براءة اختراع لأساتذة من جامعة السلطان قابوس.. تركيبة علاجية جديدة لاستئصال فيروس مرض الإيدز

بلادنا الثلاثاء ٣٠/أبريل/٢٠١٩ ١١:٠٣ ص
براءة اختراع لأساتذة من جامعة السلطان قابوس..

تركيبة علاجية جديدة لاستئصال فيروس مرض الإيدز

مسقط-

حصلت جامعة السلطان قابوس على براءة اختراع أخرى هي عبارة عن تركيبة علاجية لاستئصال الفيروس المسبب لمرض الإيدز من جسم المصاب. والمخترعان هما د.صدقي حسن، بريطاني الجنسية والأستاذ الدكتور علي بن عبدالله بن حسن الجابري، من قسم الأحياء الدقيقة والمناعة، بكلية الطب والعلوم الصحية، في الجامعة.

وقد تم تسجيل براءة الاختراع بتاريخ 25/‏‏8/‏‏2017 لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي وتم الحصول على براءة الاختراع خلال شهر أبريل الجاري.
وبعد أبحاث مضنية دامت لأكثر من 16 سنة، من قبل د.صدقي حسن والأستاذ الدكتور علي الجابري، تم التوصل الى هذه التركيبة الفعالة التي تعد سبقا علميا كبيرا تم فيها استخدام حيوانات التجارب المختلفة في المختبر وبعد أخذ الإذن من لجان الأخلاقيات ذات الاختصاص. وقد تمت تجربة هذه التركيبة على مرضى الإيدز وأثبتت فاعليتها في التخلص من الفيروس نهائيا بشهادة طاقم طبي من أطباء وممرضين.

كما أخذ طلب الحصول على براءة الاختراع هذه حوالي 3 سنوات ومرّ الطلب بمراحل عدة بما فيها لجان علمية طبية متخصصة داخل الجامعة وخارجها ومن خلال ممتحنين متخصصين في الولايات المتحدة الامريكية ومن مكتب براءات الاختراع الامريكي. وتتكون هذه التركيبة من ثلاثة عناصر أساسية هي خليط من مكونات اعشاب استوائية طبية من نباتات الساسوريا ومن حليب الإبل الملقح مسبقا الذي يحتوي على أجسام الإبل المناعية المضادة لمكونات الفيروس.

هذا المركب يتكون من ثلاثة أنواع من النباتات الطبية وبنسب معينة بالإضافة إلى وجود الاجسام المناعية من حليب الإبل المضادة لمكونات الفيروس وهي صغيرة جدا في الحجم مقارنة بالأجسام المناعية البشرية. ويتم تكوين هذه الاجسام المناعية المضادة بواسطة جهاز المناعة في جسم النوق ومن ثم إفراز هذه الاجسام المضادة المناعية في الحليب.
ومن خلال هذه المكونات وعن طريق شرب حليب الإبل (المحصنة) والمحتوية على هذه المكونات الفعالة فإن هذا المركب باستطاعته استئصال فيروس الإيدز نهائيا من جسم المصاب ولقد تم إثبات ذلك عمليا. ليس ذلك فقط بل بإمكان هذا المكون أيضا منع الإصابة بالفيروس كنوع من أنواع الوقاية عند أخذ المكون بالطريقة الصحيحة والمطلوبة. وقد تم التوصل إلى هذا الاكتشاف من خلال الكثير من التجارب العلمية المعملية وعلى الخلايا المخبرية وعلى الحيوانات المختبرية ومن ثم على مرضى الإيدز وذلك بعد أخذ الإذن من اللجان الطبية ذات الاختصاص.
جميع مرضى الإيدز بلا استثناء الذين تمت تجربة هذا المكون عليهم تم تسجيل الاستئصال التام للفيروس من أجسامهم. ليس ذلك فحسب بل إن جميعهم تخلصوا من كافة الاعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس وازداد وزن كل المرضى الذين كانوا يعانون من نقص الوزن بحوالي 10 كيلوجرامات، وفي مدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة. هذا بالإضافة الى تحسّن كبير في اداء الجهاز المناعي لدى جميع هؤلاء المرضى. إن فكرة استخدام النوق كمصنع دوائي حي ومتحرك لتصنيع مركب دوائي ضد فيروس الإيدز هي فكرة جديدة وتحمل آمالا كبيرة في امكانية استخدامها ليس فقط لاستئصال فيروس الإيدز من جسم المصاب، بل ايضا لاستئصال الفيروسات الاخرى والتي تصيب الإنسان والحيوان. حيث إن الجهاز المناعي للإبل يعتبر أفضل بأضعاف كثيرة من الجهاز المناعي البشري.
د.صدقي حسن والأستاذ الدكتور علي الجابري لهما باع طويل في البحوث العلمية والعملية المتعلقة بمرض الإيدز والمناعة حيث إن د.صدقي يمتلك خبرة لأكثر من 16 سنة في هذا المجال بينما الجابري لديه خبرة تمتد لأكثر من 30 سنة في مجال بحوث الإيدز. ولهما إصدارات علمية كثيرة في هذا المجال. هذا بالإضافة إلى كونهما من العلماء الاوائل الذين اكتشفوا فروقات بين الخلايا المناعية في مدى وطرق الاستجابة المناعية عند التعرض لفيروس الإيدز لدى الاشخاص المصابين. وهذا كان له اهمية كبرى في الفحوصات المعملية للتعرّف على الاصابة بالفيروس واستخدام تقنيات الـDNA في التحصين المناعي على حد سواء. ولديهما إصدارات علمية محكمة كثيرة في مجال بحوث الإيدز ويعتبران من العلماء الاوائل في هذا المجال.
ود.صدقي حسن هو أكاديمي بريطاني حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول البريطانية للأمراض الاستوائية الوبائية ولديه خبرة واسعة في المناعة الجزيئية واستخدام تقنيات الـDNA في التحصين المناعي. بينما الأستاذ الدكتور الجابري حاصل على درجة الدكتوراه من الكلية الطبية الملكية البريطانية بجامعة لندن، وايضا حاصل على الزمالة البريطانية في المناعة من الكلية الملكية لعلماء الامراض بالمملكة المتحدة.
وعلى الرغم من وجود بعض الادوية في الوقت الحاضر لعلاج مرض الإيدز إلا ان هذه الادوية لا تستأصل الفيروس تماما من جسم المصاب ولهذه الادوية اعراض جانبية خطيرة بالإضافة الى ارتفاع سعر هذه الادوية وعدم قدرة جميع المرضى على الحصول عليها. لذلك فإن هناك حاجة ماسّة لوجود علاج شاف وناجع تماما من هذا المرض الخبيث. كما أنه لا يوجد في الوقت الحالي لقاح للوقاية من الاصابة بالفيروس المسبب للمرض ولا يوجد علاج بإمكانه استئصال الفيروس المسبب للمرض نهائيا من جسم المصاب. وفي الواقع فإن اكتشاف مركّب لديه القدرة على استئصال الفيروس نهائيا من جسم المصاب يعتبر حلما لكل عالم من العلماء على مستوى العالم.