ما هكذا تورد الإبل

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٣١/مارس/٢٠١٩ ١٣:٠٨ م
ما هكذا تورد الإبل

هيثم خليل
شاهد معظمنا ديربي الرياض في المملكة العربية السعودية بين فريقي الهلال والنصر وتابعنا فيما بعد ردود الأفعال من قبل الجماهير وخصوصاً جماهير الزعيم والألم الذي انتابهم بعد الخسارة وفقدان الصدارة للغريم التقليدي.
وأتذكر أنا ومن معي من الرعيل القديم وليس جيل السوشال ميديا اليوم نخبة من النجوم في الفريقين كنا نستمتع بأدائهم في المستطيل الأخضر كصالح النعيمة ويوسف الثنيان ويوسف جازع والمصيبيح وفيما بعد سامي والقحطاني في هذا الطرف وفي المقابل كان ماجد عبدالله ومحيسن الجمـــــعان وفهد الهريفي وغيرهم من النجوم الذين صالوا وجالوا وموعد اللقاء وأهميته لا تقتصر عند محبي الفريقين بالمملكة بل تعدى هذا الأمر إلى خارجها وكان الجميع منقسم بين الفريقـــــين حتى الإعلامييـــن، أقصد إعـــــلاميي ذلك الزمن الجميــــل، لأن اليوم للأسف مهنتنا أصبحت مهنة من لا مهنة له.
حتى الكتابة والمتابعة فيها اليوم الكثير من المغالطات وفي عصر الإعلام الرقمي الذي قضى تقريبا على الإعلام الكلاسيكي والصحافة الورقية بات المجال واسعا فكل ما يشهيه الفؤاد اصبح بلا تشفير فهذا «يسب» وذلك «يشتم» بلا رقيب ومعظمهم بأسماء مستعارة.
فانحرق الأخضر بسعر اليابس وما يهمني أنا شخصيا ما تعرض له الأسطورة الأمين علي الحبسي وبغض النظر عن أدائه في اللقاء فهي بالتالي كرة قدم فوز وخسارة، لكن تناسى الكثيرون ما قدمه الحبسي وهو الرقم الصعب الذي صال وجال في بلاد الضباب وكان الحارس العربي والخليجي الذي نصفق له ونفتخر بحضوره في الملاعب الخارجية ويطربنا ونحن نتابع ونتسامر خلف الشاشة الصغيرة أو حتى من خلال حضور جماهير محبة له من دول الخليج لمراقبة الحبسي وهو يطير هنا وهناك ويتصدى للكرات بقبضته ويحبط المحاولات ويتصدى لأقدام اللاعبين.
وعندما كان يغيب عن بطولات الخليج ولا يحضر فأننا نشعر بغبطة لأن البطولة افتقدت أحد فرسانها ونجومها اللامعين وارتبط مع مسيرته الطويلة ورحلة كفاحه المريرة في ملاعب النرويج وهي انطلاقته نحو الخارجية ارتبط معه عديد الصفات منها تواضعه الجم وأخلاقه الرفيعة وأدائه الخلاب فنال من قبل الجماهير المحبة له في أرجاء المعمورة لقب الأمين.
أي لاعب كرة حتى مارادونا وميسي وبوفون وشوماخر ودينو زوف وكريستيانو تراهم في القمة وفي بعض الأحيان في القاع.
الحبسي أسطورة الحراسة الخليجية تعرض للكثير من التجاوزات من خلال مواقع التواصل وهو لا يستحق هذا فتذكروا محاسنه وصولاته وأنا اعرفه جيداً أنه لا يأبه لأنه من الفرسان الشامخين وكبريائه يمنعه من النزول لمستويات بعض المنتقدين الذين صبوا جام غضبهم عليه بسبب أخطاء في المباراة ترافق كبار الحراس في العالم ولا يمكن أن نمحي تاريخ نجمنا الكبير بـ«أستيكة».
هذا الحبسي الذي كنتم تتغنون به ونحن نسمع الأهازيج على المدرجات بالأمس القريب، فليس من الشيمة أن تنعتوه بأوصاف لا تليق بهذا الرجل الذي أدخل الابتسامة للصغير قبل الكبير.
وسيبقى الحبسي الحارس الأمين الذي قدم الكثير وفي جعبته أكثر من ذلك، فلا يجب أن يعامل بهذه الطريقة بعد مشوار طويل لم يستطع أي من منتقديه أن يحققه، لذلك من السهولة في عصر «التكنولوجيا» اليوم أن نتجاوز على الرموز في الرياضة، في الدول المتقدمة عندما يكبر النجم يدعموه.