الرياض – عدن – إبراهيم مجاهد – وكالات
أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن يوم أمس الاثنين تبادل 9 سعوديين محتجزين مقابل 109 يمنيين يرجح أنهم من الحوثيين وحلفائهم، في ثاني عملية من نوعها منذ التوصل إلى تهدئة حدودية بين الجانبين هذا الشهر.
وتأتي عملية التبادل قبل نحو أسبوعين من وقف مرتقب لإطلاق النار في اليمن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل العاشر من أبريل، تمهيداً لمحادثات جديدة بين الحكومة اليمنية وجماعتي الحوثي وصالح برعاية الأمم المتحدة، تستضيفها الكويت في 18 أبريل.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بياناً عن التحالف جاء فيه أن "قيادة قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن .. أعلنت استعادة تسعة محتجزين سعوديين وتسليم مئة وتسعة من المواطنين اليمنيين ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، وذلك في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها" بوساطة قبلية عند الحدود بين البلدين، في الثامن من مارس.
ولم يذكر البيان الجهة التي تم معها اتفاق تبادل الأسرى لكن حركة الحوثي قالت أمس الأول إنها تبادلت أسرى مع الرياض في خطوة أولى لإنهاء أزمة إنسانية ناجمة عن الصراع المستمر منذ عام.
ولم يحدد التحالف، الذي بدأ عملياته نهاية مارس 2015 دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما إذا كان السعوديون المفرج عنهم جنودا أم مدنيين.
وعلى رغم حال التهدئة، أفادت وكالة الأنباء السعودية ليل أمس الأول، نقلاً عن الدفاع المدني، عن "سقوط عدة مقذوفات عسكرية بمحافظتي صامطة والطوال (جنوب غرب) من داخل الأراضي اليمنية، نتج عنها إصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال"، نقلوا إلى المستشفيات للمعالجة.
من جانبه؛ قال المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام إن بوادر للتفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وجماعته تعززت في صفقة تبادل أسرى من الجانبين. وأوضح عبدالسلام في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بأن الجانب السعودي أفرج عن مائة مسلح من الجماعة كانوا أسرى لديه، بينما أفرج الحوثيون عن تسعة من الأسرى .
وقال «في خطوات التفاهم الأولى وما يتعلق بالجانب الإنساني فقد تمت عملية تبادل الأسرى عصر يومنا هذا، حيث تسلم الطرف السعودي 9 أسرى كما استلمنا 100 ممن أُسروا في بعض الجبهات الداخلية».
وكانت الجماعة قد انتهجت فصلاً مغايراً من فصول الحرب الدامية منذ أكثر من عام ونصف والتي كانت طرفاً فيها، واتجهت إلى فتح حوار واسع مع سلطات الرياض التي قادت ضدهم تحالفاً عسكرياً عربياً.
ورغم إعلان عبدالسلام بوادر لوقف الحرب بين الطرفين، إلا أن بعض الأحداث ما تزال تضع ثقلها على أجندة المفاوضات المهددة بالتعثر، فمساء أمس الأول أُصيب سبعة سعوديين في قصف للحوثيين على جازان.
وفي غضون ذلك؛ أكدت مصادر يمنية لـ "الشبيبة" أن طائرات حربية من نوع "اف 16" التابعة لقوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن منذ نحو عام، وطائرة بدون طيار، يعتقد أنها أمريكية، شنت فجر يوم أمس الاثنين، ومساء أمس الأول أكثر من تسع غارات جوية استهدفت تجمعات لمسلحي متشددين ومواقع مفترضة لتنظيمي القاعدة وداعش. اللذان يعززان من انتشار عناصرهم في المحافظات الجنوبية اليمنية منذ أكثر من عام..
وأشارت المصادر أن غارة جوية استهدفت موقعاً مفترضاً للقاعدة في "مستودعات" تقع في منطقة "المؤتمر السادس" القريبة من " مشروع مدينة الجوكر السكنية"، شمال "بير أحمد" غربي مدينة عدن.
في حين شنت طائرات التحالف العربي ثلاث غارات جوية في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوبي اليمن، استهدفت إحدها موقع بالقرب من مكتب الصحة، والمشروع الليبي بمدينة الحوطة، في حين استهدفت الضربة الثانية منزل شخص يدعى أحمد غانم"، وشنت الطائرات الحربية غارة ثالثة، قالت المصادر إنها استهدفت موقعاً في أطراف مدينة الحوطة بمحافظة لحج.
ولم يتسنى لـ "الشبيبة" التأكد من مصدر مسؤول إذا ما كانت هذه الغارات قد حققت أهدافها في لحج أو عدن. إلاً أن مصادر محلية ذكرت للصحيفة أن جميع الضربات التي نُفذت في عدن ولحج لم تحقق أي هدف ضد القاعدة أو داعش.
وعلى صعيد متصل شنت طائرات حربية يعتقد إنها تابعة للتحالف العربي خمس غارات جوية مساء أمس الأول على مواقع يعتقد أن عناصر تنظيم القاعدة يتمركزون فيها، في مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين جنوب شرق البلاد.
وذكرت مصادر محلية لـ "الشبيبة" أن طائرات تابعة للتحالف العربي شنت ثلاث غارات جوية استهدفت مقر الحزب الاشتراكي اليمني "المدرسة الحزبية"، ومبنى جهاز المخابرات "الأمن السياسي"، الواقعين وسط عاصمة محافظة أبين زنجبار؛ حيث يعتقد أن عناصر التنظيم تستخدم المبنيين مقاراً لعناصر التنظيم، مشيرة إلى أن الغارات الثلاث قد أحدثت أضرارا بالغة في المبنيين، وأن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تصاعدت من المقرين بعد تلك الضربات الجوية، وان عناصر التنظيم طوقت المجاورة لمبنى المخابرات ومنعت أي شخص من الاقتراب. كما شوهد عدد من سيارات التنظيم وهي تهرع الى مقر الحزب الاشتراكي لنقل القتلى والمصابين الذين يعتقد أنهم سقطوا في الغارة. وتشير المصادر إلى أن أكثر من "14" مسلحاً سقطوا في تلك الضربات، وسقط اثنين من المدنيين جرحى إثر تلك الضربات.
المصادر ذاتها أكدت لـ "الشبيبة" أن الطيران الحربي التابع لقوات التحالف شن غارتين جويتين مساء أمس الأول، بعد الثلاث السابقة بلحظات، واستهدفت الغارتين مصنع 7 أكتوبر "مصنع للذخيرة"، ويبعد 5 كم شمال مدينة جعار؛ حيث يعتقد أن مسلحين متشددين يستخدمونه مقراً لهم. وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان دون أن يتم معرفة ما إذا كانت الغارتان قد تسببتا في سقوط ضحايا. إلاً أن مصادر إعلامية ذكرت أن الضربة التي استهدفت المصنع مساء الأحد أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المسلحين؛ حيث أن الغارة وقعت أثناء تجمع المسلحين لأداء صلاة المغرب.