عند وصولها مطار مسقط الدولي استقبلها حشد من المسؤولين وعائلتها وعدد من الأدباء والكتاب استقبال يليق بالروائية

مزاج الثلاثاء ٢٨/مايو/٢٠١٩ ١٦:٤٠ م
عند وصولها مطار مسقط الدولي  استقبلها حشد من المسؤولين وعائلتها وعدد من الأدباء والكتاب 

استقبال يليق بالروائية

مسقط - خالد عرابي

استقبلت الدكـــــتورة جوخة الحارثي في وقــــــت متأخر من مساء أمس استقبال الأبطال الفاتحــــين في مطار مسقط الدولي حيث تم استقبالها بالورود والترحيب الكبير والاحتفاء بها وذلك بمجرد وصولها إلى المطار.

وقد بادرت «مطارات عُمان»، وكانت سباقة في الاحتفاء والاحتفال مساء أمس بالروائية العمانية والفائزة بجائزة مان بوكر العالمية لعام 2019 عن روايتها «سيدات القمر» جوخة الحارثية التي وصلت إلى أرض السلطنة، وذلك تقديرا لها ولإنجازها واحتفاءا بها كأول عمانية وعربية تحقق هذا الإنجاز التاريخي.
أقيم الاحتفال الذي نظمته «مطارات عُمان» بالحارثية، بحضور: صاحبة السمو السيدة بسمة آل سعيد، و معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام، والدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس جامعة السلطان قابوس، والشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات عُمان، والشاعر سعيد الصقلاوي، رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ولفيف من الحضور والجمهور من أهلها وأسرتها ومحبيها وممن علموا بهذا الوصول للأديبة. وأقامت “مطارات عُمان” حفل استقبال خاص بهذه المناسبة عند وصول الحارثية الى أرض المطار، حيث تم الترحيب بها بعد أن كان قد تم وضع صورها في بعض اللوحات الضوئية بالمطار، تلاها تقطيع كعكة أعدت خصيصا للمناسبة، ثم تم تسليم الدكتورة جوخة الحارثية درعا تذكاريا.
وكانت الدكتورة جوخة قد علقت على هذا الفوز قائلة: سعيدة بهذا الفوز لنفسي وللأدب العماني والعربي وللسلطنة وفخورة جدا بهذا الإنجاز.. وأضافت: نعم الرواية تتحدث عن عدة أسر من السلطنة في الفترة الزمنية من أواخر القرن التاسع عشر وحتى أواخر القرن العشرين والتغييرات التي مرت بها هذه الأسر وكيف أثر تغيير الحياة عليهم وكيف ينظر كل شخص إلى القيم في الحياة وإلى الحرية والحب والتعليم نظرة مختلفة، والرواية تتطور في هذا الاتجاه.
وقال الفاضل سعيد الصقلاوي: فوز جوخة فوز مشرف لعمان وللكتابة السردية وللإبداع العماني عامة وكذلك للعرب، لأن هذه الجائزة لم يحصل عليها لا كاتب ولا كاتبة عربية في مجال السرد من قبل، وبالتالي فهي فوز للثقافة العربية جمعاء.
وأضاف الصقلاوي قائلا: لقد درجت جوخة على الحصول على الجوائز في أعمالها، فقد حصلت من قبل على جائزة السلطان قابوس وعلى جائزة الشارقة، واليوم تحصد جائزة مان بوكر العالمية وإذا هذا التحقق والتميز والإبداع والإنجاز كان وراءه مثابرة وثقافة وموهبة.
وقال: أذكر أن أستاذها الدكتور أسامة أبوطالب حينما كان يدرس لها في جامعة السلطان قابوس كان يحكي لي على موهبة جوخة الطالبة في مجال السرد وبالتالي تحققت هذه الموهبة من خلال فوزها في

الشارقة بالمركز الأول في السرد ومن ثم فهي اليوم تواصل مسيرتها الإبداعية الإنسانية والعربية في مجال السرد وهو مجال حديث نوعا ما بداه عبدالله الطائي بروايته الشراع الكبير، ولعل الآن تكون جوخة هي الثمرة الأنقى والكلمة الأبهى والأصالة الفنية في الكتابة، كما تقوم بنقل وحضارة الإنسان العماني وهمومه وتطوره والانتقال السريع الذي حظي به العماني واستطاع أن يتلاءم معه وأن تقدم هي صورة مشرفة له في العالم و تكون هي العنوان الأهم والأبرز علي صفحات وصحف وإعلام العالم.. فمبروك لجوخة أولا ولعمان ثانية وللأدب والثقافة العربية ثالثا ومبروك للثقافة الإنسانية بهذا الإبداع على مستوى الإنسان في كل مكان وشكرا لجوخة وشكرا لعمان.

الجدير بالذكر أن الروائية العمانية جوخة الحارثية فازت بجائزة «مان بوكر الدولية» التي تمنح لأفضل عمل أدبي مترجم للإنجليزية عن روايتها «سيدات القمر» التي ترجمتها مارلين بوث إلى الإنجليزية تحت عنوان: «سلستيال باديز» أو (أجرام سماوية). ويعد هذا الإنجاز الأول من نوعه لكاتب عربي منذ أن أنشئت الجائزة في العام 2005.
وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد تلقت لهذا العام 108 روايات كتبت بـ 25 لغة مختلفة واختارت 13 رواية فقط للقائمة الطويلة قبل أن تستقر على 6 فقط بالقائمة القصيرة. وتبلغ قيمة الجائزة التي تمنح سنويا 50 ألف جنيه استرليني (حوالي 63.5 ألف دولار) تقدم لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية ونشرت في المملكة المتحدة، وتم تقسيمها مناصفة بين المؤلفة والمترجمة.
وتروي «سيدات القمر» الحياة الأسرية لثلاث شقيقات يشهدن على التطور البطيء في المجتمع العُماني. وتغلبت الرواية على خمس روايات أخرى مدرجة في القائمة المختصرة للجائزة
وجوخة الحارثية البالغة من العمر (40 عاما) حاصلة على درجة الماجستير فى اللغة العربية فى العام 2003، ثم حصلت على درجة الدكتوراة في الأدب العربي وتحديدا فى الشعر العربي الكلاسيكي من جامعة إدنبره باسكتلندا منذ حوالى 10 سنوات مضت. وعملت كأستاذة للأدب العربي في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. وقد ترجمت بعض قصصها القصيرة إلى الإنجليزية، والألمانية، والصربية، والإيطالية، والكورية.