"السلام".. وجذب الاستثمارات الى السلطنة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
"السلام".. وجذب الاستثمارات الى السلطنة

محمود بن سعيد العوفي
alaufi-992@hotmai.com

يتساءل الوسط المحلي المهتم اقتصاديا، هل ستجلب طيور السلام الاستثمارات الى أرض عمان؟، نظرا للجهود التي تقدمها للمجتمع الدولي، في الوقت الذي تسعى السلطنة إلى تنويع مصادر دخلها، في إطار رؤية شاملة توازن بين الواقع والمأمول لشحذ الهمم لبذل المزيد من الجهد خلال الفترة المقبلة.
لقد جسدت استراتيجية نهج السلام في السلطنة جوهر الممارسة السياسية لمولاي جـلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه -، كقيمة عليا منذ أن أشرق فجر مسيرة النهضة المباركة، باعتبار أن السلام جزء لا يتجزأ، من منظومة التنمية الوطنية الشاملة في البلاد، وبفضل توجيهات جـلالتـه وايمانـه العميق بالسلام، امتلكت عمان القدرة والشجـاعة ليس فقط على التعبير بكل الوضوح والصراحـة عن مواقفها ورؤيتها حيال مختلف المواقف والتطورات في الساحة الإقليمية والدولية، بل عملت ايضا بجد والتزام من اجل وضع ذلك موضع التنفيذ في علاقاتها مع الدول الأخرى، في اطار الثوابت التي أساسها الدعوة إلى السلام والوئام، والتعاون الوثيق بين سائر الأمم، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها.
وقد أكد جلالته في إحدى خطاباته إن من أوجب الواجبات أن تعمل الدول على محاربة الظلم والاستبداد وعلى التصدي لسياسات التطهير العرقي، وامتهان كرامة الانسان، وعلى مجابهة احتلال أراضي الغير، وإنكار حقوقه المشروعة، وان تسعى إلى اقامة ميزان العدل انصافاً للمظلومين، وترسيخاً للأمن والسلام والطمأنينة في مختلف بقاع الأرض، وعلى ذلك اصبحت عمان رمزا عالميا للسلام.
إن العمل التي تقوم به السلطنة من أجل السلام تسعى الى تعميقه وتوسيعه، بلغة الحوار السليمي بين الاطراف المتنازعة، وقد نجحت في ذلك والحمد لله، وهي بلا شك مستمرة في هذا الشأن بدون ملل أو كلل، وبدون أن تترك لليأس مكانا، وتسير في هذا الاتجاه بخطى ثابتة ايمانا منها بأن ثقافة السلام هي أسس البقاء والاستمرار والالتقاء والتطور.
وبفضل رجل السلام مولاي جلالة السلطان المفدى - حفظه الله ورعاه - تمكنت السلطنة من ترسيخ صورتها كنموذج للهدوء والاستقرار، وصوت للسلام يستمد قوته من اعتداله ووسطيته في المحيطين الإقليمي والدولي.
ان حرص القيادة الرشيدة على تعزيز مكانة السلطنة الاقليمية والعالمية في مختلف المجالات لا سيما في نشر السلام وحل القضايا الشائكة، وراء ما نعيشه من استقرار اجتماعي واقتصادي الأمر الذي ساهم في رفع شعور المستثمر الاجنبي بالطمأنينة والثقة واصبحت عمان ارض خصبة لجذب الاستثمارات لرفد اقتصادها الوطني بالشركات الكبرى، وفق رؤية واستراتيجية ثابتة ومستقرة لها بعد نظر لمستقبلها الاقتصادي المنظور.
فمن الأهمية بمكان أن تستفيد السلطنة اقتصاديا من جهود السلام الكبيرة التي تقوم بها في المنطقة، ولله الحمد مجتمعنا مستقر على قلب رجل واحد للعمل من أجل عمان الابية وتقدمها وازدهارها، وبالتالي علينا ان نعمل ونجتهد كلا في مجاله حتى نحافظ على تقدمنا وتصدرنا في كل شيء لنعزز مكانة بلادنا بين دول العالم.

وندعو الله تعالى ان يحفظ باني عمان الخير ويمنحه الصحة والعافية والعمر المديد، ويرجعه للوطن سالما.