ناصر اليحمدي
مؤخرا اختارت الجامعة العربية وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط أمينا عاما بإجماع الأصوات خلفا لسابقه نبيل العربي الذي رفض الترشح لفترة جديدة ويصبح بذلك أبو الغيط الأمين الثامن لبيتنا الكبير .. وهذا يقودنا لتساؤل ماذا يستطيع أبو الغيط أن يقدم لجامعة الدول العربية وهل يستطيع حل الملفات الساخنة التي تمتلئ بها أدراج مكتبه الجديد ؟.
بالتأكيد الجميع يحلم أن يستطيع الأمين العام الجديد أن يدخل الجامعة العربية مرحلة جديدة تتمكن خلالها من استرداد مكانتها الدولية وأن يصبح لها كلمة مسموعة في الأروقة العالمية .. إلا أن الواقع لا يبشر بخير فالتحديات كثيرة والأوضاع متأزمة بشدة والرغبة في الوحدة لم تعد موجودة.
للأسف دور الجامعة العربية أصبح مفقودا وليس له أي تأثير على المستوى الدولي أو حتى العربي .. لدرجة أنها أصبحت منظمة صورية أو قيمة رمزية ومنصب الأمين العام صار شرفيا وبلا صلاحيات تذكر .. فاجتماعاتها سواء على مستوى القمة أو الوزراء لم تعد تخرج بقرارات حاسمة تغير الواقع وجميع بياناتها تضم الجمل الرصينة التي لا تظهر سوى جمال اللغة العربية وأقصى رد فعل فيها شجب وإدانة .. وتحولت لمؤتمرات التقاط الصور وإلقاء الخطب الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم يستطع الأمناء السابقون إحراز إنجاز يحسب للجامعة اللهم إلا النذر اليسير الذي يقلل الخسائر ولا يحقق مكاسب.
بالتأكيد الأمين لن يستطيع تحقيق أي إنجاز بدون مساعدة كافة الأعضاء الذين لديهم كم كبير من الخلافات والاختلافات في وجهات النظر والتي لا تسمح بالخروج بقرار حازم وحاسم .. فكانت النتيجة تدهور الأوضاع في البيت الكبير وتفريغها من مضمونها الذي أنشئت من أجله.
إن المتأمل لحال الجامعة العربية يجد أنها شاخت وبحاجة إلى إصلاح استراتيجي شامل وتغيير جذري يقلبها رأسا على عقب حتى تستطيع أن تفي بتطلعات وآمال الشعوب العربية التي أصابها اليأس من تحقيق الوحدة بين الأشقاء أو أن يكون لها تأثير على المجتمع الدولي ..فالشعوب من المحيط إلى الخليج لا يهمها اسم الأمين العام بقدر الدور الذي يقوم به من أجل تقليل الفجوة بين الدول الأعضاء واقتحام أزماتها ومعالجتها من الجذور وليس تناول قشورها فقط.
ندعو الله أن يضفي أحمد أبو الغيط على الكرسي الجديد حيوية ويتمكن من استعادة مكانة الجامعة وقيمتها الحقيقية ويعيد لها دورها الغائب والمفقود واستخراجها من حالة العجز الذي تعاني منه وأن يستطيع لم شمل العرب حول كلمة ورؤية واحدة .. فالمنصب يجب أن يتعدى العلاقات العامة ومكافأة نهاية الخدمة والتعامل بدبلوماسية إلى قيادة التطلعات والآمال والدفع بها نحو التحقيق في خضم التحديات التي تحدق بالأمة من كل صوب وحدب.
الآن يحمل أبو الغيط هموم 22 دولة عربية فهل ينجح في تخفيف هذه الهموم وحل المشاكل والأزمات التي تمر بها تلك الدول والتقريب فيما بينها وتوحيد رؤاها تجاه القضايا المختلفة؟ .. نتمنى.
لماذا لا تكون "ساعة الأرض" أكثر من 60 دقيقة ؟
شاركت مسقط أكثر من 180 دولة وأطفأت الأنوار والأجهزة غير الضرورية لمدة ساعة كاملة وذلك احتفالا بـ "ساعة الأرض" كنوع من التعبير عن أهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث والتعرف على قيمة الترشيد في استهلاك مصادر الطاقة المختلفة في ظل تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري وما تسببه من تغير مناخي يهدد كوكب الأرض وكافة سبل الحياة عليه والتي تتطلب موقفا حازما يوقفها عند حدها وينقذنا من الخطر الذي يتهددنا.
