بعنوان (المعلومات الهيدروغرافية تقود دفة المعرفة البحرية) البحرية السلطانية تحتفل باليوم العالمي للهيدروغرافيا

بلادنا الخميس ٢٠/يونيو/٢٠١٩ ١١:٣٧ ص
بعنوان (المعلومات الهيدروغرافية تقود دفة المعرفة البحرية)

البحرية السلطانية تحتفل باليوم العالمي للهيدروغرافيا

مسقط -
تشارك البحرية السلطانية العمانية ممثلة بالمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني ومديرية الهيدروغرافيا بالبحرية السلطانية العمانية والجهات المعنية بالمجال الهيدروغرافي في مختلف دول العالم ومنظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO) الاحتفال بيوم الهيدروغرافيا العالمي، حيث قضى القرار رقم (A/‏‏60/‏‏30) والخاص بالمحيطات وقانون البحار المعتمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005م بتخصيص الحادي والعشرين من يونيو يوما عالميا للهيدروغرافيا، لإبراز أدوار ومهام عمل منظمة الهيدروغرافيا الدولية على جميع المستويات والعمل على زيادة تغطية المعلومات والبيانات الهيدروغرافية على أكبر مساحة ممكنة من البحار والمحيطات عالميا. وقد حث هذا القرار جميع الدول الأعضاء على العمل يداً بيد مع منظمة الهيدروغرافيا الدولية لتعزيز الملاحة الآمنة، لاسيما في المناطق المختصة بالملاحة الدولية وفي الممرات المائية وفي الموانئ والمرافئ وكذلك في المناطق البحرية سريعة التأثر والتغيير أو في المحميات البحرية.

ويحمل الاحتفال بيوم الهيدروغرافيا العالمي لهذا العام شعار (المعلومات الهيدروغرافية تقود دفة المعرفة البحرية) وذلك للتركيز على أهمية إبراز المعلومات والبيانات الهيدروغرافية حرصاً على سلامة الملاحة البحرية وكذلك على تنوع الخدمات الهيدروغرافية المقدمة من مختلف القطاعات المعنية بالشؤون البحرية ولتوسيع نطاق تغطية البيانات الهيدروغرافية محليا وعالميا للحصول على معلومات هيدروغرافية وافية لدعم الخطط الوطنية في تطوير المناطق الساحلية والبيئات البحرية وأنشطة صيد الأسماك وفي إستغلال الموارد البحرية والإستكشاف والبحوث العلمية والعديد من القطاعات البحرية الأخرى التى يمكن الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة.
وتجدر الإشارة بأنه ومع الاحتفال باليوم العالمي للهيدروغرافيا، تحتفل منظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO) هذا العام بمرور عشرة عقود على إنعقاد المؤتمر الهيدروغرافي الأول في لندن والذي كان في العام 1919م، فبعد مرور عام واحد فقط على إنتهاء الحرب العالمية الأولى، التقى ممثلو 26 دولة في مدينة لندن في (ترينيتي هاوس) لمناقشة التعاون المستقبلي في مجال الهيدروغرافيا والاتفاق على بعض السياسات والبنود التخصصية المنظمة لها. وأستهل مؤتمر لندن بتأسيس المكتب الهيدروغرافي الدولي (الذي أعيد تسميته لاحقاً باسم منظمة الهيدروغرافيا الدولية) وذلك في العام 1921م. وأهم ما جاء في هذا المؤتمر أيضاً إن التجارب السابقة أظهرت بوضوح الأهمية الكبيرة للبيانات والمعلومات الهيدروغرافية وما يصاحب شح تواجدها من خطورة شديدة لسلامة الملاحة البحرية وأبرزت كذلك التباين في طرق تجميع البيانات والحصول على المعلومات الهيدروغرافية وكذلك عمليات الإنتاج في مختلف بلدان العالم. ونظراً للإستقرار المصاحب لتوقف الحرب العالمية الأولى سعت منظمة الهيدروغرافيا الدولية لوضع التدابير اللازمة لتوفير طرق آمنة للملاحة الدولية نظراً للزيادة الملحوظة في الأنشطة البحرية كالملاحة والصيد والنقل والشحن البحري وعليه زادت الحاجة إلى المنتجات والمنشورات الهيدروغرافية لتأمين السلامة الملاحية لكافة السفن المبحرة بإختلاف أحجامها وإستخداماتها والتي تستدعي في كل الأحوال تواجد تغطية مناسبة من البيانات والمعلومات الهيدروغرافية الحديثة للمسطحات المائية، ولبناء المعرفة البحرية الجيدة والتي تعد المصدر الأساس للسلامة الملاحية ولضمان ذلك ترتبت إلتزامات معينة من قبل الدول الأعضاء لعمل مسوحات هيدروغرافية لتغطية تلك المسطحات وكذلك توفير معلومات هيدروغرافية إضافية عنها لتحسين الخدمات الهيدروغرافية والعمل كذلك على إنتاج خرائط ملاحية بمواصفات دولية مع توفير منشورات ملاحية أخرى مفصلة لضمان أقصى درجات السلامة الملاحيه فيها. لعل تواجد الكوادر الفنية المتخصصة وبناء القدرات ومواكبة المستجدات من أساسيات الحصول على المعلومات الهيدروغرافية وتظل مع عمليات إستقطاب وبناء قاعدة متينة وشبكة قوية ومتنوعة من البيانات المكانية الهيدروغرافية من خلال تجميعها وتحليلها وصيانتها وإستخدامها للأغراض التخطيطية والتنموية فتصبح المصدر المعتمد لبناء المعرفة البحرية ومن هذا المنطلق وكما هو الحال في السنوات السابقة، فإن شعار اليوم العالمي للهيدروغرافيا هذا العام يهدف إلى تسليط الضوء على تلك المعلومات الهيدروغرافية التي من شأنها تعزيز المعرفة البحرية من خلال تواجد بيانات متنوعة للمسطحات المائية والمناطق البحرية للدولة وإن تنوع الخدمات الهيدروغرافية التي يتم تقديمها من قبل المكاتب الهيدروغرافية الوطنية وجودتها لهو دليل على توافر المعلومات الهيدروغرافية وكذلك على مدى متانة البنى التحتية لتلك البيانات المكانية الهيدروغرافية المتواجدة لديها والتي تنصب بدورها في خدمة هذا القطاع الحيوي وعلى المستوى العام للهيدروغرافيا دوليا.
ويتوافق اليوم العالمي للهيدروغرافيا هذا العام الذكرى (98) لتأسيس منظمة الهيدروغرافيا الدولية (IHO) وبهذه المناسبة تتعهد المنظمة والدول الأعضاء البالغ عددها 89 دولة التزامها برفع الوعي العام بأهمية الهيدروغرافيا من خلال تسخير إمكانياتها لدعم وتطوير الخدمات الهيدروغرافية، والعمل على تكثيف جهودها لوضع الإستراتيجيات اللازمة للنهوض بالهيدروغرافيا دولياً وعلى جميع المستويات.

