لا بد من تغيير هذه الأسماء

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٨/مايو/٢٠١٩ ١٣:١٠ م
لا بد من تغيير هذه الأسماء

علي بن راشد المطاعني
بعض مسميات القرى والأحياء السكنية لم تعد ملائمة للنطق حداثيا لما تحمله من معانٍ أو مقاصد غير لائقة تدعو إلى التندر والتفكه وقد ينعكس ذلك سلبا على ساكني هذه أو تلك الأحياء، بل إن بعضها يحمل مسميات تدل أو تشير لممارسات خاطئة وأفعال كريهة في المجتمع تثير السخرية والاشمئزاز.
بلا شك أن لكل اسم دلالة ومعنى، غير أن هذا المعنى وتلك الدلالة لا ينبغي أن تكون غريبة ومفرغة من أي مقصد إيجابي بل لا يمت بأدنى صلة للولاية، فهناك قرى أو أماكن نجد حرجا عندما نذكرها مثل أبو بقرة، الضرورس، الشخاطيط، أم العنة، المتقاعسة، الجوع، بديعوه، أم عقارب، أم الجعاريف، شرص، كهنات، الساقطة، حيضاء، سقوقة، الجعاريف، العريانة، الخسفة.
فهذه المسميات أو الأسماء لا يمكننا أن ننتظر منها سعدا أو هناء، هذا هو الشعور الأولي الذي ينتابنا قسرا عندما ننطقها، أما عندما نتخيّلها فستسود الدنيا أمامنا ولن يبقى غير ظلام دامس يطوينا كطي السجل.
في السنوات الماضية جاءت توجيهات بتغيير أسماء بعض القرى مثل قميلة إلى أصيلة بولاية جعلان بني بو علي بمحافظة جنوب الشرقية، ومخرمة بولاية صور إلى نعمة، والخايسة، والمتهدمات إلى العامرات بمحافظة مسقط، وكلبوه وغيرها من الأسماء التي اتضح لأصحاب القرار أنها لم تعد ملائمة أو لها مدلولات غير مناسبة. على ذلك ليس هناك ما يضير من إعادة تسمية اسم غير ملائم إلى آخر إيجابي ويتماشى مع الذوق الإنساني الذي يتطلع لسماع كل اسم جميل نطقا ومعنى.
وفي ذات السياق ليس هناك ما يلزم بالاحتفاظ بتلك الأسماء وفي إطار ذات الذوق الإنساني الرفيع، وبالتالي لا بد للمنظمين للعمل البلدي رفع مقترحاتهم الملبية لهذا التطلع والمتدثر برداء الفأل الحسن، انطلاقا من «تفاءلوا بالخير تجدوه».
فإذا كان الآباء والأمهات يجتهدون في اختيار الأسماء الجميلة لأطفالهم فلماذا لا ينسحب الأمر على الأماكن التي نعيش فيها والتي سنُوصف بها، فهل يسرنا أن ننادى بالجميل، ثم نوصف بعد ذلك بالقبيح، معادلة غير متوازنة آن الأوان لإعادة وزنها.
إن انتقاء الأسماء الجميلة للقرى والأحياء والطرق والشوارع وغيرها أصبحت اليوم ذات أهمية بالغة ومن الضروري أن تحمل إشارات لما تتميز به تلك الأماكن، منتجات زراعية، صناعية، سياحية، آثار، لقى حضارية، الخ، وبذلك نصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد فالأجيال القادمة لن تسامحنا إن نحن تركنا لهم هذا الإرث الذي لا يشرفهم، سيقولون عنا كلاما لن يسرنا سماعه إن كنا بين ظهرانيهم.
بالطبع هناك بعض مسميات وتسميات لقرى وأحياء لها بالفعل دلالات ومعاني جيدة، ولكن الغالبية منها تحتاج إلى إعادة ترميم أو إحلال وإبدال وبنحو جذري فأي ترميم لن يجدي ذلك هو الأسوأ عندما يستتب له الأمر.
نأمل من أجهزة ومجالس البلديات وكل من له علاقة بهذا الأمر أن يعمدوا لدراسة الأمر بجدية والمباشرة في إعادة صبغ تلك الأسماء القاتمة بألوان قوس قزح حتى يتسنى لنا النظر للوجود بعين التفاؤل والأمل، ويمكننا أن نشتق من اسم عُمان قديما كمجان ومزون ما شاء لنا من مرادفات؛ فلغتنا العربية غنية وخصبة.