التعدين يساهم بـ 300 مليون ريال بحلول 2030

مؤشر الثلاثاء ١٦/أبريل/٢٠١٩ ١١:٠٤ ص
التعدين يساهم بـ 300 مليون ريال بحلول 2030

مسقط - العمانية

بدأت بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض امس فعاليات مؤتمر ومعرض عمان للتعدين 2019 تحت شعار «التعدين استثمار أمثل ومسؤولية اجتماعية»، الذي تنظمه الهيئة العامة للتعدين وشركة أعمال المعارض العُمانية (عُمان إكسبو) ويناقش مواضيع ذات أهمية في مجال التعدين والصناعات التحويلية المتعلقة بالخامات المعدنية وتشارك في المعرض المصاحب 60 شركة محلية ودولية تعمل في كافة مجالات التعدين وتنتمي إلى 14 دولة شقيقة وصديقة، ويستمر ثلاثة أيام.

رعى حفل الافتتاح مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد.

تأهيل القوى العاملة

ويهدف المؤتمر إلى عرض الفرص الاستثمارية التعدينية وأهمية استغلالها الاستغلال الأمثل بما يحقق المساهمة الفاعلة في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز دور البحوث والصناعات والابتكار في القطاع وكذلك تعزيز التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية وبناء وتأهيل القوى العاملة في قطاع التعدين، ويستعرض تجارب حية لاستغلال مخلفات التعدين.
وألقى الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتعدين سعادة م.هلال بن محمد البوسعيدي كلمة تطرق من خلالها إلى اهتمام الحكومة بهذا القطاع وجعله أحد القطاعات المعوّل عليها في التنويع الاقتصادي للسلطنة وإنشاء هيئة عامة للتعدين تعنى بتنظيمه وإيجاد البيئة التشريعية المحفزة من خلال إصدار قانون الثروة المعدنية الجديد والسير نحو تحقيق الأهداف من خلال استراتيجية عمان للتعدين التي أعدت بفكر محلي وعالمي مشترك فضلا عن تهيئة عوامل جذب الاستثمار من بنية أساسية مهيأة واستقرار وموقع استراتيجي.
وأوضح أن مؤتمر ومعرض عمان للتعدين يأتي كجزء من منظومة متكاملة من الأنشطة التي تقوم الهيئة العامة للتعدين بتنفيذها في سبيل تطوير القطاع وجذب الاستثمار حيث إن هذا المؤتمر يمثل منصة دولية تسعى الهيئة من خلالها إلى استعراض البحوث والدراسات الجيولوجية والتعدينية وجذب الاستثمارات والتقنيات الحديثة في القطاع وكذلك استعراض أفضل الممارسات الحديثة المستخدمة في الأنشطة التعدينية المختلفة.

استغلال مخلفات التعدين

وقال سعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للتعدين إن الهيئة تسعى من خلال محاور المؤتمر إلى التعريف بالفرص الاستثمارية التعدينية وتعزيز دور البحوث والصناعات والابتكار في قطاع التعدين وتعزيز التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية وبناء وتأهيل القوى العاملة في مجال التعدين والأنشطة المرتبطة به وعرض تجارب حية لاستغلال مخلفات التعدين الفلزية والصناعية.

إشادة خليجية

كما قدم مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين سعادة م.عادل الصقر كلمة أشاد فيها بالتعاون المثمر القائم بين الهيئة العامة للتعدين والمنظمة، مشيرا إلى أن الوطن العربي من الخليج إلى المحيط يتوفر على بيئات جيولوجية غنية بالعديد من الرواسب لخامات معدنية متنوعة ومنها السلطنة التي حباها الله وميّزها بجيولوجيا وظواهر طبيعية متميزة للغاية تؤهّلها للبحث عن عناصر فريدة تساعد في دعم الاقتصاد الوطني.

