جبهة جديدة

الحدث الاثنين ٠٦/مايو/٢٠١٩ ١٥:٥٩ م
جبهة جديدة

دمشق-موسكو-وكالات

كشف مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، امس الأحد، أن المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب تنقل المزيد من الأسلحة والمسلحين للهجوم على حماة واللاذقية.

وأضاف المصدر لـ»سانا» أن «المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب تنقل المزيد من الأسلحة وتزج بأعداد كبيرة من المسلحين لبدء هجومها على اتجاهي حماة واللاذقية، وقد استقدمت تعزيزات كبيرة من المسلحين إلى منطقة مورك لاستهداف مواقع الجيش العربي السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذا لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعا».
وقال المصدر إن «جميع تحركات المسلحين مرصودة، وتتم متابعتها لحظة بلحظة، وما يقومون به منذ أيام يؤكد أنهم بصدد تصعيد أعمالهم العدوانية التي ستكون بداية نهايتهم الحتمية والقريبة».
فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية إن الجماعات المسلحة تحضر بشكل جماعي لهجوم بقيادة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا المحظورة في روسيا) يستهدف مدينة حماة انطلاقا من جنوب منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وقال بيان لمركز المصالحة الروسي، التابع لوزارة الدفاع، إنه، «وفقا للمعلومات المتاحة، وفي خلال الأيام الفائتة ، وفي مناطق التسوية باللطامنة وكفر زيتة، الواقعة جنوب منطقة حفض التصعيد بإدلب، تحتشد مجموعات مسلحة غير شرعية بتشكيلات متفاوتة تحت قيادة «هيئة تحرير الشام»، ولا يمكن استبعاد تشكيلهم لقوات صاعقة، واحتمال استهدافهم مدينة حماة بهجوم».
وقال موقع «سبوتنيك» الروسي نقلا عن مراسله عن مصدر ميداني قوله «إن وحدات الجيش السوري واصلت يوم الجمعة الفائت استهدافاتها المدفعية والصاروخية لمواقع التنظيمات الإرهابية في المنطقة منزوعة السلاح، حيث أتت هذه الاستهدافات بعد رصد محاولة مسلحي الحزب الإسلامي التركستاني تحصين وتدشيم مواقعهم على محاور الحويز والحويجة وباب الطاقة ومحيط قلعة المضيق مما استدعى تعامل قوات الجيش مع هذه التحصينات عبر سلاحي المدفعية والصواريخ وتدمير عدة مواقع تابعة للمجموعات المسلحة.
وعلى محوري الآثار والموارد بمحيط قلعة المضيق، أوضح المصدر أن قوات الجيش السوري تمكنت من إحباط محاولة تسلل نفذها مسلحو الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من قبل تركيا باتجاه مواقع الجيش السوري، وقتلت وأصابت عدداً من المسلحين فيما انسحب من تبقى منهم باتجاه عمق مناطق سيطرتهم بريف حماة الشمالي الغربي».

تنديد

من جاب اخر ندد مصدر سوري مسؤول بمؤتمر للعشائر تنظمه قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في مدينة عين عيسى(شمال) بوصفه بـ»الخيانة»، بحسب ما أوردت وكالة سانا الرسمية.
ورفض القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، مظلوم عبدي خلال المؤتمر الجمعة الفائت أسلوب «المصالحات» الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مبديا في الوقت ذاته استعداده للحوار مع الحكومة السورية.
وقال المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريح لوكالة سانا مساء الجمعة الفائت إن المؤتمر الذي انعقد في منطقة «تسيطر عليها ميليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له».
ووصف المؤتمر بانه «التقاء العمالة والخيانة والارتهان».
وأضاف المصدر أن «مثل هذه التجمعات تجسّد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية».
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا منذ العام 2012 بعدما ظلوا لعقود مهمشين، مقابل تقلّص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد تمكنهم لاحقاً من طرد تنظيم داعش من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي القامشلي والحسكة، أعلن الاكراد اقامة إدارة ذاتية لا تعترف بها دمشق.
وأكد عبدي الجمعة الاستعداد «للحوار مع النظام السوري» للتوصل إلى «حل شامل». وشدد على انه لا يمكن بلوغ أي «حل حقيقي» من «دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية»، فضلاً عن القبول بدور قوات سوريا الديموقراطية في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً.

اي اتفاق

ويودّ الأكراد في أي اتفاق مقبل مع دمشق أن يحافظوا على مكاسب حققوها إثر اندلاع النزاع في العام 2011، ويصرون على الابقاء على المؤسسات التي بنوها في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، وعلى قواتهم العسكرية التي أظهرت فعالية في قتال تنظيم داعش.
وتأخذ دمشق على القوات الكردية تحالفها مع واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش والذي أعلنت في 23 مارس نهاية «خلافته» بعد أشهر من معارك واسعة خاضتها بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. ودافع عبدي عن بقاء قوات التحالف في سوريا وكذلك القوات الروسية التي تدعم منذ العام 2015 قوات النظام في معاركها ضد الفصائل المعارضة والجهاديين على حد سواء، وساهمت في تحقيق انتصارات كبيرة لصالح دمشق. وقال إن وجود القوتين «مشروع حتى تطهير كافة الأراضي السورية من رجس الإرهاب».
وأضاف «ما دام الإرهاب موجوداً فإن دور قوات التحالف والقوات الروسية ما زال مطلوباً وما زال ضرورياً».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد وضع قوات سوريا الديموقراطية أمام خيارين « اتفاقات «المصالحة» أو» الحل العسكري».
وأبرمت دمشق خلال السنوات الفائتة ، وإثر عمليات عسكرية، اتفاقات تطلق عليها تسمية «مصالحات» في مناطق كانت تسيطر عليها فصائل معارضة. وتنص هذه الاتفاقات على إجلاء رافضي التسويات إلى مناطق خارج سيطرة قوات النظام، على أن تعود كافة مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إليها. ويصف معارضون للنظام هذه الاتفاقات بـ»التهجير القسري».

وتحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون عن قيام قوات النظام بحملات اعتقال لمدنيين ومقاتلين بقوا في مناطقهم رغم موافقتهم على التسويات.