تعزيز التأمينات الاجتماعية مطلب أساسي

مؤشر الأحد ٢٤/مارس/٢٠١٩ ٠١:٤٥ ص
تعزيز التأمينات الاجتماعية مطلب أساسي

إن أهمية تعزيز ثقافة التأمينات الاجتماعية بين موظفي القطاع الخاص ودور المؤسسات في هذا الجانب من خلال التعاون مع الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية وأهمية أن يتعرف الموظف على حقوقه والتزاماته والمميزات والتسهيلات التي يحصل عليها الموظف من الاشتراك في التأمينات يعد أمر في غاية الأهمية لضمان مستقبل الموظف وأسرته على المدى البعيد وأيضا ضمان حياة كريمة وهادئة خاصة عند مرحلة التقاعد أو الشيخوخة وكذلك في حالات المرض او العجز لأي سبب من الاسباب وفي حالة الوفاة لا قدر الله، كل هذه الأمور وغيرها تجعلنا نؤكد على تعزيز ثقافة التأمينات الاجتماعية وحرص الجميع على الاستفادة من الانظمة التأمينية التي تقدمها الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والتي تلعب دورا مهما في هذا الجانب منذ تأسيسها في عام 1991، فالمتتبع لعمل الهيئة طوال السنوات الماضية يتضح انها حققت العديد من النجاحات والانجازات لعل اهمها تعزيز اهمية التأمينات بين موظفي القطاع الخاص وشرح فوائده وايجابياته وايضا التعريف بقانون التأمينات وواجبات كل طرف ولقد قامت الهيئة بدور كبير في هذا الجانب خاصة لإقناع الشركات والمسؤولين عن هذا القطاع فقد تابعت طوال السنوات الماضية وحضرت العديد من اللقاءات والندوات التي تطرقت الى اهمية التأمينات ليس للموظف فقط وانما للشركات والمؤسسات ودور ذلك في استقرار الموظف في القطاع الخاص الذي كان يشهد في بداية التسعينات العديد من التحديات المتعلقة باقبال المواطنين للعمل في هذا القطاع وايضا ما يتعلق بالرواتب والامتيازات وغيرها من التحديات التي اصبحت اليوم والحمدلله من الماضي.

تشير احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ان عدد الموظفين المؤمن عليهم في الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية وفي شركة تنمية نفط عمان وصلوا الى أكثر من 240 الف موظف بنهاية شهر يناير 2019 وهذا رقم يؤكد نجاح خطط الهيئة في هذا المجال وهو مؤشر ايجابي يعكس ان التأمينات مطلب اساسي ويساهم وبشكل كبير في استقرار الموظف واقبال المواطنين للعمل بالقطاع الخاص وبلاشك ان هذا العدد الكبير من المؤمن عليهم يدل على ان الشركات والمؤسسات اصبحت لديها قناعة بأهمية التأمينات ودورها في ضمان مستقبل الموظف، وبالتالي فان المرحلة الحالية والمستقبلية تحتاج الى تعزيز الشراكة بين هذه المؤسسات والشركات والهيئة وخاصة بعض الشركات التي وللأسف لاتزال تتهرب من الاشتراك في التأمينات بطرق مختلفة او في بعض الاحيان عدم دفع قيمة الاشتراك او التأخير في الدفع وهذا يؤثر على عمل وتطوير البرامج في الهيئة التي تعتمد كثيرا على الدخل من الاشتراكات وايضا من استثمارات الهيئة، فكلما عززنا هذه الشراكة كلما كان المردود اكبر ويعود بالمنفعة للجميع، كذلك فيما يخص التأمين على العاملين في الاعمال الحرة وسائقي الأجرة ومن يعمل في المقاولات وفئات الصيادين والمزارعين وغيرهم كلهم مدعوين للاشتراك في التأمينات بعد ان قامت الهيئة بفتح المجال لهم وهذه فرصة كبيرة خاصة للصيادين والمزارعين من اجل ضمان مستقبلهم وضمان مستقبل اولادهم، حيث يعمل العديد من المواطنين في هذه المهن فالاشتراك في التأمينات له مكاسب عديدة من بينها توفير العلاج عند المرض او الاصابة اثناء العمل او الاستفادة من مبلغ التقاعد كراتب شهري او العجز لاي سبب من الاسباب، لذلك فان التفكير وسرعة الاشتراك في التأمينات مطلب مهم واساسي خاصة في هذه الاوقات فمبلغ الاشتراك الذي يدفعه الموظف او العاملين في الاعمال الحرة شهريا يساهم وبشكل كبير في ضمان حياة كريمة ومستقرة لهم ولعائلاتهم.

إننا نأمل من كافة الاطراف التعاون في تعزيز عمل الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية فهذه المؤسسة تأسست من اجلنا ولمستقبلنا وهناك العديد من الفوائد والمزايا التي يمكن للموظف الاستفادة منها وخاصة لصغار الموظفين، فالمبادرة بالتسجيل من الامور المهمة في المرحلة المستقبلية وخاصة للفئات التي تم ذكرها في مقدمة المقال فالفرصة سانحة للجميع للاشتراك، كما أننا نامل ايضا من الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية مواصلة تعزيز الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص والاستمرار في التعريف بمزايا وفوائد التأمينات الاجتماعية وخاصة للعاملين في بعض القطاعات مثل المقاولات فهناك العديد من العمانيين غير مؤمن عليهم حتى الان في هذا القطاع وايضا العاملين في الاعمال الحرة وايضا الصيادين والمزارعين، حيث يتطلب وضع برنامج توعوي لهم وحثهم على الاشتراك فالخطط التوعوية يجب ان تستمر طوال العام او على الاقل بين فترة واخرى و في كل مرة يجب استهداف فئات معينة، كذلك نأمل من المعنيين في الهيئة دراسة تطوير المزايا الحالية في التأمينات لتواكب المستجدات وايضا تعزيز استثمارات الهيئة فرغم انها تعد من الاستثمارات الناجحة في الوقت الحالي وتحقق مردود مالي ممتاز الا انه يجب البحث عن فرص استثمارية جديدة والتفكير باستمرار في تعزيز هذه الاستثمارات وعدم الاكتفاء بالنجاح الحالي، فالتحديات متعددة وعلينا الاستعداد لها، نتمنى ان تشهد المرحلة المقبلة طرح مبادرات وبرامج ومزايا تأمينية جديدة تساهم في تطوير التأمينات الاجتماعية وتجعلنا كموظفين سعداء بغد أفضل.

عيسى المسعودي

Ias1919@hotmail.com