وتناول الصقر في كلمته أهمية قطاع التعدين في تعزيز الصناعات القائمة عليه من خلال وضع رؤى واستراتيجيات لتنميته ومنها تحديث التشريعات والقوانين بهدف جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل وإيجاد مشاريع تعدينية مبتكرة تساهم في نمو هذا القطاع، منوها بإصدار المرسوم السلطاني السامي المتعلق بقانون الثروة المعدنية الذي سيوفر المناخ المناسب لدعم الخطط التنموية وتعزيز مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي للسلطنة.
وقال الصقر إن المنظمة العربية للتنمية الصناعية تسعى من خلال برامجها إلى تعزيز قدرات الدول العربية في مجالات الصناعة والتعدين والمواصفات والمقاييس وبلورة مشاريع داعمة لاقتصاديات الدول الأعضاء وتحفيز التصنيع الشامل والمستدام والرفع من منافسة القطاع الصناعي والتعديني عبر إبرام اتفاقيات مع شركائها الدوليين، مضيفا أن المنظمة بصدد إعداد أول بوابة عربية متخصصة كنافذة إلكترونية وتفاعلية شاملة على العديد من الطبقات الفنية توفر للمختصين والمستثمرين المعلومات المرتبطة بهذا القطاع والفرص الاستثمارية الواعدة في الدول العربية بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الدورات التدريبية لبناء وتأهيل القدرات في المجالات ذات العلاقة بما يتماشى مع التقنيات الحديثة وإعداد دراسات متخصصة لفائدة المعنيين بالدول الأعضاء. وقدم رئيس دولي للمعادن والاستشارات بشركة وود ماكنزي أليكس بيفاكوا كلمة حول استراتيجيات التعدين وأهميتها في تحديد مسار وأولويات القطاع وبعض التجارب والمحفزات المرتبطة بقطاع التعدين.

تدشين منصة

ودشّن مساعد أمين عام مجلس الوزراء للمؤتمرات صاحب السمو السيد حارب بن ثويني آل سعيد الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للتعدين الذي من المؤمّل أن يكون منصة تواصل وتفاعل مع الشركاء والمهتمين في قطاع التعدين من الأفراد والمجتمع والمستثمرين والباحثين والدارسين وكذلك منصة إلكترونية تقدم من خلالها الخدمات للشركاء والمستفيدين من القطاع.
كما تم إطلاق الهوية البصرية للهيئة العامة التي تعكس الجيولوجيا المتمثلة في الجبال بمختلف ارتفاعاتها وأنواعها ودلالاته المرتبطة بسمات الجيولوجيا والتعدين والحداثة والمهنية والحماية والخبرة والعالمية والديناميكية والاستكشاف والتوسع والنمو.
وصاحب إطلاق الهوية الشعار اللفظي للهيئة «التعدين فرص واستدامة» ورؤية ورسالة الهيئة التي جاءت رؤيتها حول تطوير قطاع التعدين ليساهم بـ 300 مليون ريال في الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030 والرسالة والاستغلال الأمثل للثروات المعدنية وفق أفضل الممارسات العالمية وتفعيل الشراكة المجتمعية لتحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وتم خلال الحفل تقديم عرض وثائقي حول قطاع التعدين في السلطنة بعنوان «التعدين حضارة إنسان» يسرد تفاصيل القطاع منذ نشأته في السلطنة والتغيّرات التي طرأت على الجيولوجيا العمانية وأهمية قطاع التعدين والتطوّر الذي شهده في السنوات الفائتة ورؤية واستراتيجية الهيئة العامة للتعدين للقطاع خلال السنوات المقبلة.
وقد قام راعي الحفل والحضور بجولة في جنبات المعرض المصاحب للمؤتمر شاهد واستمع من خلالها إلى ما يحويه المعرض بأركانه المختلفة.
ويشارك في المؤتمر عدد من الخبراء الدوليين لتقديم خبراتهم في مجالات تعدينية مختلفة والتطرق لموضوعات عدة تهم القطاع وزيادة قيمته المضافة من خلال نقل الخبرة العملية والتكنولوجيا المتقدمة، وتنمية المجتمع والاستدامة البيئية.
ويمثل المعرض المكان الملائم لعرض المنتجات التعدينية المحلية وتسويقها إقليميا ودوليا إضافة إلى الاطلاع على آخر مجالات التكنولوجيا المتقدمة في المسح الجيولوجي والتنقيب المعدني والاستخراج التعديني وتنفيذ دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع التعدينية وفتح المجال للشركات العاملة في القطاع لتقديم خدماتها اللوجستية والاستشارات الفنية والمالية، كل ذلك تحت سقف واحد من شأنه زيادة القوة الشرائية وتأسيس قاعدة أعمال إقليمية تدعم القطاع التعديني في السلطنة على المدى البعيد.
كما أن المعرض يعتبر فرصة لتمكين أقطاب صناعة التعدين من اللقاء والاجتماع تحت سقف واحد للتعرّف على الفرص الاستثمارية وعقد الصفقات التجارية حيث يسلّط الضوء على صناعة التعدين في السلطنة باعتبارها رافدًا مهمًا من روافد الاقتصاد الوطني من خلال عرض الفرص الاستثمارية التعدينية القائمة والواعدة.

