محاضرة عن اضطرابات طيف التوحد لموظفي تعليمية الداخلية

بلادنا الأربعاء ٢٩/مايو/٢٠١٩ ١٥:٤٠ م
محاضرة عن اضطرابات طيف التوحد لموظفي تعليمية الداخلية

نزوى - طالب الخياري

نظمت دائرة البرامج التعليمية بتعليمية الداخلية ممثلة في قسم التربية الخاصة محاضرة عن اضطرابات طيف التوحد قدّمها المحاضر محمد بن علي بن ناصر الصبحي- رئيس قسم التربية الخاصة بالمديرية- وذلك في القاعة الكبرى بمبنى المديرية بحضور موظفي وموظفات المديرية حيث ابتدأ المحاضر محاضرته بتعريف التوحد وقال: التوحد اضطراب عصبي نمائي يصيب الطفل وتظهر أعراضه خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، ويؤثر على مهارات الحياة اليومية لديه، وعلى مهارات التواصل الاجتماعي، ويؤدي إلى قصور في الجانب اللغوي لدى الطفل. بعدها تطرق إلى أعراض التوحد والتي تمثلت في تأخر في اللغة وضعف في التواصل البصري والنمطية والتكرار ورفرفة اليدين والدوران وفرط الحركة والتشتت وقصور في الجانب الاجتماعي والانعزالية وعدم الرغبة في اللعب مع باقي الأطفال وعدم الاستجابة أو الالتفات عند مناداته مع ظن الأسرة أنه أصم. بعد ذلك انتقل الصبحي للحديث عن أسباب التوحد مؤكدا أنها غير واضحة ولا توجد أسباب قطعية تؤكد سبب الإصابة بالتوحد ولكن هناك بعض الدراسات تشير إلى أنها أسباب جينية (وراثية) وأخرى بسبب التطعيمات التي يأخذها الطفل (دراسات تؤكد وأخرى تنفي) وبسبب بقاء الطفل خلف شاشات التلفاز أو استماعه للأناشيد ولأغاني الأطفال لمدة طويلة وتعتبر من الأسباب الاجتماعية وأيضا اضطرابات الجهاز الهضمي كالحمية الغذائية: الجلوتين والكازيين والجوانب نفسية كغياب الأم عن الطفل أو بسبب اعتقاد الناس وخصوصا في الوطن العربي كالحسد والعين والسحر. وتطرق المحاضر بعدها إلى طرق العلاج والتأهيل من ضمنها التدخل المبكر أي البدء في تأهيل الطفل منذ اكتشاف التوحد لديه في سنواته الأولى وإدخال الطفل في مراكز متخصصة ومراكز التأهيل ودمج الطفل مع باقي الأطفال الدمج في المدارس والعلاج بالترفيه واللعب، أما بالنسبة للبرامج التأهيلية فقد أوضح الصبحي: توجد البرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعوّد عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناءً على الاحتياجات الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، والبرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية وبرنامج تعديل السلوك (ABA) مطبق في مراكز الوفاء والمراكز المتخصصة في التوحد وبرنامج السن رايز Son Rise وبرنامج استخدام الأجهزة المساعدة لعلاج النطق والسلوك كما أن هناك أجهزة معينة لعملية التأهيل منها جهاز البروكستوكر والسبورة التفاعلية والقلم الناطق والتطبيقات التعليمية المختلفة، كما قام المحاضر بتعديد عدد من الأنشطة التي تتناسب مع طفل التوحد منها أنشطة التركيب والتفكيك والتوصيلات وركوب الخيل والسباحة والإلكترونيات والأنشطة الحركية. بعدها تتطرق المحاضر إلى التحديات التي تواجه الأسرة والمراحل منها مرحلة الصدمة ومرحلة الحزن ومرحلة الرفض والنكران ومرحلة التقبل ومرحلة مرحلة البحث عن الخدمات والبرامج التأهيلية والتعليمية وتحمل الاضطرابات المستمرة والتي يعاني منها الطفل كالبكاء وقلة النوم والعصبية والعنف والتأخر في الاستقلالية والاعتماد على النفس كاستخدام ودورات المياه واللباس والأكل والهروب لذلك يحتاج إلى إقفال جميع الأبواب والمنافذ التي قد يخرج منها الطفل والخوف على سلامة الطفل لعدم إدراك الطفل للمخاطر ومعوقات التعليم والتأهيل بسبب قلة المراكز والمدارس المتخصصة والخوف عليه من سن المراهقة والقلق على مستقبل الطفل والجوانب المالية المكلفة لتأهيل وتعليم الطفل وشراء حاجياته الأجهزة المعينة، كما أورد الصبحي في محاضرته نظرة المجتمع لطفل التوحد منها عدم المعرفة الكافية عن أطفال التوحد وعدم القدرة على مساعدة الأهالي ووصف الطفل بالمسكين والترحم له والشفقة على حالته ووصف الأسرة على أنها غير قادرة على تربية طفلها بالطريقة الصحيحة. واختتم الصبحي بسرد دور الأسرة والمجتمع كالتعاون المشترك بين الأسرة والمجتمع والتوعية والتثقيف الكافي عن اضطراب التوحد والتطوع من داخل الأسرة وخارجها وتوفير المتطلبات الصحية والاجتماعية والتعليمية ونصح الأسر التي يوجد بها أطفال التوحد بالانضمام إلى الجمعية العمانية للتوحد.