هجمات تخريبية غامضة

الحدث الثلاثاء ١٤/مايو/٢٠١٩ ١٣:٤٠ م
هجمات تخريبية غامضة

عواصم - أ ف ب
تصاعد التوتر في الخليج حيث تعرضت عدة سفن لأعمال «تخريبية» بحسب ما أعلنت الرياض وأبوظبي، فيما عدل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خطط جولته للتوجه إلى بروكسل وبحث الملف الإيراني مع المسؤولين الأوروبيين.
وفجر أمس الاثنين أعلنت السلطات السعودية عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لـ«هجوم تخريبي» قبالة السواحل الإماراتية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح قوله «تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة».
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت الأحد أنّ أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لـ«عمليات تخريبية» في مياهها قبالة إيران، في شرق إمارة الفجيرة بدون تحديد المنفذين واصفة الحادث بأنه «خطير».
وقال مصور لوكالة فرانس برس في الفجيرة أن هدوءا يعمّ ميناء الإمارة الاثنين، وأن العمليات فيه تسير بسلاسة.
وفي طهران، عبّرت السلطات عن «القلق» لتعرض سفن في الإمارات لأعمال «تخريبية» وحضت على إجراء تحقيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة بالإنجليزية إن «الأحداث في بحر عُمان مقلقة ومؤسفة» ودعا إلى إجراء تحقيق في الهجمات محذرا من «مغامرة لاعبين خارجيين» لعرقلة أمن الملاحة.
من جهته، أكد الفالح عدم وقوع أي إصابات أو تسرب للوقود من جراء الهجوم «في حين نجم عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين». وأضاف الوزير بأن إحدى الناقلتين كانت في طريقها «للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية». ولم تحدّد الرياض كما دولة الإمارات طبيعة تلك الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها.

«عمل إجرامي»
في وقت لاحق دانت الخارجية السعودية «الأعمال التخريبية» التي استهدفت سفن شحن تجارية قبالة الامارات.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن «هذا العمل الإجرامي يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي».
وشدّد على تضامن السعودية «ووقوفها إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها».
وكانت الخارجية الإماراتية اعتبرت الأحد أن «تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطوراً خطيراً». ودعت الإمارات أيضا الأحد المجتمع الدولي إلى «القيام مسؤولياته» لمنع «أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية».
ويتمتع ميناء الفجيرة بموقع استراتيجي يتيح للإمارات تصدير النفط من دون المرور بمضيق هرمز، وبالتالي ضمان حركة التصدير في حال حصول أي توترات إقليمية.
وقد هدّدت إيران عدة مرات بإغلاق هذا المضيق الاستراتيجي في حال حصول أي مواجهة عسكرية في الخليج.

بومبيو في بروكسل
ويأتي الحادث في المياه الإماراتية في خضم مرحلة من التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة.
وأرسلت الولايات المتحدة سفينة هجومية وبطاريات صواريخ «باتريوت» إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي-52» أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج.
كما يأتي ذلك فيما يتوجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بروكسل حيث سيناقش ملف إيران مع المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين والألمان.
وأوضح مسؤول أمريكي أن بومبيو ألغى بالتالي مروره في موسكو. وكان وزير الخارجية الأمريكي ألغى في الأيام الفائتة زيارتين إلى برلين وغرينلاند لكي يكرس جهوده للملف الإيراني.
وكثّفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطاتها على إيران في الآونة الأخيرة متهمة إياها بالتحضير لهجمات «وشيكة» ضد مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.
والاثنين ندّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بالحوادث البحرية قبالة الإمارات، معتبرا أن الواقعة «تطور وتصعيد خطير يعبّر عن نوايا شريرة للجهات التي خطّطت ونفذّت هذه العمليات».
كما دان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات «الأعمال التخريبية» مُشدداً على «أن هذه الأعمال الإجرامية تُمثل مساساً خطيراً بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوى التصعيد في المنطقة».
وعبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين عن قلقه إزاء خطر اندلاع نزاع في الخليج بعد ذلك «الحادث».
من جهته دان الأردن بشدة الاثنين «التخريب» الذي تعرضت له أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة سواحل الإمارات، مؤكدا رفضه أي تهديد لأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي.
وقرر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التوجه الاثنين إلى بروكسل حيث يبحث مع المسؤولين الأوروبيين «مسائل ملحة» وبخاصة ملف إيران، على ما أعلن مسؤول بوزارة الخارجية الخارجية الامريكية
وبالتالي ألغى بومبيو زيارته لموسكو التي كانت مقررة امس الاثنين غير أنه سيتوجه الى سوتشي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء بحسب ما أكد المصدر نفسه.
واكتفت الوزارة بالقول إن بومبيو سيجري محادثات مع مسؤولين من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث التي وقعت الاتفاق المتعلق بملف إيران النووي في العام 2015.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة أنّ إيران أوقفت اعتباراً من الأربعاء الحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب والذي كانت تعهّدت به بموجب الاتّفاق النووي الموقّع في فيينا عام 2015. وقد عبّر الأوروبيون عن «قلقهم الشديد» عقب قرار إيران.