مختصون يدعون لتفعيل المتحدث الرسـمي لمواجـهــة الإشاعات

بلادنا الاثنين ٢٨/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
مختصون يدعون لتفعيل المتحدث الرسـمي لمواجـهــة الإشاعات

مسقط- سعيد الهاشمي - تصوير: جون استرادا

نظمت شركة المستقبل لتنظيم المؤتمرات والدعاية والإعلان أمس مؤتمر عمان الثاني للعلاقات العامة بعنوان «الإشاعة والإعلام»، برعاية وزير الخدمة المدنية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وبرعاية إعلامية من مجموعة مسقط للإعلام.

وفي تصريحات للصحفيين قال معاليه إن الخطاب الإعلامي يعكس المستوى الحضاري والثقافي لأي مجتمع، ويُرسّخ الثوابت والقيم الوطنية لأبنائه، مؤكدا أنه بفضل الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - يُكرّس الخطاب الإعلامي العماني المسؤولية الوطنية التي يتحلى بها أبناء السلطنة، ويتّسم بالاتزان والاعتدال في نقل الأخبار والأحداث، والتفاعل معها دون تهويل أو مبالغات.
وأشار معاليه إلى أهمية إقامة هذا المؤتمر في ضوء عظم الدور الذي تمارسه مختلف وسائل الإعلام في نقل الأحداث وإبراز الصورة الصحيحة لها، فالكلمة أمانة، بخاصة في ضوء سرعة انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتفاعل مختلف أطياف المجتمع معها عبر تلك الوسائل.
وبيّن أن المؤتمر يتضمن مناقشة سبل ترسيخ ثقافة المصداقية والبعد عن الإشاعات وتعزيز المسؤولية الوطنية في تغطية ونقل الأخبار والأحداث، ومواجهة التحديات التي تكتنف ذلك، عبر العديد من أوراق العمل التي تبحث في هذا الجانب، والتي سيقدمها نخبة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء والمختصين ممن لهم دراسات وتجارب عملية في هذا الشأن.

تنظيم قانوني

من جهته قال رئيس اللجنة القانونية والتشريعية بمجلس الشورى سعادة د.محمد الزدجالي إن القانون نظم مسألة الإشاعات من خلال قانون الجزاء العماني عبر قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وأيضا من خلال قانون تنظيم الاتصالات، بالإضافة إلى أنه يمكن رفع دعوى مدنية من خلال قانون المعاملات المدنية للحصول على تعويض.
وأضاف سعادته: بالنسبة لقانون الجزاء العماني تناول موضوع الإشاعات في مادة واحدة وهي المادة 135، ونأمل في مشروع قانون الجزء العماني الجديد أن يلقي الضوء على هذا الموضوع بشكل أكبر، حيث سيناقش قريبا في مجلس الشورى، ومن المؤمل أن ينظم هذه المسألة بشكل أكبر.

الفضاء الرقمي

وفي كلمته بالمؤتمر تحدث المدير العام للمركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات م.بدر بن علي الصالحي عن الإشاعة والفضاء الرقمي معرجا على بعض الإحصائيات حيث إن هناك 3 بلايين مستخدم للإنترنت فعال ونشط في العالم ما يعادل 42 % من السكان في العالم، وهناك 2.1 بليون مستخدم لديه حساب على شبكات التواصل الاجتماعي، و3.65 بليون من مستخدمي الهاتف المحمول يستخدمون هواتفهم المحمولة والأجهزة اللوحية للدخول إلى الانترنت، و1.7 بليون مستخدم لديهم حســـاب نشط على شبكات التواصل الاجتماعي. أما عن الفيس بوك تحديدا فإن هناك 1.4 بليون مستخدم لشبكة الفيـــس بوك في العالم، و47 % من مستخدمي شبكة الإنترنت يستخدمون الفيسبوك، بمعدل 500 حساب لكل دقيقة.
أما عبر تويتر فهناك 284 مليون مستخدم فعال، و88 % من مستخدمي تويتر يستخدمون الهاتف النقال، بمعدل 500 مليون تغريدة يومياً، والانستجرام يستخدمه 300 مليون مستخدم، حيث إن 70 مليون صورة ومقطع مرئي يتم إرسالها يوميا عبر الانستجرام، أما عن يوتيوب فإن 100 ساعة فيديو ترفع كل دقيقة و6 بلايين ساعة تشاهد كل شهر.

