واشنطن –
سمة ظاهرة يتعجب منها البعض وهي: رغم أن الصوم من المفروض أن يقلل تناول الطعام وبالتالي ينعكس على الجسم فيكون سببا في انقاص الوزن، إلا أننا نجد أن الكثيرين تتزايد أوزانهم أكثر مما كانت عليه قبل الصيام، وهنا يلقون باللوم على الصيام أو يتساءلون عن السبب.. غير أنه مثل أي نظام غذائي مقيد، فإن استغلال الصيام لاعتماده كعملية لإنقاص الوزن يمكن أن يزيد من الشهية ويؤدي بنا إلى الشعور بانشغال مفرط مع الطعام، إلا إذا كان هناك قدر كبير من ضبط النفس في وقت تناول الطعام. فمعظم أولئك الذين يتبعون الوجبات الغذائية التقييدية قد ينتهي بهم الأمر إلى المبالغة في تناول الطعام أو حتى تناوله إلزاميا.
وبحسب موقع «العرب» اللندنية تقول الدكتورة صوفي ديرام، باحثة وأخصائية في التغذية: «نحن محاطون باستمرار بالطعام: الاجتماعات في العمل والمناسبات الاجتماعية والمتاجر المختلفة وفي الوقت الحاضر، من الممكن حتى العثور على الطعام في محطات البنزين والصيدليات.» وأضافت: «يجب أن ندرك أن جسمنا يحتاج إلى طاقة للعمل والحرمان من الطعام يؤثر في ذاكرتنا ومستوى تركيزنا وانتباهنا».
وتضيف ديرام، في تقرير نشر بالموقع الأمريكي «صوفيديرام» المتخصص في التغذية والأنظمة والغذائية: «في الواقع، إن الصوم هو أفضل وسيلة لتطوير سلوك الأكل القهري». فأثناء الحرمان الشديد من الطعام، يشعر الجسم بالحزن ويحاول أن يستخلص من المواد الغذائية التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة. بهذه الطريقة، لا يفقد الشخص الوزن لكنه يفقد العضلات والدهون. وأضافت قائلة: « على سبيل المثال الأنظمة الغذائية المقيدة لم تنجح في إنقاص الوزن ولابد أنكم تأكدتم من ذلك، لا توجد معجزة ولكن هناك بديلا». وتشير إلى أن العديد من الدراسات تظهر أن أولئك الذين اتبعوا حميات غذائية صارمة ينتهي بهم الأمر إلى الاستسلام وتغيير علاقتهم بالطعام ويصبحون أكثر عرضة لزيادة الوزن. كما أشارت أن معظم الدراسات المتعلقة بمسألة الصيام لفقدان الوزن والتي أجريت على القوارض، أظهرت فوائد مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك تحسن في مستويات السكري والكولسترول والتهابات مزمنة وأمراض المناعة الذاتية. وأكدت أنه خلال هذه الاختبارات، يتم الاحتفاظ بالقوارض في أقفاص، في البيئات التي تسيطر عليها، دون أي حرية للوصول إلى الغذاء. كما أفاد تقرير منشور بشبكة «سي.إن.إن» الأمريكية أنه عند استهلاك عدد قليل من السعرات الحرارية خلال أيام الصيام، تقوم أجسامنا بكل ما في وسعها لتشجيعنا على تناول كميات طعام أكبر، خوفا من أنها قد تفتقد الطعام لاحقا. ولذا يوصي الأطباء بضرورة انتقاء أطعمتنا بحذر. ويعتقد البعض أن الصوم ليوم واحد يبرر تناول الكثير من الأطعمة المكدسة بالسعرات الحرارية، إلا أن هذا الأسلوب يعتبر خاطئا للغاية، وقد يتسبب بزيادة الوزن بدلا من فقدانه. وحتى لا يكون شهر رمضان فرصة لزيادة الوزن أكثر مما كان عليه قبل الصيام، ينصح الأطباء بتقسيم وجبة الإفطار إلى ثلاث حصص غذائية لإدارة مثالية للوزن خلال شهر رمضان. ففي الوقت الذي تفيد فيه دراسات عديدة بأن الصيام وفق طريقة سليمة ومنتظمة يعود بفوائد صحية كثيرة، بما فيها تحسين جودة النوم، وتعزيز عمليات الاستقلاب وحرق الدهون، يؤكد العلماء أن عادات الطعام غير الصحية مثل تناول وجبة ثقيلة مباشرة في وقت الإفطار قد تؤدي إلى زيادة الوزن والشعور بالخمول أثناء ساعات العمل. كما يتسبب الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار أو السحور بالإصابة بمشكلات صحية على المدى البعيد، خاصة لدى الذين يعانون من أمراض السكري وضغط الدم المرتفع أو ارتفاع مستوى الكولسترول.