التوسع في طلب

المعلومات الهيدروغرافية
هناك حاجة متزايدة إلى البيانات الهيدروغرافية، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير الإقتصاد الأزرق، وحماية البيئة البحرية، والحد من عواقب التلوث البحري وكذلك الكوارث الطبيعية، وتكمن أهمية المعلومات الهيدروغرافية في حفظ وإستدامة الموارد الطبيعية للبحار والمحيطات ولعل المعرفة البحرية الجيدة الناتجة من توافر هذه المعلومات تساعد على تحري الدقة والواقعية في التحليل والتنفيذ لمتخذي القرار. الإ أن تواجد الكم الهائل من البيانات المكانية الهيدروغرافية وتنوعها والمعلومات الأخرى المرتبطة والمستنبطة منها والطلب المستمر والمتزايد عليها يحتم على القائمين عليها وضع سياسات خاصة لأمن تلك البيانات في المقام الأول وكذلك لتنظيم عمليات حفظ وصيانة وتدفق وتداول تلك البيانات وخصوصا في ظل التوجه العام لتوفير وبناء قاعدة بيانات للبنى التحتية للبيانات المكانية البحرية (MSDI) والتي مصدرها الأساسي البيانات الهيدروغرافية وهذا تماشيا مع السياسات الوطنية في هذا الجانب.

التغطية الشاملة

للمناطق البحرية والمحيطات
تغطي الأقمار الإصطناعية كافة المحيطات بدقة تصل من 2 إلى 5 كيلومتر مربع بينما تغطية تلك المساحات بالبيانات الهيدروغرافية فى الوضع الراهن بالكاد تتجاوز 5% والتي لا تعطي أبسط المعلومات عن طبيعة القاع للبحار والمحيطات، وحسب مستوى المعرفة الحالية، فإن عمليات البحث الأخيرة عن الطائرات المفقودة في بعض المناطق الغير ممسوحة لم تكن سهلة واستغرقت الكثير من الجهد والوقت لعدم معرفة الاعماق وطبيعة القاع فيها. وكانت الجهود المشتركة بين منظمة الهيدروغرافيا الدولية واللجنة الحكومية الدولية للمحيطات (IOC) التابعة لليونسكو، كمنظمات رئيسية داعمة لمشروع تغطية محيطات العالم بالبيانات لمعالجة هذا النقص وذلك من خلال تجميع البيانات الهيدروغرافية لتغطية اكبر منطقة ممكنة للمسطحات المائية بغية الحصول على خارطة تغطي جميع المحيطات تحتوي على بيانات اكثر تفصيلا ودقة تحت مسمى خارطة الاعماق العامة للمحيطات (GEBCO) حيث جميع البيانات المتواجدة فيها متوفرة مجانا لجميع المستخدمين لاغراض البحث العلمي والدراسات الفنية الأخرى المتعلقة بها ويمكن توفيرها بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بالهيدروغرافيا على المستوى الوطني.

الخدمات الهيدروغرافية بالسلطنة

تتمتع السلطنة بموقع جغرافي يقع على ملتقى طرق بحرية مهمة تربط السلطنة بالخليج العربي والهند وأفريقيا الشرقية وتشرف السلطنة على طريق التجارة البحرية في الجزء الشمالى من السلطنة وهو مضيق هرمز. قطعت السلطنة شوطا كبيرا في تطوير الخدمات الهيدروغرافية حيث تقوم مديرية الهيدروغرافيا والمكتب الهيدروغرافي الوطني العماني التابعين للبحرية السلطانية العمانية بوضع السياسات الخاصة بالهيدروغرافيا تلبية للمتطلبات الوطنية حيث تقوم سفن المسح الهيدروغرافي ووحدات المسح الميداني بمسح المناطق البحرية العمانية من أجل توفير بيانات هيدروغرافية متكاملة تستخدم لإنتاج الخرائط الملاحية وإصدار الكتب والمنشورات الملاحية وكذلك الإنذارات والإعلانات الملاحية حسب المواصفات والمقاييس التى حددتها المنظمة الهيدروغرافية الدولية.