العيد يحمل مظاهر جميلة في ولاية بركاء

بلادنا الاثنين ١٠/يونيو/٢٠١٩ ١١:٢١ ص

بركاء - حمود العامري

حملت أيام عيد الفطر المبارك ذكريات جميلة فهي أيام لها طقوس خاصة قد لا نعيشها في بقية الأيام وقد لا تختلف ولاية بركاء كثيراً عن سائر ولايات السلطنة من حيث الأساسيات والمتمثلة في استعداد الأهالي للعيد وصدقة الفطر وصلاة العيد والذبح وعمل اللحم المشوي وزيارة الأقارب والأهل إلا أن هناك ما يميزها من حيث وجود عدد من مناطق الولاية تمارس فيها الفنون الشعبية التي استمرت لثلاثة أيام بالإضافة إلى إقامة المسابقات التراثية مثل سباقات الهجن والمزاينة ومنافسات ركض العرضة.

يعد سوق ولاية بركاء من الأسواق النشطة بشكل كبير خاصة في العشر الأواخر وزادت يوماً بعد يوم مع إقتراب عيد الفطر المبارك ويأتي للولاية العديد من سكان المناطق القريبة منها مثل ولاية المصنعة ونخل ووادي المعاول والعوابي كون الولاية بها سوق أكبر وأشمل، وقام الأهالي بشراء مستلزماتهم من الملابس والأحذية والكمة العمانية أو المصر والعصى وأحياناً الخنجر العماني، كما حرص الأهالي على شراء «الخصف» وهو كيس من السعف يوضع فيه اللحم ثم تم وضعه في التنور، بالإضافة إلى شراء لحم العيد من أغنام أو أبقار أو جمال.
وأنهت بلدية بركاء جدول المناوبة خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك للمفتشين الصحيين وتلقي الشكاوي التي ترد إليهم عبر الخط الساخن و تنظيم أعمال مناوبة لمسلخ البلدية وذلك على فترتين صباحية ومسائية حيث بدأت الفترة الصباحية من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة ظهرا والتي خصصت لاستقبال ذبائح المواطنين ومن الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الثانية عشرة ليلا خصصت لاستقبال ذبائح الشركات ومحلات بيع اللحوم.
كما استعد أيضا قسم الصحة الوقائية والصرف الصحي لاستقبال عيد الفطر المبارك من خلال وضع برنامج مناوبة للقسم وذلك على فترتين صباحية ومسائية لنقل وإزالة مخلفات العيد بالولاية وفي الوقت المناسب وبالتنسيق مع شركات القطاع الخاص حيث تم تحديد الأماكن الأكثر تضرراً خلال هذه الفترة مثل الشارع العام ومداخل مركز الولاية ومتابعة المحلات التجارية والأسواق وشارع البريد وذلك من خلال إزالة المخلفات دون تأخير منعا لانتشار الأوبئة والأمراض والحشرات والقوارض أيضا هناك مناوبة لفرقة مكافحة نواقل الأمراض من خلال قيام هذه الفرقة برش الأماكن التي تكثر فيها نواقل الأمراض .

هبطة العيد

يوم السابع والعشرون من شهر رمضان الكريم هو يوم الهبطة في ولاية بركاء أو كما يسميه البعض «سوق سابع»، تمثل هبطة العيد أهم مظاهر العيد التي تنبئ بإقتراب العيد وخصصت في الولاية مساحة كبيرة تقام عليها الهبطة بالقرب من حصن بركاء، ويحرص الأهالي على المضي للهبطة لشراء ذبائح العيد أو بيع الأغنام أو الأبقار ووفق ما لمسناه هذا العام من أن الأسعار كانت مرتفعة إلى حدٍ ما مقارنة بالأعوام الماضية ويتم في هذا السوق بيع الأغنام والمواشي بصفة عامة، ويتواجد كذلك أماكن مخصصة بالسوق لبيع ألعاب الأطفال ليمثل هذا اليوم محطة مهمة جداً للأطفال لإقتناء الألعاب فرحين بها فرحين بقدوم عيد الفطر المبارك.

تناول العرسية

أول يوم العيد وقبل أداء صلاة العيد يجتمع الأهل والأقارب في العادة من كل مكان في بيت العائلة بعد صلاة الفجر لتناول العرسية وهي أحد الأكلات العمانية الجميلة والتي تتكون من الأرز واللحم أو الدجاج ويتم طحنها بإستخدام عصا من سعف النخيل «الزور» وهنا كذلك لمسة جميلة من ربة المنزل في القيام قبل آذان الفجر بساعة أو ساعتين لعمل العرسية، وتأكل العرسية مع السمن المحلي أو «الترشة» والتي يعد الدبس والزبيب من أهم مكوناتها، ثم يذهب الرجال للمصلى لأداء صلاة العيد.

صلاة العيد والتهاني

تمثل صلاة العيد أحد الشعائر الدينية التي يحرص عليها الصائمون وهي سنة حث على أدائها النبي الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام- تقام ركعتين في مصلى العيد خارج حدود المنطقة ثم الاستماع على خطبة العيد التي تحمل في طياتها مواعظ وعبر كما تناول في خطبته التذكير بأهمية الوقت وينبغي مواصلة العمل والعبادات فيما بعد رمضان.
وبعد أداء الصلاة يشرع المصلين في تبادل التهاني والتبريكات فرحين بفطرهم وبتمام صومهم ثم يأتي وقت العيود حيث يجتمع كبار السن والشباب ويمر عليهم الأطفال لإستلام العيود وهي عادة جميلة في السلطنة يحرص عليها الكبار بتجهيز المبالغ المالية الرمزية ويحرص عليها الصغار بأخذ هذه العيدية.

المشوي والمشاكيك

أحد أهم العادات في الولاية المشوي والمشاكيك حيث بعد الصلاة وتبادل التهاني يشرع رب الأسرة بذبح ما توفر له من الأغنام او الأبقار ثم يقوم بعمل بهرات مخصصة ويغسل اللحم ثم توضع عليه كميات كبيرة من البهارات ثم يلف بورق الموز ويوضع في الخصف وهي الحاوية من السعف ثم توضع في التنور وهي حفرة موقدة فيها النار منذ فترة بحيث يكون شديد الحرارة وبه كمية من الجمر تكفي لإنضاج اللحم وهذا يرجع لتقدير كبار السن ثم يغطى ويمكث في الحفرة يوم أو يومين.

احتفالات العيد

يحرص مواطنو ولاية بركاء على الاحتفال بالعيد السعيد من خلال برامج متنوعة حيث أقيم صباح الخميس سباق للهجن على مضمار الوهرة شمل على عدة أشواط وركض العرضة بالإضافة إلى تقديم العديد من الفقرات التراثية والفنون الشعبية الجميلة مثل فن الرزحة والعازي والهمبل والتغرود، وأقيم على شاطئ السوادي فعالية استعراض مهارات الفروسية ونظم الفعالية لجنة بركاء للفروسية وعيود الحفري بمنطقة الحفري والذي هو الآخر يتضمن فقرات ممتعة خاصة للأطفال .