أوراق عمل

وتناقش أوراق عمل المؤتمر عددا من المحاور خلال أيام المؤتمر ففي اليوم الأول تم مناقشة ثلاثة محاور أولها الاستراتيجيات والتشريعات المنظمة لقطاع التعدين التي ناقشت عددا من الأوراق منها قطاع التعدين في أستراليا والاستراتيجية المتّبعة في تنظيم قطاع التعدين أما الورقة الثانية ناقشت وضع الاستراتيجية لتعزيز النمو في صناعة التعدين فيما ناقشت الورقة الثالثة مراحل إعداد قانون الثروة المعدنية وكيفية معالجة أوجه القصور واستطلاع رؤية الشركاء في مختلف القطاعات وما تضمنه من نصوص وأحكام تعزز من تحقيق الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية، والورقة الرابعة ناقشت استراتيجية عمان للتعدين والأهداف المرسومة في هذا الجانب وكيفية استغلال الثروة المعدنية أفضل استغلال.
فيما أتى المحور الثاني حول الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالسلطنة والذي عرض عددا من أوراق العمل منها دور شركة تنمية معادن عمان في تطوير قطاع التعدين بالسلطنة والرؤية المستقبلية لقطاع التعدين في السلطنة وأهمية النحاس في مستقبل قطاع التعدين بالسلطنة والجبس وفرص التصدير بالسلطنة ومساهمة قطاع التعدين في زيادة الناتج المحلي للدولة ونظرة شركة كنوز عمان لمستقبل التعدين بالسلطنة.
فيما أتى المحور الثالث بعنوان أفضل الممارسات الحديثة المستخدمة في الأنشطة التعدينية وناقش في هذا المحور عددا من أوراق العمل منها الوصول للمناجم والابتكارات في المناجم اللوجستية واستراتيجية الشحن الوطنية وإيجاد القيمة والرؤية لصناعة التعدين.
وسيناقش المؤتمر اليوم (الثلاثاء) ثلاثة محاور رئيسية الأول الاستكشاف والتعدين وسيناقش هذا المحور أربع أوراق عمل تناقش كل ما يتعلق بجوانب الاستكشاف والتنقيب والتعدين في القطاع فيما سيناقش المحور الثاني تمويل المشاريع والاستثمار في السلطنة فيما سيأتي المحور الثالث التنمية المستدامة في قطاع التعدين من خلال تنمية المجتمع المحلي وتأهيل الكوادر البشرية.
ويخصص اليوم الثالث للمؤتمر غدا (الأربعاء) لتنظيم حلقة عمل حول معالجة وتدوير المخلفات الناجمة عن الأنشطة التعدينية والتي ستركز على تدوير مخلفات الحجر الجيري والرخام وتدوير مخلفات تعدين وتصنيع الكروم وتدوير مخلفات تعدين وتصنيع النحاس.