خطر كبير

وقال أمين عام المؤتمر علي بن راشد المطاعني في كلمته بالمؤتمر إنه في ظل التطور التكنولوجي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي يواجه مجتمعنا العماني الإشاعة بأنواعها، والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا يتمثل في تبادل المعلومات والبيانات بصورة خاطئة ومسيئة للفرد والمجتمع، وتثير الكثير من المغالطات والممارسات غير الإيجابية التي تتطلب الحد منها، وتوعية المجتمع بخطورتها.
وعرّج المطاعني في كلمته على خطورة الإشاعة على الفرد والمجتمع، والتي لخصها بأنها سبب في تخويف الناس وترويعهم، وتسبب خسائر اقتصادية ومادية، وأيضا تسبب إشغال الناس وصرفهم عن أعمالهم، والافتراء والكذب وسوء الظن بالناس، والتشهير بالشخصيات.
كما تحدث المطاعني عن دور الجهات الحكومية للحد من الإشاعات وهي ‏سرعة الرد على ما يثار من إشاعات، وكذلك التوعية‏ بخطورة الإشاعات على الفرد والمجتمع، وزيادة تدفق البيانات والمعلومات والارتقاء بالأجهزة الإعلامية والتواصل الاجتماعي لدى الجهات الحكومية والخاصة، وتعيين متحدث رسمي للتواصل معه من قبل وســــائل الإعلام، والملاحقة القانونية لمروجي الإشاعات.

المتحدث الرسمي

وعن أهمية تفعيل المتحدث الرسمي في الجهات الحكومية قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان والخبير الاقتصادي أحمد الهوتي لـ «الشبيبة»: نطالب الجهات الحكومية منذ سنوات أن تكون قريبة من الإعلاميين، وأن ترد بشكل سريع عليهم، ولكن للأسف إلى الآن يعاني الإعلاميون كثيرا من هذه المسألة وبخاصة أيام الإجازات، وإن الوقت قد حان أن يكون هناك ممثلون للجهات الحكومية، وتكون أرقامهم واضحة ومن السهولة الوصول إليها.
وأضاف أن الاقتصاد وبخاصة المؤسسات المالية تتأثر بشكل كبير من الشائعات وخاصة المنظمة فبعضها يأتي من خارج البلد والبعض الآخر من الداخل، وبعض المؤسسات كالأسواق المالية لديها بعض القنوات الجديدة للترصد والرد سريعا، ولكن هنالك شركات في القطاع الخاص لا تملك هذه الأدوات وهذه الآليات فبالتالي تحتاج إلى وقت طويل لكي تستطيع الرد، وفي هذا الوقت تتكبد هذه المؤسسات الكثير من الخسائر، ناهيك عن السمعة التي تخسرها، كما أن نشر الإشاعات مسألة أخلاقية تتطلب من الجميع تحري الدقة قبل نشر الشائعة.
وأوضح الهوتي أن الطريقة المثلى للتصدي للإشاعات هي تقويم ســلوك المستخدمين، وهي مســـألة صـــعبة جدا وأعتقــد أنه لابد أن تتضافر الجهود من خلال المـــدارس والكلــيات ونشر الوعي بين الناس وعرض الآثار السلبية التي تحدث للمؤسسات والأشــخاص نتيجـــة هذه الممارسات.

تقوية مصادر الأخبار

وعلى هامش المؤتمر تحدث عضو هيئة التدريس بجامعة السلطان قابوس عبدالله البحراني بالقول: لا نستطيع أن نتابع الإشاعات التي تنشر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة إلا من خلال تقوية مصادر الأخبار الأساسية، وعدم وجود المؤسسة في وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى نقص المعلومة، وبالتالي ظهور الإشاعات، وإذا ما ظهرت الإشـــاعة تكون عمـــلية الرد من الجهة موثوقة المصدر.
وعن اختراقات الحسابات في وسائل التواصل الإجتماعي قال: اختراقات شبكات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تكون من فراغ والسبب الرئيسي لعملية الاختراق هو المستخدم نفسه مع وجود أسباب أخرى، وأن معظم الاختراقات تتم بما يسمى بالهندسة الاجتماعية، وعملية إيقاف هذا النوع من الاختراقات في شبكات التواصل الاجتماعي تحتاج إلى ثقافة الاستخدام فقط.
وذكر الإعلامي أحمد النعماني أنه سيتم تقـــديم ورقــة عمل عن كيفية تعامل الجهات الحكومـــية مـــع الإشاعـــة واســتعراض بعض الأمثلة.

من جهته، تحدث رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس د. محمد المشيخي في كلمته بالمؤتمر حول أسباب الشائعات وقال إن أولها انعدام المعلومات، وندرة الأخبار بالنسبة للمجتمع، ومن هنا ننادي بضرورة تزويد الجمهـــور بجمـــيع الأخبار التفصــيلية والدقيقة الممـكنة حتى يكون على بيــنة ممــا يدور حـــوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله.

