لنحضر إعلاميا في جنيف

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٩/أبريل/٢٠١٩ ٠٤:٥٧ ص
لنحضر إعلاميا في جنيف

علي بن راشد المطاعني

العاصمة السويسرية جنيف إحدى أهم المدن العالمية التي تستقطب اهتماما كبيرا باعتبارها تمثل محطة الارتكاز الأولى للمنظمات العالمية المختصة بكل المجالات تقريبا، بل تكاد أن تكون أغلب منظمات الأمم المتحدة تتخذ منها مقرا لها، ومكتب السلطنة الدائم هناك أحد المقرات التي تشهد تدفقا عُمانيا متواصلا لحضور اجتماعات المنظمات الدولية الموجودة هناك، وهو ما يفرض حضورا إعلاميا فاعلا يتمثل في إنشاء ملحقية إعلامية تتفاعل مع هذا الحضور الأممي الكبير، ويعكس ما تضطلع به السلطنة في المنظمات الدولية عبر فريق إعلامي متكامل ينقل الأحداث الدولية ويسلط الضوء باهرا على الحضور العُماني في العديد من اللجان العالمية، فضلا عن توضيح مواقف السلطنة إزاء العديد من القضايا التي تُثار، خاصة وأن السلطنة تتمتع بسمعة دولية مُشاد بها أمميا وتحظى بمكانة دولية رفيعة، من الأهمية بمكان استثمارها إعلاميا، كما أن سجلها الإنساني ناصع البياض يتعيّن إبرازه كما ينبغي، إضافة لعكس مشاركات وفود السلطنة في المنظمات الدولية، كل ذلك وغيره الكثير يحتاج إلى متابعة إعلامية فاعلة.

لا شك أن هناك العديد من المنظمات الدولية المهمة كمنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية، والمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، واتحاد البريد العالمي ومقره بيرن، والمنظمة العالمية للإرصاد الجوية، ومركز التجارة الدولي أو الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، والاتفاق العام للتعريفات الجمركية، وغيرها من الاتحادات الدولية.

السلطنة لها حضورها القوي في كل هذه المنظمات الدولية ولها برامج ومجالات تعاون معها، بل إن الملفات التي تطرح وتناقش بها ذات أهمية كبيرة في إثراء البرامج الإعلامية المختلفة من خلال آلية معيّنة يمكن أن تكوّن حضورا بين وسائل الإعلام الدولية التي تحضر اجتماعات ومناقشات هذه المحافل الدولية، كما أن رفع شعار تلفزيون أو إذاعات سلطنة عُمان ضمن ميكروفونات وسائل الإعلام الدولية يعد أمرا جيدا في وسط هذه الغابة الإعلامية الدولية متشابكة الأغصان.
فالعاصمة السويسرية تعد اليوم محطة دولية بالغة الأهمية تحتاج إلى وجود إعلامي عُماني كغيرها من المدن التي لنا فيها حضور إعلامي مثل مكاتب لندن وواشنطن والقاهرة وغيرها، أو من خلال فريق إعلامي عُماني متكامل يتجدد ويتناوب سنويا لتغطية الأحداث الدولية وعمل برامج إعلامية متميزة تظهر الكثير مما يحتاج المتلقي معرفته وتقريب الصورة أكثر للمتابع عن هذه المنظمات ودورها العالمي، فضلا عن عكس ما تبذله السلطنة من جهود في هذه المنظمات.
لقد تغيّرت أدوار المكاتب الإعلامية ولم تعد مقتصرة على إقامة علاقات مع المؤسسات الإعلامية ورصد التوجهات الإعلامية فحسب، بقدر ما أمسى مناطا بها التعريف بالدولة ومكوناتها ودورها في محيطها الإقليمي والدولي.
أملنا كبير في أن يتم النظر إلى جنيف نظرة مختلفة تتناسق مع الدور الذي تضطلع به أمميا عبر احتضانها لهذا العدد الكبير من المنظمات الدولية المهمة والتي تدير آليات العمل الاقتصادي والفكري والاجتماعي والصحي والثقافي وعلى مستوى كوكب الأرض، وبالتالي فإن الوجود الإعلامي العُماني هناك له ما يبرره على كافة الصُعد والمستويات.