الكرة في مضرب الوزراء

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٨/مايو/٢٠١٩ ١٣:٢٦ م
الكرة في مضرب الوزراء

عيسى المسعودي
في العام 2013 وفي إحدى لقاءات جلالة السلطان المعظم مع المواطنين عبر جلالته عن سعادته بالكلمة التي رددها الشباب بعد القرارات التي تم اتخاذها من قبل الحكومة في اختتام أعمال ندوة متخصصة تهدف إلى تقييم ومعرفة أبرز النجاحات التي حققتها ندوات تشغيل القوى العاملة التي تم تنظيمها بمباركة سامية خلال السنوات الفائتة، وذلك بهدف فتح المجال للشباب لتعزيز مفهوم العمل الحر وتقديم التسهيلات والمزايا للشباب لتشجيعهم للانخراط في مجال الأعمال الحرة.
حيث قال الشباب «الكرة الآن أصبحت في مضربنا» وهذا يعني أن الشباب تعاهدوا على تحقيق النجاح والعمل الجاد واستثمار الفرص والمزايا والتسهيلات المختلفة التي تقدمها الحكومة لهم وأن الأمور أصبحت مهيئة والمستقبل أفضل إن شاء الله في مجال الأعمال، فكان مولانا المعظم سعيدا بردة فعل الشباب وحماسهم لخدمة بلدهم وأيضا لتحقيق أهدافهم في مجال العمل مؤكدا جلالته أن التسهيلات ستزيد خلال المرحلة المقبلة، وسيتم إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تدعم توجهات الشباب.
فإذا كان الشباب استشعروا المسؤولية في تلك الفترة ورددوا عبارة «الكرة أصبحت في مضربنا» أجدها اليوم أيضا ضرورية أن يطلقها كافة المسؤولين في المؤسسات الحكومية ترجمة للتوجيهات السامية التي أكد عليها جلالته عند ترأسه اجتماع مجلس الوزراء الموقر والذي عقد الأسبوع الفائت عندما تحدث مولانا عن أهمية العمل على تهيئة المناخ المناسب لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، خاصة في المناطق الحرة والصناعية والاقتصادية مع مراعاه الحفاظ على الجوانب الحياتية للمواطنين، رسالتان هامتان من سلطان البلاد لكافة المسؤولين بالحكومة وخاصة لأصحاب المعالي الوزراء فهم على رأس الهرم في هذه المؤسسات، بحيث نتوقع وبعد هذا التوجيه والتأكيد السامي أن يستشعر الجميع المسؤولية في عملة وأن يطلقوا نفس عبارة الشباب بأن «الكرة أصبحت في مضربنا» وبالتالي عليهم عدم الجلوس على الكراسي وإنما متابعة التوجيهات السامية وتنفيذها من خلال العمل على تعزيز بيئة الأعمال الجاذبة للمستثمرين سواء كانوا محليين أو أجانب وتبسيط الإجراءات ومعرفة إذا كانت هناك أي عراقيل أو صعوبات.
أما الرسالة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى بل لها أهمية أكبر وأكبر خاصة في الوقت الحالي وهي مراعاه الحفاظ على الجوانب الحياتية للمواطنين وهنا أيضا المقام السامي يؤكد على هذا الجانب وبالتالي فإن الوزراء في المؤسسات المعنية بهذا الجانب عليهم مسؤولية كبرى لتنفيذ هذا التوجيه وترجمته على أرض الواقع حتى لا يشعر أو يواجه المواطن المزيد من التحديات والصعوبات.
إننا ندرك التحديات التي تواجهها الحكومة خاصة بعد هبوط أسعار النفط وتأثير ذلك على الموازنة العامة للدولة، فقد قامت الحكومة باتخاذ مجموعة من الإجراءات بهدف الحد من تأثير هذا الانخفاض على الاستقرار المالي وفي نفس الوقت محاولة عدم التأثير على الجوانب الحياتية للمواطنين لكن في هذه النقطة يتطلب النظر في العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها خلال السنوات الفائتة وإيجاد حلول أخرى ليست كردة فعل أو حلول وقتية أو لمعالجة وضع معين وإنما حلول تضمن لنا كمواطنين الاستقرار الاجتماعي، فالتحديات الاقتصادية وتقلبات أسعار النفط ستستمر لذلك نكرر المناشدة بالتنويع والاستثمار في المشاريع الاقتصادية.

Ias1919@hotmail.com