نقلا عن لايف ساينس