حداد في باكستان على ضحايا التفجير الانتحاري

الحدث الاثنين ٢٨/مارس/٢٠١٦ ٢٣:١٥ م
حداد في باكستان على ضحايا التفجير الانتحاري

إسلام آباد - ش – وكالات

استعدت باكستان امس الاثنين لدفن ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مسيحيين في منتزه ، وذلك بعدما وصل عدد الضحايا إلى 72 قتيلا .
وقال المسؤول الإداري لإقليم البنجاب محمد عثمان إن انتحاريا فجر سترته المفخخة بين الحشود في منتزه عام في مدينة لاهور بشرق باكستان .
وقالت ديبا شاهناز اختر ، المتحدثة باسم خدمات الإنقاذ إن أكثر من 340 شخصا أصيبوا في الهجوم ، الذي يعد الأكثر دموية منذ أشهر .
وقد تم إغلاق المحال ،كما أن حركة المرور كانت محدودة على الطرق في أنحاء الإقليم. وإقيمت صلاة الجنازة على أرواح الضحايا امس .
وقال محمد إقبال المسؤول بالشرطة إن ما لايقل عن 25 طفلا بين القتلى ، كما أن 15 مسيحيا لقى حتفه في الانفجار .
أكدت الشرطة وخدمات الإنقاذ أن عدد القتلى تجاوز 70 قتيلا .
وقال وزير التعليم في الإقليم رانا مشهود أحمد إن الحكومة الإقليمية أعلنت حدادا رسميا لمدة ثلاثة أيام ، حيث سيتم تنكيس الأعلام وإغلاق المؤسسات التعليمية في المدينة .
.وأعلن مكتب رئيس الوزراء نواز شريف أنه زار اليوم المصابين الذين يتلقون العلاج .

مشتبه بهم
من جانبها ألقت قوات الشرطة الباكستانية القبض على خمسة عشر شخصا، بينهم ثلاثة اشقاء للانتحاري المشتبه به، فى تنفيذ التفجير الانتحاري، الذى أسفر عن مقتل 72 شخصا وإصابة 340اخرين فى متنزه عام فى لاهور باقليم البنجاب.
ونقلت قناة"جيو"الاخبارية الباكستانية امس الاثنين عن مصادر مقربة من التحقيقات فى قولها: إن مرتكب الهجوم الانتحاري يدعى "يوسف" ويبلغ من العمر 28 عاما، وهو من سكان منطقة "فتح سوهرانى" بمظفر جاره بالبنجاب مشيرة الى انه تم احتجاز الاشقاء الثلاثة خلال مداهمة اجرتها قوة مكافحة الارهاب الباكستانية.
وأشارت نتائج التحقيقات الاولية إلى أن مرتكب الهجوم كان يقوم بالتدريس على مدى ثماني سنوات بعد حصوله على شهادة التعليم الدينى فى منطقة ديرا غازى خان.

استهداف المسيحيين
من جهتها تبنت حركة طالبان الباكستانية امس الاثنين الاعتداء الانتحاري مؤكدة انها استهدفت المسيحيين في مناسبة عيد الفصح.
واصيب اكثر من 340 شخص حين حصل الانفجار وسط الحشود في ملعب الاطفال في متنزه بمدينة لاهور كبرى مدن شرق باكستان، كان مكتظا في مناسبة عيد الفصح بحسب التقويم الغربي.
واعلن احسان الله احسان المتحدث باسم فصيل "جماعة الاحرار" التابع لحركة طالبان في اتصال هاتفي مع فرانس برسامس الاثنين "لقد نفذنا هجوم لاهور لاننا نستهدف مسيحيين".
واضاف احسان "سنشن هجمات مماثلة في المستقبل"، وتابع "البنى التحتية للجيش والحكومة الباكستانية والمدارس والجامعات ايضا من بين اهدافنا".
والاعتداء يعتبر الاكثر دموية هذه السنة في بلد اعتاد على هجمات كبرى، وسيؤدي الى تقويض التعايش الهش اساسا في هذه الدولة الاسلامية بغالبيتها.
وافاد شهود ان الاطفال بدأوا بالصراخ فيما حمل مواطنون الجرحى لنقلهم خارج المتنزه.
وقال عارف غيل لوكالة فرانس برس "لقد ذهبنا الى المتنزه للاستمتاع بعطلة عيد الفصح، وحصل انفجار فجأة. رأيت كرة كبرى من النار واصيب اربعة الى ستة من افراد عائلتي بجروح. اثنان منهم اصابتهما خطرة".
وقالت المتحدثة باسم فرق الانقاذ من جهتها ان الحصيلة ارتفعت الى 72 قتيلا الاثنين وبينهم 29 طفلا. واكد المسؤول الكبير في الشرطة حيدر اشرف عدد القتلى مضيفا ان الغالبية من المسلمين.
وقال اشرف ان "المسيحيين لم يكونوا المستهدفين في الاعتداء لان غالبية الضحايا من المسلمين. الجميع يقصدون المنتزه".
من جهته عبر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن "حزنه اثر خسارة ارواح ابرياء".
واتصل به نظيره الهندي نارندرا مودي معزيا وقال له ان "الشعب الهندي يقف الى جانب باكستان في ساعة الحزن هذه".
وتوعد قائد الجيش راحيل شريف باحالة المسؤولين عن الهجوم الى العدالة.
كما نددت الولايات المتحدة بالهجوم "الجبان" فيما كتبت الباكستانية ملالا يوسفزاي الحائزة جائزة نوبل للسلام في تغريدة "على باكستان والعالم ان يتحدوا. يجب حماية كل روح واحترامها".
من جهته ندد الفاتيكان بالهجوم معتبرا اياه "عنفا متعصبا ضد اقليات مسيحية" فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسلام اباد الى حماية الاقليات الدينية.
ويشكل المسيحيون حوالى 1,6% من عدد سكان باكستان البالغ 200 مليون نسمة وغالبيتهم من المسلمين.
وفي السنوات الماضية تعرضت كنائس لهجمات في لاهور، معقل رئيس الوزراء نواز شريف في اقليم البنجاب.
وقد تراجعت مستويات العنف عموما في باكستان منذ ان بدأ الجيش هجوما واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع افغانستان بشمال غرب البلاد عام 2014.
والسنة الماضية شهدت ادنى مستوى ضحايا من المدنيين وقوات الامن منذ العام 2007 حين تشكلت حركة طالبان الباكستانية من مختلف الفصائل.
لكن المسلحين لا يزالون قادرين على تنفيذ هجمات بين الحين والاخر.
وقتل 17 شخصا واصيب عشرات حين انفجرت قنبلة داخل حافلة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، في 16 مارس.
وانفجار الاحد في لاهور يعتبر الاكثر دموية في باكستان. وكان انتحاري فجر نفسه على ابرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعا 55 قتيلا في هجوم تبناه فصيل جماعة الاحرار من حركة طالبان في نوفمبر 2014.

