مسقط - ش
بهدف ايجاد أدوات تقييم الموهوبين المناسبة لبيئة السلطنة ونظام التعليم، مول مجلس البحث العلمي مشروعاً لفريق بحثي من قسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس بعنوان "اكتشاف ورعاية الموهوبين في سلطنة عمان".
حول فكرة المشروع البحثي ومراحل تنفيذه وأهم النتائج التي خرج بها تحدث الباحث الرئيسي للمشروع د. أحمد حسن حمدان بالقول: تتلخص فكرة المشروع في تطوير أدوات تستخدم في الكشف عن الطلبة الموهوبين في السلطنة في الحلقتين الاولى والثانية من التعليم الأساسي، حيث تم التعاون مع ما يقرب من (40) مدرسة موزعة على خمس محافظات في السلطنة هي مسقط، وشمال الباطنة، وجنوب الشرقية، والظاهرة، وظفار. وقد تم تدريب عدد من المشرفين والمشرفات في هذه المحافظات على تطبيق بعض الأدوات التي قام الفريق بتقنينها على البيئة العمانية وذلك في حلقة عمل تدريبية عقدت في رحاب كلية التربية بجامعة السلطان قابوس في إبريل 2015م.
ويضيف: بعد احضار عدد من الاختبارات التي تم تطويرها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والتي تتنوع بين اختبارات الذكاء، واختبارات الاجادة، واختبارات القدرات في الرياضيات، واختبارات الذكاء غير اللفظي، ومقاييس تقدير المعلمين وأولياء الأمور للطلبة الموهوبين، ومقاييس تقييم الجوانب السلوكية والوجدانية، تم ترجمة هذه الاختبارات بوساطة فريق متخصص من الأكاديميين والمعلمين، وتمت مواءمتها على البيئة العمانية.
مراحل التنفيذ
وأشار الباحث الرئيسي في المشروع الى ان مراحل العمل في المشروع البحثي انقسمت الى ثلاث مراحل على مدار ثلاث سنوات بدأت من 2014، حيث تضمنت المرحلة الأولى اختيار أدوات تقييم الطلبة الموهوبين وتقنينها على البيئة العمانية. وفي السنة الثانية من المشروع البحثي (2016-2015)، يعمل الفريق على تصميم وتطوير بعض المناهج الاثرائية بالتركيز على "العلوم والرياضيات" لطلبة الحلقتين الأولى والثانية استنادا في ذلك على بعض الوحدات الاثرائية التي تم تطويرها في مركز تربية الموهوبين بكلية ويليام وميري بالولايات المتحدة، وهو أحد أهم المراكز الرائدة على مستوى العالم في تطوير مناهج الموهوبين. كما يعمل الفريق في السنة الثانية من المشروع البحثي على تصميم بوابة الكترونية تعليمية تخدم الطلبة الموهوبين في العلوم والرياضيات وتوفر العديد من الأنشطة الاثرائية في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا لطلبة الحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي. كما أنه من المستهدف أن تقدم البوابة الدعم لكل من المعلمين وأولياء الأمور في مساعدتهم على الاجابة على الأسئلة التي تدور في أذهانهم. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع (2017-2016) يهدف الفريق البحثي إلى تدريب مجموعة من الكوادر العمانية في تصميم هذه النوعية من البرامج الاثرائية للحلقتين الأولى والثانية من التعليم الأساسي، وتطبيقها على عينات من الطلبة والطالبات في مطلع العام الدراسي 2016-2017.
ويضم الفريق البحثي متخصصين في مجالات التربية الخاصة، وعلم النفس، والقياس والتقويم، وتكنولوجيا التعليم، وطرق تدريس العلوم والرياضيات بالإضافة الى ممثلين من وزارة التربية والتعليم.
تصنيف الطلبة الموهوبين
وبين د. حمدان أن تصنيف الموهوبين، بحسب الدراسات، ينقسم إلى (6) تصنيفات، أحد هذه التصنيفات يعرف الموهوبين بأنهم من يمتلكون ذكاء فوق المتوسط وهو من يرتفع ذكاؤه عن (130) استناداً على الأداء في أحد الاختبارات الفردية للذكاء، وتصنيف آخر يعرف الموهوب بأنه من يملك خصائص شخصية متميزة مثل القيادة والاجادة والمثابرة وحب الاستطلاع، وتصنيفات أخرى تعرف الموهوب بأنه الشخص الذي يحقق اهداف المجتمع سواء أكانت اقتصادية او فنية او ثقافية. ولكن التركيز الحالي على الموهوبين في الرياضيات والعلوم وذلك لأهميتها اليوم في قيادة العلوم والتنافسية العالمية ومتطلبات سوق العمل.
مخرجات
ومن أهم المخرجات في السنة الأولى من المشروع تطوير وتقنين عدد من الأدوات للكشف عن الموهوبين، ويجري العمل حالياً على تطوير المناهج الاثرائية بالتركيز على العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والتي سيتم تطبيقها في بداية الفصل الدراسي القادم (2016/2017)، بالإضافة إلى أنه سوف ينشر خلال هذا العام ثلاثة بحوث عن الأدوات التي تم تطويرها بأهم المجلات العالمية التي تهتم بأبحاث الموهبة مثل Journal for the Educational of the Gifted، Talent Development and Excellence.
وقام الباحث الرئيسي للمشروع بزيارة بحثية إلى مركز دراسة الموهوبين بجامعة راداباود بمقاطعة نيميخن الهولندية في ابريل 2015 للتعرف على أهم الأنشطة التي يقوم بها المركز في الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، وزار خلالها عددا من المدارس التي يتم فيها استخدام الخبرات الاثرائية للطلبة. كما عرض العديد من الأوراق البحثية المتعلقة بالمشروع سواء في المؤتمرات الاقليمية مثل المؤتمر الدولي للموهوبين والمتفوقين الذي عقد بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مايو 2015، ومنتدى التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي بجامعة قطر في فبراير 2016، والمؤتمر العالمي للموهوبين والمتفوقين بالدنمارك في أغسطس 2015، ومؤتمر المجلس الأوروبي للموهوبين في فيينا في مارس 2016.