حماية حرف البحرين

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠١/أبريل/٢٠١٩ ٠٣:٤١ ص
حماية حرف البحرين

باميلا كسرواني
يكشف ياسر يوسف السيد، رئيس مركز الجسرة للتدريب الحرفي أبرز الحرف التقليدية البحرينية وكيفية عمل المملكة للحفاظ عليها ولتطويرها مع الأجيال الجديدة.
النقش على الجبس، صناعة آلات الطرب أو السفن أو الفخار، تصميم الصناديق المبيتة أو منتوجات النخلة.. تعرّفوا إلى أبرز الحرف والصناعات التقليدية التي تميّز البحرين والتي تعتبر انعكاساً للحضارة البحرينية ووسيلتها للتعبير عن ثقافة المجتمع ومكوّنا أساسيا لذاكرتها.
وهنا يخبرنا ياسر يوسف السيد، رئيس مركز الجسرة للتدريب الحرفي «اشتهرت مملكة البحرين ومنذ القدم بمزاولة سكانها العديد من الحرف التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالاحتياجات الأساسية للفرد في المجتمع والذي كان يعتمد على البحر والزراعة والتجارة في معاشه وتستمد خاماتها من المواد المتوفرة في البيئة». ويتابع: «لذلك، كانت الحرف البحرينية تتميز بالتنوّع للإيفاء بمستلزمات النشاطات المختلفة التي كانت تعج بها المملكة من طوال تاريخها من غوص عن اللؤلؤ، وصيد الأسماك، والزراعة، بالإضافة إلى التجارة والتي كانت مركزا حيويا في المنطقة للتبادل التجاري» مضيفاً: «وكان هناك العديد من الأسواق في المملكة تسمى باسم الحرفة مثل سوق الصاغة، وسوق التناكة، وسوق الحدادين وغيرها من الأسواق المشهورة». ويرى السيد أن الحرفي البحريني ما زال متمسكاً بآلاته وأدواته ومهارته التي ورثها من أسلافه حيث «مزجها بروح العصر وأدخل التصميمات الحديثة واستخدم التقنيات الحديثة لتطوير حرفته بما يلائم روح العصر ومتطلباته».
وبالفعل، تشتهر الحرف البحرينية بدقة صناعتها وتنوّع تصاميمها مثل صناعة السفن وصناعة الدلال والسيوف والصناديق الفخار والنقش على الجبس ومنتوجات النخلة وآلات الطرب والبشوت والنقدة والثياب النسائية والعديد من الحرف المختلفة. ويضيف السيد أن البحرين تضم اليوم الكثير من الحرف الحديثة مثل صناعات الزجاج والنحت الحديث وصناعة الورق من سعف النخيل وغيرها من الصناعات التي أدخل عليها الحرفي البحريني الهوية الثقافية لمملكة البحرين.
ويبقى أن تمسّك الحرفي البحريني بعمله ليس كافياً لا بل يحتاج إلى دعم للاستمرار؛ دعم تقدّمه المؤسسات أمثال مركز الجسرة للتدريب الحرفي. ويشرح لنا السيد أن هذا المركز الذي تأسس عام 1991 يُعنى «بإحياء الحرف اليدوية التقليدية التي هي جزء من تاريخ البلاد وتراثه». فلا شك أن الهدف الرئيسي من إنشاء مثل هذا النوع من المراكز، بحسب السيد، هو الحفاظ على هذا الموروث الشعبي والثقافي التي تتميز به المملكة وتنمية قطاع الحرف اليدوية والنهوض به ليأخذ مكانه الطبيعي في عجلة التنمية البشرية والاقتصادية المستدامة بالإضافة إلى تعزيز الصناعة السياحية في المملكة حيث تعد هذه المراكز مقصدا سياحيا مهما تتهافت عليه الأفواج السياحة. ويتابع: «المراكز الحرفية لها أدوار مختلفة: فمنها كمركز الجسرة تُعنى بالتدريب الحرفي وتشكلّ مقصداً سياحياً، وهناك مراكز كحاضنات توفّر للحرفيين مكانا لبدء العمل به، كما هناك مراكز لتسويق منتجات الحرف اليدوية يستفيد منه الحرفيون الراغبون في تسويق أعمالهم».
وبالعودة إلى التدريب الذي يوفّره مركز الجسرة، يُطلعنا السيد على مختلف البرامج المتوفرة في تخصصات عدّة. ويفصّل قائلاً: «تنقسم إلى نوعين من الدورات؛ الأولى للراغبين في اكتساب حرف جديدة وتتكوّن من مراحل عدة يتدرج فيها المتدرب إلى أن يصل لإمكانية الإنتاج ودخول السوق وتستغرق من سنة إلى سنتين على حسب الحرفة ومدى صعوبتها. أما الثانية، فهي موجّهة للحرفيين الممارسين للحرف وهي دورات تقنية مركّزة تهدف إلى تطوير مهاراتهم وتعريفهم بأحدث التقنيات الحديثة وبالتالي يملكون القدرة لتحسين إنتاجهم وتطوير وتنمية قدراتهم على الابتكار والمنافسة وبالتالي تحسين المردود المادي للإنتاج الحرفي».
تدريبات تلقى اهتماماً من الشابات والشباب البحريني لكن السيد يشير إلى أن «العنصر النسائي أكثر متابعة وإقبالا على البرامج التدريبية المختلفة حتى التي كانت حكراً على الرجال».
ويسعى مركز الجسرة للتدريب الحرفي جاهداً منذ سنوات إلى الحفاظ على الحرف التقليدية والثقافة البحرينية. ويبقى أن ما تحتاجه الدول لتحقيق ذلك، بالنسبة للسيد، هو «عمل منظومة متكاملة تشمل تنظيم القطاع الحرفي إدارياً والاهتمام بعنصر التدريب والتسويق والاهتمام بالعنصر البشري وتسهيل الإجراءات الخاصة به ونشر الثقافة الحرفية في المجتمع. ويجب العمل على هذه العناصر جنباً إلى جنب لأن أي اختلال في أي عنصر تصبح المنظومة منقوصة ولا تكتمل».

متخصصة في الثقافة والموضوعات الاجتماعية والمبادرات