عشق الشوكولاته .. السر في الغلاف

مزاج الأحد ١٦/يونيو/٢٠١٩ ١١:٤٧ ص

مسقط -
كثير ما يتساءل البعض عن السر الغريب وراء عشق الكثيرين منا للشوكولاته، وذلك بغض النظر عن طعمها وأنواعها و حتى تبعاتها وما قد تسببه من زيادة في الوزن، نظرا لما بها من كمية عالية من السكريات، إلا أننا نخبركم لا تحتارون كثيرا وراء هذا السر بعد اليوم، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ملبورن في أستراليا، عن أسباب عشق الكثيرين للشوكولاته. وقالت الدراسة بأن السر يتمثل في التعبئة والتغليف، حيث أنها تشكّل الانطباع الأولي لدى المستهلك عن المنتجات الغذائية، بطريقة تؤثر على الإعجاب الحسي والرغبة في الشراء، كما أن طريقة تعبئتها خلقت لدى المشاركين قوة جذب عاطفية أكبر بكثير مما فعله تذوقها.

وبحسب جريدة «ديلي ميل» البريطانية أشارت الدراسة إلى أن هناك اختلافا في الطريقة التي ينظر بها المستهلكون إلى الإشارات الجوهرية للمنتج، مثل النكهة والرائحة والملمس، المرتبطة بالنظم الحسية والإدراكية، وكيف يرون الإشارات الخارجية، مثل مواد التغليف، والمعلومات، والاسم التجاري، والسعر، والتي ترتبط بالآليات المعرفية والنفسية. كما أن المعلومات المقدمة عبر التعبئة والتغليف، يمكن أن تؤثر على توقعات العملاء وتؤثر على استجاباتهم العاطفية.
ومن أجل تحديد كيفية تأثير التعبئة على الذوق، اختار الباحثون عينة من 75 متطوعا بينهم 59 % من النساء؛ وتتراوح أعمارهم بين 25 و55 عاما، لتذوق الشوكولاته على أساس ثلاثة شروط: اختيار التذوق مع عدم وجود تعبئة أو غلاف، إلقاء نظرة على التغليف والتعبئة دون تذوق للشوكولاته، واختيار التذوق مع النظر إلى طريقة التعبئة والتغليف.
وبحسب النتائج، فقد وجد الباحثون أن المشاركين صنفوا طعم الشوكولاته بدرجات ضعيفة عما لم يتطابق الغلاف مع ما بداخله، وكان هناك رابط إيجابي بين الإعجاب بغلاف الشوكولاته والإعجاب بطعمها. ومن هنا توصّل الباحثون إلى أن الأغلفة وطريقة التعبئة تلعب دورا أساسيا في تقييم طعم الشوكولاته، وتُحدث فرقا حقيقيا في المشاعر تجاه نكهتها. وأكد الباحثون أن المشاركين عبّروا عن ارتباطات عاطفية أقوى مع التعبئة أكثر مما فعلوه من تذوق الشوكولاته. وخلُصت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن الذوق هو العامل الغالب في تحديد المشتريات؛ إلا أن إدراك الذوق يتأثر بالعواطف الناجمة عن طريقة التعبئة والتغليف.

نكهتها المغرية
غير أن دراسة ألمانية سابقة كانت قد أرجعت الأمر إلى نكهة الشوكولاته، وقالت بأن وجود مجموعة من المواد الكيميائية الدقيقة، بما فيها المادة التي تعطي الورود رائحتها الفريدة، هي المسؤولة عن نكهة الشوكولاته المغرية. وأن حبوب الكاكاو المحمصة تكون غنية بمادة «بيتا-أيون»، التي توجد في العطور والزيوت الأساسية، ما يمنح ألواح الشوكولاته نكهتها الرائعة. وفسروا هذا الأمر بأنه السبب وراء كون رائحة الشوكولاته مغرية للغاية، ما يمكن أن يؤدي إلى استهلاك الحلويات بشكل أكبر في المستقبل.

وفي الدراسة، اشترى الباحثون نوعين من الشوكولاته الداكنة ذات الرائحة المميزة، بهدف تحليل المواد الكيميائية المرتبطة بالنكهة، باستخدام تقنية تسمى المستخلصات وتحليلات النظائر، ووجدوا العديد من المركبات المتطايرة، التي تتحول إلى غازات بسهولة في درجة حرارة الغرفة، ويجري استنشاقها مع الهواء لتكون على اتصال مع أكثر من 900 مستقبل في النصف العلوي من فتحة الأنف، ما يجعلنا نتوق إلى تناول الشبكولاتة.
وحددت الدراسات السابقة المركبات المسؤولة عن رائحة الحليب والشوكولاته الداكنة. ولكن لم تتضح كمية كل مكون مطلوب للوصول إلى تركيبة تلك النكهة. ويمكن أن تساعد النتائج، التي نُشرت في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية، الشركات المصنعة على التحكم بالرائحة وتحسين نكهة ألواح الشوكولاته.

عن فوائدها
وكما كثر الحديث عن أسباب عشق الشوكولاته كثر الحديث عن فوائدها ومن ذلك ما أوردته مجلة «ميديك فوروم» في وقت سابق حيث أشارت إلى أن هناك دراسة صدرت منذ فترة وأظهرت أن تناول الشوكولاته بصورة دورية منتظمة يقلل من احتمال الإصابة باضطرابات القلب المختلفة. ونشرت مجلة القلب الأمريكية (American Heart Journal) مقالا عن فوائد الشوكولاته في تعزيز صحة القلب. وأثبت أخصائيو أمراض القلب، أن تناول 28 جراما من الشوكولاته في الأسبوع، يخفض من خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 18%. كما أثبت الأخصائيون وجود علاقة بين تناول الشوكولاته بصورة منتظمة وانخفاض احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني الذي يتميز بعدم انتظام ضربات القلب.

ويشير أحد الأخصائيين إلى أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن الشوكولاته المحتوية على ما لا يقل عن 70% كاكاو. وبفضل خصائص الكاكاو المضادة للأكسدة واحتواء الشوكولاته على نسبة عالية من المغنيسيوم، فإنها تحسن عمل الأوعية الدموية وتخفض من الالتهابات، وتساعد منظومة المناعة على تنظيم تكون الصفائح الدموية.