"داعش" يتكبد خسارة كبرى في تدمر

الحدث الأحد ٢٧/مارس/٢٠١٦ ٢٣:١٠ م
"داعش" يتكبد خسارة كبرى في تدمر

تدمر – ش – وكالات
استعاد الجيش السوري بدعم روسي يوم أمس الأحد السيطرة الكاملة على مدينة تدمر بعد أن طرد عناصر تنظيم داعش المتطرف الذين كانوا يستولون على المدينة الأثرية بوسط سوريا منذ حوالي السنة، محققا بذلك انتصارا استراتيجيا ورمزيا للحكومة السورية.

سيطرة كاملة
وقال مصدر عسكري لمراسل وكالة فرانس برس من تدمر بعد معارك عنيفة طيلة الليلة (الفائتة) يسيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على كامل مدينة تدمر بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية". وأضاف أن المتطرفين "انسحبوا من المدينة".
وبدأت القوات السورية مدعومة بالطيران الروسي وقوات خاصة روسية ومقاتلي حزب الله اللبناني، في السابع من مارس هجومها لاستعادة تدمر من تنظيم داعش.
وكان التنظيم المتطرف سيطر منذ مايو 2015 على المدينة المعروفة بآثارها ومعالمها التاريخية وادرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحتها للتراث العالمي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "عناصر التنظيم انسحبوا بأوامر من قيادتهم في الرقة" شمال سوريا. وأضاف مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من المصادر في جميع انحاء البلاد أن "قوات النظام والمسلحين الموالين لها سيطرت على كامل المدينة صباح الأحد".
وأوضح إنه "تبقى عدد من عناصر تنظيم داعش الذين رفضوا الخروج من المدينة". وهو أهم انتصار تحققه القوات الحكومية في مواجهة تنظيم داعش منذ تدخل روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية، في نهاية سبتمبر 2015.

أكبر خسارة لداعش
وقال عبد الرحمن إن "معارك تدمر التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 من تنظيم داعش"، مؤكدا "أنها أكبر حصيلة يتكبدها داعش في معركة واحدة منذ ظهوره" في أوج النزاع السوري في 2013. وأضاف ان "ما لا يقل عن 180 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا" في هذه المعارك ايضا.
وبحسب قناة روسيا اليوم، فإن المعركة كبدت داعش خسائر كبيرة حيث قتل من عناصر التنظيم 450 مسلحاً خلال معارك الأيام الأخيرة، ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الوطني قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم “داعش” في مدينة تدمر ودمرت آخر أوكارهم فيها.
وكان مصدر عسكري سوري صرح لفرانس برس أمس الأول أنه إذا انتصر الجيش السوري فأنها "ستكون أول هزيمة لداعش على يد الجيش السوري". وأضاف أن "كل المعارك التي دارت قبلا بين الجيش السوري وتنظيم داعش كانت محدودة ولم تكن معارك ذات اهمية كما لم تأخذ بعدا استراتيجيا"، مؤكدا أنه "إذا انتصر الجيش فانه يكسب الثقة والمعنويات ليحضر نفسه لمعركة متوقعة في الرقة بعد اكتسابه الخبرة من معركته في تدمر مع داعش".
وقال المصدر العسكري أمس الأحد إن مقاتلي تنظيم داعش "انسحبوا باتجاه السخنة والبعض باتجاه الرقة ودير الزور" معاقلهم في شمال وشرق سوريا. وتابع أن الجيش السوري استعاد صباح أمس الأحد أيضا المطار العسكري الواقع في جنوب شرق تدمر من تنظيم داعش.

تفكيك الألغام
وأكد أن "وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية" التي تحتوي على كنوز دمر هذا التنظيم المتطرف جزءا منها.
ومنطقة المواقع الأثرية مهجورة تماما لأن لا أحد يجرؤ على المغامرة بالتوجه إليها بسبب الألغام التي زرعها المتطرفون وبسبب سهولة استهدافها برصاص القناصة، بحسب مراسل لفرانس برس.
وقال عبد الرحمن "أنها هزيمة رمزية لتنظيم داعش تشبه تلك التي واجهها في كوباني" المدينة الكردية التي طردت القوات الكردية المتطرفين منها بمساندة طيران التحالف الذي تقوده واشنطن.

خسارة البادية
وقال رامي عبد الرحمن إنه بخسارته تدمر "يخسر تنظيم داعش البادية السورية الكبرى"، وبات يمكن للقوات السورية التقدم باتجاه الحدود مع العراق التي يسيطر المتطرفون على جزء كبير منها.
وفي العراق حيث يخضع التنظيم للضغط ايضا، تنوي وزارة الدفاع الأمريكية تعزيز دعمها للقوات الحكومية التي بدأت مؤخرا عملية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل المعقل الرئيس للمتطرفين في شمال البلاد.
فقد اعلن رئيس اركان الجيوش الأمريكية الجنرال جو دانفورد في واشنطن الجمعة، ان وزارة الدفاع الأمريكية تنوي "خلال الاسابيع القليلة المقبلة" تقديم اقتراحات إلى الرئيس باراك اوباما لتعزيز الدعم العسكري الأمريكي للقوات العراقية.
وأضاف أن المطلوب خصوصا تحديد ما يتوجب إرساله "لتسهيل" استعادة الموصل من قبل القوات العراقية من مسلحي تنظيم داعش. وتبدو القوى الكبرى مصممة على القضاء على تنظيم داعش الذي تبنى اعتداءات بروكسل (31 قتيلا و340 جريحا) بعد اربعة اشهر على اعلان مسؤوليته عن اعتداءات باريس.
وارتكب التنظيم المتطرف فظائع في المنطقة التي سيطر عليها ودمر آثارا مهمة في المدينة بينها معبدي با وبعل شمين بتفجيرهما. وفي سبتمبر الفائت قام بتدمير اضرحة برجية في المدينة قبل ان يهدم قوس النصر الذي يشكل رمز هذه المدينة التي يبلغ عمرها اكثر من الفي عام.
وقبل النزاع في سوريا الذي بدأ في 2011، كان اكثر من 150 الف سائح يزورون هذه الواحة الواقعة في البادية على بعد 210 كلم شمال شرق دمشق.
واشادت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا الخميس بالهجوم الذي يشنه الجيش السوري لاستعادة تدمر. وقالت "منذ عام، اصبح نهب تدمر رمز التطهير الثقافي الذي يضرب الشرق الأوسط".