من خلال مشروع تخليد اللحظة الأثرية بالفن.. إمطي تستعيد هويتها

مزاج الثلاثاء ١٦/أبريل/٢٠١٩ ١٢:٣٠ م
من خلال مشروع تخليد اللحظة الأثرية بالفن.. إمطي تستعيد هويتها

مسقط - ش
يواصل المشروع الفني الثقافي السياحي (تخليد اللحظة الأثرية بالفن) تجهيزاته في إحياء حارتي العين والسواد بقرية إمطي بولاية إزكي، حيث تم تنفيذ العديد من التعديلات التي تجعل القرية تزدان بثوبها الجديد وحلتها المبهجة لتكون ملفتة للأنظار وجاذبة للجمهور لارتيادها، بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص وكذلك جهود الشباب المتميزين المتطوعين من أهالي القرية الذين مدوا يد العون لاحتضان المشروع الذي أتت فكرته بمبادرة شخصية من الفنانة التشكيلية مريم الزدجالية التي قالت: إن إجراءات الترميم والصيانة والتصليحات مستمرة تحت إشراف دائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية حيث تم تبليط مقدمة حارة العين مع تركيب الإضاءات وبناء جدار تجميلي يحتوي على روزنات، كما تم تجهيز سور المزرعة الملحقة بالقرية وقد تم إعادة تصميمه على هيئة مفردات القلاع العمانية وذلك بدعم من بنك عمان العربي.

دعوة فنانين تشكيليين
وقد تمت دعوة مجموعة من الفنانين التشكيليين المجيدين لتزيين هذا السور بلوحات تشكيلية خلال الأيام المقبلة، ويجري حاليا ترميم بوابة صباح السوقمة وملحقاتها بدعم من الشركة العمانية للغاز المسال ونأمل أن يتم تسخير كل الإمكانيات والطاقات للمشروع وبخاصة من قبل القطاع الخاص حيث إننا نطمح في أن يتم ترميم القرية كلها وتجهيزها لتكون معلما تراثيا متميزا مهما ومزارا فنيا وثقافيا وسياحياً.
جدير بالذكر أن المشروع أقام أولى فعالياته لطلبة مدارس قرية إمطي (هويتي قريتي) في الشهر الفائت حيث تمت دعوة طلبة أربع مدارس وهي مدرسة الجيل المحمدية ومدرسة الأزهر بن محمد الازكوي ومدرسة الأجيال السعيدة للتعليم الأساسي ومدرسة إمطي للتعليم الأساسي وقد رسم الطلبة معالم حارتي العين وسواد وعبّر كل طالب مشارك عن أمنيته لقريته.

الموروث الحضاري
حول هذه الفعالية قال الأخصائي الاجتماعي بمدرسة الأزهر بن محمد الأزكوي بامطي الأستاذ عبدالله بن نصر الله الفهدي: إن الاهتمام بالتراث وبالموروث الحضاري العريق يجب أن يكون من أولويات الإنسان العماني، ويجب علينا جميعا أن نربي النشء على ذلك. وقد شاركنا في ملتقى تخليد اللحظة الأثرية بالفن حول المشروع الفني الثقافي السياحي بإمطي بـ ٤٠ طالبا من طلاب المدرسة وهذه المشاركة كان لها الانطباع الكبير في نفوس طلابنا الذين أبدوا فرحتهم وسعادتهم بالمشاركة مع زملائهم من المدارس الأخرى وقد عبروا من خلال رسوماتهم عن الحارة التراثية التي يدور حولها المشروع (العين والسواد) ونتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذا العمل وعلى دعوتهم الكريمة للمدرسة للمشاركة معهم في الفعاليات والأنشطة التي يقدمونها للمشروع.
وقال مدير دائرة السياحة بمحافظة الداخلية خليل التوبي: إن وزارة السياحة تثمن مبادرة أهالي قرية امطي بالتعاون مع الفنانة مريم الزدجالية وكذلك مختلف شرائح المجتمع في إعادة الحياة للحارة القديمة وإبراز مكوناتها التاريخية والمعمارية، ما سيسهم كثيرا في إعادة هذه الحارة للواجهة السياحية التي يقصدها السياح كأبرز المواقع السياحية في المحافظة وذلك نظراً لموقعها المتميز وقربها من سفح الجبل وواحات النخيل الخضراء. وتسعى الوزارة للترويج للحارات القديمة وكذلك تشجيع الاستثمار فيها وذلك من خلال استغلال المنازل لإقامة النزل التراثية وتوفير الخدمات التي يحتاجها الزائر لهذه الحارات، وتقوم الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتسهيل إقامة مثل هذه المشاريع وتشجيع أصحاب المنازل والمستثمرين للاستثمار في هذا المنتج المتميز الذي يعيد الحياه إلى هذه الحارات.

إذكاء روح المواطنة
من جهة أخرى قال مدير مدرسة جيل المحمدية أحمد الصارمي: إنه مشروع كتب له النجاح من خلال إخلاص من أحب الوطن وبذل له، وهو مشروع تكاتف فيه الأهالي والفنانة التشكيلية مريم الزدجالية وعضو مجلس الشورى سعادة يونس بن علي المنذري، ومما لا شك فيه ان مثل هذه الفعاليات الثقافية والفنية تذكي وتغرس روح المواطنة وبناء حب الوطن في قلوب الجميع، ونحن في مدرسة جيل المحمدية نسعى دائما لغرس حب الوطن بربط الطالب بالموروث الثقافي والأثري وربطه بتراث آبائه وأجداده ليسير على نهجهم في إخلاصهم لوطنهم وكذلك لا ننسى أهمية تنمية مهارة الرسم عند الطلاب لما لها من دور في إكسابهم المهارة للتعبير عن أفكارهم بطريقة فنية راقية وبطابع تقليدي، وجاءت فعالية (هويتي.. قريتي) لتؤكد على هذه المبادئ السامية وترسخها في نفوس الطلاب والأهالي كافة.
وتستمر الفعاليات والأنشطة بالقرية لإحيائها وستكون هناك فعالية للفنانين التشكيليين مساء يوم الجمعة.