«التشغيل»..ترقب بدايته

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٨/يونيو/٢٠١٩ ١٢:٠٠ م
«التشغيل»..ترقب بدايته

محمد الراسبي

بمجرد ان صدر المرسوم السلطاني بإنشاء المركز الوطني للتشغيل إلا ونجد جميع المهتمين وخاصة الباحثين عن العمل حولوا انظارهم من الهيئة العامة لسجل القوى العاملة الى هذا المركز -الباعث للأمل- حتى اصبح شغلهم الشاغل، والذي يعول عليه ان يأتي بالحلول الجذرية والإستراتيجية وحل مشكلة بل مشاكل التوظيف بجميع مفرداتها ،سواء الإحلال او التعمين او فتح خطوط جديدة مع حلول بديلة واستراتيجية واضحة يتم من خلالها امتصاص المخرجات المتراكمة على مدى السنوات الطويلة وملء الخانات الفارغة او استبدالها بمن يستحقونها وتحقيق العدالة الإجتماعية من خلاله خاصة لأولئك الذين لم يأخذوا فرصتهم الوظيفية او التدريبية منذ سنوات طويلة فضلا عما هو مقبل.

نود ان يراعى قبل تعيين او اختيار ادارة هذا المجلس كونه اللبنة الأولى ومصدر قوته ، والتي ان صلحت صلح بها المجلس وإن اخفقت اخفق معها او تباطأ كل من له علاقة وكل من يعول عليه. فلا مجال للتجارب او الإخفاقات. الجميع وبلا شكً يهمهم من تكون كوكبة مجلس الاداره المقبلين او ادارته العليا والتي قد يعلن عنها قريبا.

هل هي اسماء بارزة في الساحة وشخصيات سبق وأن سطعت اسما واعلاما ولكن لم تنجز او تقدم شيئا يعول عليه مسبقا ام هي اسماء جديدة قد تنال الثقة تحمل معها التحديات وتتحمل المسؤوليات وتصل اهدافها بقدر خبراتها؟..المهم وما نتمناه في اختيار اعضاء مجلس الإدارة لهذا المركز الذي نترقبه هو ان لهم انجازاتهم التي حققوها مسبقا حيثما كانو يعملون، اعضاء يستوعبون التحديات وتحديد الأهداف وتحقيقها،اعضاء لايهمهم الضغوط والتدخلات ومحاباة كبار الشركات او شخصنة الأمور، جاعلين نصب اعينهم ان هناك ادراجا ملأى تعج بها اوراق الباحثين وشواغر تتتظر من يفهمها ووظائف غارقة بها الكثير من الشركات وجب استرجاعها وتحويلها لمن يستحقها.
في خضم الترشيحات من القطاعين الحكومي والخاص نتوقع ان يكونوا جميعهم من الخبرات التي تشفع لشاغري هذه المهمة ان تكون بدايتهم تبعث الإطمئنان، لأنه بدون خبرات مشابهة في ذات المجال وخطط واضحة وإنجازات شاهدة لأولئك الأعضاء المقبلين، فلن تكلل العملية بالنجاح الذي هو متوقع منهم وستظل الإخفاقات تلاحقنا فنرجو ألايحدث ذلك.
إن وجود من يمثل القطاع الخاص من المترشحين لمجلس الإدارة امر ايجابي وشراكة حقيقية لابد انها سوف تثري تجاربهم المركز الوطني بحكم التجارب وسنوات الخدمة التي مارسوها والتحديات التي واجهوها ,وخاصة من سبق وأن عمل في القطاعات المختلفة والتي سوف تختصر المشوار للتعرف على طبيعة الوظائف المحجوبة او الوظائف التي يظهرها بعض القطاعات انها من الصعب اشغارها بمواطن وهي في حقيقتها ماهي سوى عمل روتيني من السهل التعامل به. فهل سنرى نماذج من هذه الخبرات وكشافي الفرص؟.
ليس من الضرورة ان يتطلب من اعضاء مجلس الإدارة انهم سبق وأن اداروا قطاع التنمية البشرية او الموارد البشرية ( مثلا) في الوقت الذي ليس فيهم من سبق وان حققوا مايجب إنجازه وهم على رأس عملهم وفي ذات وظيفتهم الحاليه او السابقة، لأنه في هذه الحالة لا نرتجي ان يحققوا اهدافا علق عليها الأمال بقدر مستوى المركز الوطني بأكمله والذي يعتبر المنحنى الرئيسي في تغير مسار التشغيل بالجدية في التطبيق والشفافيه في الاطروحات والواقعية في التعاملات والتنفيذ. إذن التجارب الناجحة مطلوبة لمنتسبي ذات المركز.
عليه نتمنى ان يكون التمحيص وفلترة الكفاءات قبل كل شيء بأخذ افضلها انتاجا واوسعها فكرا وشمولية ، من خلال تقديم كل مرشح لهذا المنصب ( مثلا) بعرض مرئي لتوجهاتهم واطروحاتهم ومرئياتهم ،وخططهم المبدئية والإستراتيجية من خلال محاضرات يشرف عليها اصحاب القرار, لكي يستشفوا ويستخلصوا افضل العناصر واكثرها جدارة في هذا المضمار وأن لايكتفى قط بالسيرة الذاتية المكتوبة والتزكيات الممنوحة وإن كانت بحسن نيه, كونهم هم من سوف يكونون العلامة المضيئة وهم من سوف يحاسبون ليس غيرهم.
نتمنى ان تعالج الأمور منذ بدايتها وتؤسس على استرتيجية ان من يبدأ العمل في هذا المركز يتوقع ان ينتهي بإنجاز افضل عما سبق بإذن الله لأن التوجيهات السامية واضحة والاهداف مرسومة لا يحاد عنها ألا وهو رخاء الشعب ومنها حلول وبدائل تستوعب المخرجات واستغلالها في خدمة الوطن ومقدراته وكل يأخذ حقه في خدمة الوطن والعمل الوظيفي احدها.