...............

الاعتداءات الاكثر دموية في باكستان منذ 2007
في ما يلي قائمة بالاعتداءات الاكثر دموية في باكستان منذ العام 2007

2007
18اكتوبر: مقتل 139 شخصا في اعتداء انتحاري مزدوج في كراتشي (جنوب) بين حشد يحتفل بعودة رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو الى البلاد بعد ثمانية اعوام في المنفى.
27 ديسمبر: قضت بوتو ومعها حوالى 20 شخصا في اعتداء انتحاري استهدف سيارتها المصفحة في ضاحية اسلام اباد.

2008
21غسطس: سقوط 64 قتيلا على الاقل في اعتداء انتحاري مزدوج استهدف اكبر مصنع للسلاح في البلاد، في واه شمال غرب اسلام اباد.
20 سبتمبر: انتحاري يفجر شاحنة مليئة بالمتفجرات امام مدخل فندق ماريوت الفخم في وسط اسلام اباد، ما اسفر عن تدمير الفندق ومقتل 60 شخصا واصابة اكثر من 250 بجروح.

2009
28 اكتوبر: سقوط 125 قتيلا في اعتداء بسيارة مفخخة في احد اسواق بيشاور (شمال غرب).
7-8 ديسمبر : اربعة اعتداءات، اثنان منها شبه متزامنين، في احد اسواق لاهور (شرق) تسفر عن سقوط 66 قتيلا على الاقل.

--2010--
- الاول من يناير: اعتداء انتحاري اثناء مباراة لكرة الطائرة في شمال غرب باكستان والحصيلة 100 قتيل وقتيل و69 جريحا.
28 مايو: مقتل 82 شخصا في لاهور في هجمات متزامنة شنها انتحاريون مدججون بالسلاح على مسجدين للاحمديين الذين يشكلون اقلية في الاسلام.
9 يوليو: 105 قتلى و98 جريحا في اعتداء انتحاري امام مكتب اداري في وسط سوق ياكاغوند المكتظ باقليم مهمند القبلي (شمال غرب).
- 5 تشرين الثاني/نوفمبر: 68 قتيلا في تفجير انتحاري داخل مسجد في اخوروال بالقرب من بيشاور.

2011
- 13 مايو: 98 قتيلا في اعتداء انتحاري مزدوج امام مركز تدريب تابع للشرطة في شرسادة (شمال غرب) اعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عنه ردا على مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في الثاني من ايار/مايو من العام نفسه.

2013
- 11 يناير: اعتداء انتحاري مزدوج يوقع 92 قتيلا في حي شيعي من كويتا.
- 16 فبراير: 81 قتيلا في اعتداء انتحاري جديد يستهدف سوقا في ضاحية هازارة تاون في مدينة كويتا.
- 22 سبتمبر: انتحاريان يفجران عبوتيهما الناسفتين عند خروج مصلين من كنيسة في بيشاور. مما يوقع 82 قتيلا.

2014
- الثاني من نوفمبر: 55 قتيلا على الاقل في اعتداء انتحاري نفذته حركة طالبان في واغاه على الحدود مع الهند.
- 16 ديسمبر: مقتل 154 شخصا خصوصا من الطلاب في اعتداء نفذته مجموعة تابعة لحركة طالبان واستهدف مدرسة في بيشاور بالقرب من الحدود مع افغانستان.

2015
- 30 يناير: اعتداء يستهدف مسجدا شيعيا خلال صلاة الجمعة يوقع 61 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى في جنوب باكستان.
- 15 مارس: 17 قتيلا في اعتداء انتحاري مزدوج نفذته حركة طالبان ضد كنائس في لاهور.
- 13 مايو: الاعتداء الاول الذي يتبناه تنظيم الدولة الاسلامية في باكستان يوقع 45 قتيلا من الاقلية الشيعية في كمين في كراتشي.

2016
- 20 يناير: 21 قتيلا غالبيتهم من الطلاب في اعتداء استهدف جامعة في شرسادة (شمال غرب) تبناه فصيل تابع لحركة طالبان.
- 7 مارس: انتحاري يفجر نفسه امام محكمة في شمال غرب البلاد مما يوقع 18 قتيلا. حركة طالبان تتبنى الاعتداء الذي تقول انه انتقام لاعدام اسلامي ادين بالقتل.
27مارس: 72 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى في اعتداء انتحاري داخل منتزه في لاهور تبنته حركة طالبان باكستان قائلة انه استهدف مسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الفصح.