مسؤولون ومتخصصون يُثمنون صدور المرسومين السلطانيين بإنشاء محميتين

بلادنا الثلاثاء ١٤/مايو/٢٠١٩ ١٣:٥٥ م
مسؤولون ومتخصصون يُثمنون صدور المرسومين السلطانيين بإنشاء محميتين

مسقط -
ثمن مسؤولون ومتخصصون بوزارة البيئة والشؤون المناخية صدور المرسومين السلطانيين الساميين بإنشاء محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في محافظة الداخلية، وإنشاء محمية الرستاق للحياة البرية في محافظة جنوب الباطنة.

وفي هذا الجانب أكد معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية بأن هذه المراسيم جاءت من مبدأ الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- للمحافظة على البيئة الطبيعية للسلطنة وحماية الحياة الفطرية فيها. حيث أن الموقعيّن الذيّن شملهما المرسومين السلطانيين الساميين هي مواقع طبيعية وتحتوي على الكثير من الأحياء البرية المتنوعة والأشجار ومختلف الأنواع من الحياة الفطرية، وتعتبر محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم الأول من نوعها في الجزيرة العربية، وهو ما يعكس اهتمام السلطنة بحماية البيئة الطبيعية من جميع المتغيرات وبقاء هاتين المنطقتين كمحميات طبيعية يجسد هذا الاهتمام الكبير الحاصل والتنمية التي تتمتع بها السلطنة خلال 49 عامًا من عمر النهضة المباركة.
من جانب آخر ذكر سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية بأن إنشاء هذه المحميات يعزز من الدور المنوط لوزارة البيئة والشؤون المناخية والجهات الحكومية الأخرى المختصة بحماية البيئة، حيث أن تخصيص محميات طبيعية يحقق الأهداف التي تسعى السلطنة لتحقيقها من خلال الحفاظ على البيئة الطبيعية لسنوات طويلة المقبلة، بعيدا عن المتغيرات التي تصيب البيئة الطبيعية وحمايتها من العبث والتجاوزات التي تحصل.
وأضاف سعادته: وزارة البيئة والشؤون المناخية عكفت خلال الفترة الماضية على تعزيز قدراتها في حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية، وذلك من خلال تأهيل كوادرها سواءً العاملين في المحميات الطبيعية أو المفتشين البيئيين، وهذا يأتي في ظل وجود القوانين المنظمة للعمل البيئي في السلطنة، وحققت الوزارة والجهات المعنية الأخرى سواء الحكومية أو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني تقدمًا كبيرًا في ممارسة العمل البيئي، مما جعل السلطنة في مصاف الدول المعنية بحفظ البيئة، وحققت تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، بل وأصبحت نموذجًا يحتذى به.
وفي حديث للمهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بالوزارة قال أن الوزارة قامت خلال الفترة الماضية وبالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات بدراسة الموقعين اللذين حددهما المرسومين السلطانيين الساميين، وقامت الوزارة بإجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالتنوع الأحيائي فيها، وذلك من خلال اختصاصات الوزارة في اقتراح إنشاء المحميات الطبيعية والمواقع المحمية المؤقتة والمواقع ذات الأهمية الخاصة وإعداد خطط إدارتها، حيث أن المحافظة على النظم البيئية المخـــتلفة في إطـــار الأهداف الأســـاسية للتنــمية المـــستدامة للعمل البيئي في السلطنة هو العمل الرئيسي للمديرية العامة لصون الطبيعة.
وذكر الأخزمي بأن الوزارة قدمت دراستين حول موقع محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم في محافظة الداخلية، ومحمية الرستاق للحياة البرية في محافظة جنوب الباطنة، وتم دراسة الخصائص الجيولوجية للمنطقتين ودراسة المساحة وأبعادهما والحياة الاجتماعية هناك، ثم تم تحديد الحياة الفطرية من نباتات وحيوانات وبرك مائية وغيرها، وذلك من قبل المختصين من الوزارة، بحيث تمت دراسة المناطق وفق الاختصاصات المطلوبة.
وأكد الأخزمي أن الوزارة خلال الفترة القادمة ستقوم بالتنسيق والقيام بزيارات التفتيش الميداني ومتابعة مدى تطبيق القوانين والاشتراطات البيئية داخل الموقعين المذكورين، مؤكدًا بأن هذين الموقعين سيساهمان في تطـوير آفاق البحث العلمي في المجالات البيئية والمناخية .

محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم

وفي حديث للفاضل علي بن ناصر الراسبي المدير المساعد لدائرة المحميات الطبيعية حول محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم، ذكر أنها تقع في جبال الحجر الغربي بين محافظات الداخلية والظاهرة وجنوب الباطنة وتقع في السلسلة الأعلى لجبال الحجر، حيث تعتبر جزءًا من جبال الحجر الرسوبية والتي تتكون من قمم صخرية وأودية عميقة وجروف صخرية شديدة الانحدار وتقع المحمية على ارتفاع 1300 – 3000 متر فوق مستوى سطح البحر.
وذكر الراسبي ان الهدف من وضع خطة إدارة الإضاءة هو وضع القوانين والخطوط الإرشادية للإضاءة الخارجية في المحمية والنطاق العازل لها حيث تعتبر المحمية أحد أهم المناطق المتعلقة بظلمة السماء في المنطقة والتي تمثل قيمة عالية في هذا المجال والتي من الواجب حمايتها ومن الأساسيات المهمة منع الإضاءة الخارجية التي تأثر على الطبيعة (الكائنات الحية) والسماء في آن واحد.
كما أكد أن عملية إدارة الإضاءة في المحمية تعتبر تحدي على مستويات مختلفة وتعتبر الحاجة للتوازن بين توفير بيئة آمنة و والسلامة والحفاظ على الكائنات الحية مسألة مشروعة ومبررة، وتعتمد خطة ادارة الإضاءة في المحمية (LMP) على الأخلاقيات الأساسية في التعامل مع الإضاءة داخل حدود المحمية وحولها في استخدام الإضاءة وقت الحاجة والمكان الذي نحتاج أن نستخدم فيه الإضاءة ,والكمية المناسبة، ويستخدم فقط الإضاءة التي لا تزيد درجة حرارتها عن (3000k) ولا تستخدم الإضاءة الزرقاء (blue- rich)، ويجب ان تكون تجهيزات الإضاءة الخارجية مغطاة بالكامل وأن تستخدم قدر الإمكان حساسات الحركة والمؤقتات، وأي استثناءات يجب أن تأخذ تصريح من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية، كما يجب الالتزام بخطة الإضاءة من قبل الشركات والمواقع الصناعية وأن تأخذ مبادئ السلامة وتطبيق خطة التخفيف من تأثير الإضاءة.

محمية الرستاق للحياة البرية

وفي حديث لـ ماجد بن سعيد الخنبشي أخصائي محميات طبيعية بدائرة المحميات الطبيعية حول محمية الرستاق للحياة البرية ذكر بأنها عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة من وادي بني خروص شرقا إلى وادي السحتن غرباً ومن المراوح الفيضية لوادي الفرع والسن ووادي السحتن شمالا إلى روافد وادي بني عوف والسحتن جنوبا، والسلسلة الجبلية تتميز بالارتفاع الشاهق الذي يصل إلى أكثر من2000 متر فوق سطح البحر.
وذكر الخنبشي بأنه تم تسجيل في منطقة المحمية أكثر من 110 أنواع من النباتات والأشجار البرية في النطاقات التي تم ذكرها، وكذلك أنواع نباتية تندرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (Red List) كنبات الضج، ومن الملاحظ أن السفوح الشمالية تحتوي على كثافة أكبر من الغطاء النباتي وتزداد فيها الأعشاب المعمرة والحولية والتغطية الشجرية في هذه المنطقة جيدة لولا الأحجار الكبيرة والصخور في بعض المواقع ويعتبر نبات السعتر أحد أهم النباتات التي تتواجد في المحمية.
كما تنتشر الثدييات البرية في المحمية على مساحات متفرقة وصعبة التضاريس حيث أثرت التضاريس الوعرة في معظم أرجاء المحمية على توزع الثدييات البرية، ومن خلال المسوحات الميدانية التي أجراها المختصون بصون الطبيعية فقد سجلت (6) أنواع من الثدييات ثلاثة منها من الثدييات الصغيرة (الثعلب الجبلي والقنفذ والخفافيش) والأخرى من الثدييات الكبيرة (حيوان الوعل العربي وحيوان الوشق والنمس أبيض الذيل)، ويعتبر الوعل العربي أحد أهم الثدييات البرية في المحمية، كما سجل في المحمية (16) نوعاً من الطيور البرية، وجميع الطيور التي تم تسجيلها مستوطنة في السلطنة، وتعيش النسور والعقبان في أعالي الجبال الشاهقة والصعبة الوصول.