مسقط - شيخة المقحوصية
هل قمت من قبل بتوظيف شخص محتال؟
سجّلت وزارة التعليم العالي في السلطنة زيادة بأكثر من 130 % في عدد طلبات الشركات على مدى السنوات الأربع الفائتة للتحقق من صحة المؤهلات العلمية لموظفيها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الوزارة إلى اتّخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص الذين يعملون باستخدام شهادات علمية مزوّرة، فيحرمون بذلك آخرين من الباحثين عن عمل ممّن هم أحق منهم من فرصة العمل بعد أن عملوا بجد واجتهاد للحصول على شهاداتهم العلمية بالطريقة الصحيحة.
ذكرت وزارة التعليم العالي لـ "الشبيبة" و"تايمز أوف عمان" أن هناك زيادة في الطلبات مقدارها 4092 طلبا بين عامي 2015 و2018، مما نتج عنه زيادة بنسبة 132.7 % في العام 2018 مقارنة بالعام 2015.
وقد بلغ عدد الطلبات التي تقدمت بها الشركات 7175 طلبا في العام 2018 للتحقق من صحة الشهادات العلمية، مقارنة بـ 3083 طلبا في العام 2015.
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يتجاوز هذا العدد 22000 طلبا بحلول نهاية العام 2019، حيث ذكرت الوزارة أنها تلقت سلفا 3778 طلبا للتحقق من صحة الشهادات في أول شهرين من هذا العام.
في العام 2018، كشفت الوزارة عن عشرين حالة لأشخاص يحملون شهادات مزوّرة، ومنذ العام 1975 جاءت أكثر من 1250 حالة أمام الوزارة.
وقال مسؤول بوزارة التعليم العالي: "هذه الزيادة في الطلبات تعكس استجابة جهات التوظيف الحكومية والخاصة والتزامها بإلزام موظفيها الحاصلين على مؤهلات أكاديمية صادرة من خارج السلطنة بتقديم طلب للتصديق والمعادلة من خلال النظام الإلكتروني لوزارة التعليم العالي".
وأضاف: "في حالة اكتشاف شهادة مزوّرة، تقوم الوزارة بمخاطبة الادّعاء العام ومخاطبة وزارة الخدمة المدنية ووزارة القوى العاملة وسجل القوى العاملة، ثم بعد ذلك تبلّغ صاحب العمل عن صاحب الشهادة".
وفي العام 2017، تم تقديم 5760 طلبا في هذا الشأن إلى دائرة معادلة المؤهلات والاعتراف بوزارة التعليم العالي، بزيادة قدرها 823 طلبا عن العام السابق.
من جانبه قال رامانوج فينكاتيش، وهو أخصائي في تحقيقات التدقيق في السلطنة، إن الموظف يفقد كل مصداقيته عندما يستخدم مؤهلات مزوّرة لخداع شركة ما للحصول على وظيفة بها، مضيفا: "عندما تكذب عليّ أثناء المقابلة الشخصية، فسوف يتم اكتشاف ذلك عاجلا أو آجلا، وبعد ذلك ستزول مصداقيتك للأبد. إن مثل هذه المعلومات تنتقل بسرعة شديدة، وأي شركة ستقوم بتوظيفك في المستقبل ستسأل صاحب عملك السابق عنك وهو لن يتردد في إخبارهم بالحقيقة، وبذلك ستجد صعوبة شديدة في الحصول على وظيفة. فماذا ستفعل بعد ذلك؟ إذا فعلت مثل هذه الأمور وأنت تعمل في الشرق الأوسط فستواجه بكل تأكيد عقوبات عند اكتشاف أمرك، وإن كنت وافدا فهذا يعني أنك ستواجه الترحيل في حال ثبوت إدانتك".
ويقول أحد كبار المديرين بإحدى شركات التأمين إن شركته تعمل مع وزارة التعليم العالي للتحقق من مؤهلات العاملين بالشركة، مضيفا: "نحن نعمل عن كثب مع الوزارة للتحقق من مؤهلات جميع موظفينا الجدد عندما يلتحقون بالعمل لدينا. هذه ممارسة نتّبعها منذ فترة طويلة، وأرى أنه من المهم للغاية اليوم أن نضمن توظيف الأشخاص المؤهلين المستحقين بشكل صحيح".