إن إجماع أكثر من مؤسسة ومنزل ودولة حول العالم على إطفاء الأنوار وترشيد استهلاك الطاقة سيساعد الأرض على العودة لسابق عهدها من نقاء ويخفف من حدة التلوث الذي يفتك بغلافها الجوي .. ولأن ساعة في السنة ليست كافية لإنقاذ الأرض نتمنى لو أن هذا التقليد تم اتباعه مرة في الأسبوع أو حتى مرة في الشهر فيتم إطفاء المصابيح والأجهزة لمدة نصف ساعة أو حتى 10 دقائق والعيش على ضوء الشموع فهذا سيشكل فرقا شاسعا بالنسبة للكوكب الأزرق ويساعده على إكمال المسيرة والحفاظ على البقية الباقية فيه حتى النهاية فيصل للأجيال القادمة وهو متعاف وصحي.
لاشك أن ما حدث لكوكب الأرض من تغير بفعل الإنسان والأنشطة الصناعية التي تسبب انبعاثات كربونية ضر بالتركيب الكيميائي للغلاف الجوي وهو ما ينذر بحدوث كوارث طبيعية يدفع ثمنها الإنسان نفسه.
آن الأوان لاتباع أنماط حياتية جديدة صديقة للبيئة تساعد على تحسين حالة المناخ مرة أخرى يأتي على رأسها اتباع إرشادات السلامة الصحية بوضع الفلاتر على مخرجات المصانع وغيرها من تدابير واحترازات كذلك باللجوء لوسائل الطاقة المتجددة والنظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها والتي لا تسبب أي تلوث للبيئة وفي ذات الوقت تحقق للإنسان ما يصبو إليه من الحصول على طاقة تستطيع تشغيل الأجهزة المختلفة.
لقد أثبت بحث أجرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة مؤخرا أن مضاعفة دول العالم لاستخدام الطاقة المتجددة وإيصالها إلى نسبة 36% بحلول عام 2030 سيوفر على الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 4,2 تريليون دولار في العام أي أن استخدام الطاقة النظيفة كله منافع فهو يحمي الأرض من التلوث ويقلل من مخاطر الاحتباس الحراري ويحافظ على صحة الإنسان وينقذ الاقتصاد من الانهيار ويساعده على التعافي.
لابد أن نستغل الفعاليات المشابهة لساعة الأرض لحث شعوب العالم على دعم الكوكب الذي نعيش فيه والحفاظ على البيئة من التلوث والحد من انبعاثات الكربون التي تضع الأرض على صفيح ساخن والاعتماد بصورة أكبر على مصادر الطاقة المتجددة .. فتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وما يتبعها من كوارث طبيعية تستوجب سرعة التحرك لإنقاذ الأرض قبل أن نندم في زمن لا يجدي فيه البكاء على اللبن المسكوب.
* * *
حروف جريئة
تراجع الإنفاق الحكومي بمعدل ملياري ريال ما بين عامي 2014 و2016 دون المساس بالمستوى المعيشي اليومي للمواطن يبرهن على نجاح السياسة الحكيمة التي تستطيع تحقيق التنمية البشرية والمادية في آن واحد.
رغم الإعلان عن تجميد مشروع السكك الحديد الذي يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي إلا أن بلادنا ماضية قدما في تنفيذ المشروع على المستوى الداخلي بحيث يربط بين الموانئ التجارية ومختلف المناطق الداخلية .. هذا قرار حكيم وصائب فهكذا يكون تشجيع الاستثمار وتوفير الراحة للمواطن والمستثمر.
سحبت روسيا أغلب قواتها من سوريا ثم تبعها مقاتلو حزب الله .. نتمنى أن تنسحب كل القوات الأجنبية من الأراضي السورية لتترك الأمر للسوريين يقررون مصيرهم كما يشاءون وبما يحقق مصلحة البلاد العليا.
مبادرات كثيرة ظهرت للحث على القراءة ومنها مبادرة أعجبتني وهي "دليفري الكتب" على غرار دليفري الطعام والتي أطلقت في العديد من الدول العربية .. فلماذا لا تعمم هذه الفكرة ونستطيع طلب كتاب دليفري يصلنا حتى المنزل عل هذا يشجع البعض على القراءة ويعيد للكتاب الورقي مكانته التي يستحقها.
نشأنا ونحن نسمع مقولة "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" وكان يطلب منا دائما أداء المهام بأسرع ما يمكن وقبل وقتها إن أمكن .. هذا المفهوم دحضه مؤخرا بعض الباحثين البريطانيين حيث اكتشفوا أن تأجيل المهام يقود إلى المزيد من الابتكار والإبداع .. ترى أيهما أصوب تأجيل أم أداء المهام في وقتها ؟.
* * *
مسك الختام
قال تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".