وأضاف أن الإشاعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية، وذلك لسهولة انطلاء الأكاذيب عليهم، وقلما يسألون عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات، فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لانتشار الإشاعات، كذلك من الأسباب أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي خاصة الواتس أب(WhatsApp) ساعد في نشر وترويج الأكاذيب، إذ تُعد هذه الوســـائل الحديثة سببا مهما في انتشار الإشاعات فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.

وأضاف المشيخي أن خطورة الإشاعات تكمن في أنها تساعد على نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره النفسي من خلال نشر الفتن وتفكك وحدة المجتمع بحيث يصبح ممزقا ومتفرقا وتضعف معنوياته، كما تؤدي الإشاعة دورا فاعلا وخطيرا في أوقات الحروب والأزمات، لأنها تثير عواطف الجماهير وتعمل على بلبة الأفكار، ولها ارتباط وثيق بالدعاية الســوداء، ومن هذا المنطلـــق نأمل أن تعمل الجهات الرســـمية التي تدرك خطورة الإشاعات وتأثيرها على الناس على نشر الحقائق والأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة دون تأخير أو تعتيم إعلامي غير ضروري وذلك حتـــى يتم تجنـــب التأويلات والشكوك التي تساعد على ظهور الكثير من الإشاعات.
وفي كلمة بالمؤتمر لرئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية للعلاقات العامة/‏‏ فرع الخليج حسن الحسن قال: خلال يومين سنكون على موعد مع العديد من الأوراق والأطروحات حول سبل تفادي وتقليص تأثير الإشاعات وأخطارها في مختلف قطاعات الأعمال والمؤسسات، حيث يُسلط الضوء من خلال هذا المؤتمر على أحد أهم التحديات التي تتطلب من مسؤولي العلاقات العامة نقاشها ودراستها وبحث أفضل وأحدث السبل ليس فقط في التصدي لها بل تفاديها والحد من انتشارها وذلك هو الجزء الأهم في هذا في المجال، وتكمن قدرة العلاقات العامة في هذا المجال ليس فقط في طريقة التصدي أو التعامل مع الإشاعات بل في طريقة تفادي ظهورها والحد من انتشارها في مهدها.
وأضاف: لطالما تعلق نجاح مهنة العلاقات العامة بالجاهزية والاستباقية في التصدي للتحديات التي تواجه المؤسسات في جميع القطاعات، وإن سلاح وفيروس الإشاعات ليس وليد الحاضر ولطالما تم استغلاله في الحروب السياسية والاقتصادية وكذلك الشخصية، إلا أن خطورته تعاظمت في الوقت الحاضر وذلك لسرعة انتقال الإشاعة وانتشارها بين مختلف الجماعات والدول واللغات بسرعة فائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وشبكات الانترنت في عالم الفضاء المفتوح وعلى مدار الساعة، وهنا يكمن التحدي لنا في العلاقات العامة وربما هو التحدي الأخطر لنا ولمؤسساتنا، وان هذا العصر الجديد من الإعلام ووسائله وادواته خلطت الأوراق ورفعت سقف التحدي هنا في العلاقات العامة. وقد أصبحت الإشاعة إحدى الوسائل والأسلحة المستخدمة في المنافسة والحروب الباردة وكذلك الحامية، ولم يعد المتلقي يعي ما هو الخبر والرأي والإشاعة فكلها ينقلها تويتر بتغريدة يصعب التحقق منها.
وذكر أن من أسباب تفشي الإشاعة وتمكنها في المؤسسات انعدام الشفافية وقلة التواصل الفعال مع الجمهور المستهدف مما يشكل بيئة خصبة لبعث الشائعات وانتشارها، حيث يأتي توقيت هذا المؤتمر وبرنامجه الثري ليتيح لنا التعرف عن قرب وعمق على المستجدات في عالم الإشاعة وأساليبها وطرق التصدي لها بحنكة وحكمة.
وأشار إلى أن الجمعية الدولية للعلاقات العامة/‏‏ فرع الخليج تدعو جميع المؤسسات في مختلف القطاعات والمهنيين في إدارة العلاقات العامة والاتصال الى التشبث بقيم المهنة ومبادئها بفتح قنوات الاتصال الداخلي في المؤسسات والخارجي مع الجمهور المستهدف وجميع وسائل الاتصال القديم والجديد خصوصاً وممارسة الشفافية كمبدأ.