السلطنة شريك لـ «بورصة برلين»

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٨/مارس/٢٠١٩ ١٢:٤٢ م
السلطنة شريك لـ «بورصة برلين»

علي بن راشد المطاعني
يشكل اختيار السلطنة شريكا رسميا لبورصة برلين أكبر معرض للسفر والسياحة في العالم تتويجا موفقا لجهود الترويج للقطاع السياحي وخطوة مهمة لدفع آليات التعريف بمقومات السياحية على اختلافها وعلى نحو أوسع عبر الشراكة مع أكبر بورصات السياحة في العالم، الأمر الذي يتطلب الاستفادة من هذا الحدث وتجويد المشاركة الفاعلة فيه والارتقاء بمستويات العروض بشكل يعكس -بفاعلية- ما تزخر به السلطنة من إرث حضاري وتراث وطبيعة متنوعة، ودماثة وبشاشة وسماحة كسمات مميزة لأخلاق الشعب، مزدان بترحاب فطري للضيوف والزوار كقيم فطرية باتت عنوانا لعُمان وأهلها على مر العصور والأزمان. ‏وكذلك الاهتمام من كافة الجهات الحكومية والإعلامية لما فيه صالح هذا الوطن.

إن اختيار السلطنة كشريك رسمي لبورصة السياحة يُعد في حد ذاته تطورا نوعيا على العديد من الأصعدة والمستويات، لما لهذا الحدث من أهمية غدت الآن تاريخية، ويمكننا أن نؤرخ بها ولها، وباعتباره قد تزامن مع شعار (السياحة في عُمان عنوان الجمال) وهو حدث سيكسب السلطنة نقلة نوعية تعريفية في المحافل السياحية الإقليمية والدولية وسيتيح لنا الولوج لأكبر الأسواق السياحية في العالم ودفعة واحدة.

المعرض يضم أكثر من 180 دولة وأكثر من عشرة آلاف عارض لشركات سياحية أو منشأة فندقية، بل يُعد أكبر ملتقى لصناع السياحة في العالم وتحضره كبريات الشركات السياحية التي تدير السياحة في العالم والتي ترفع توقعاتها وتخفض ترموميتر التوجه السياحي العالمي.
وعلى بورصة برلين للسياحة تتسابق أكثر من 180 دولة لخطب ود اللجنة المنظمة ولتبذل لها ما يقنعها باختيارها لتغدو شريكا رسميا، غير أن المسألة ليست بالسهلة فهناك معايير بالغة الصعوبة والتعقيد يتعين اجتيازها حتى يتسنى الوصول لفراديس الاختيار، وهذا ما أفلحت السلطنة فيه من خلال ما تملك بطبيعة الحال.
فصفة الشريك الرسمي تعني أن البورصة والجهة المنظمة للحدث ملتزمة أن تكون كل مطبوعاتها وملصقاتها وحساباتها ومواقعها الإلكترونية ، فضلا عن تخصيص مساحات في قاعاتها وردهات وواجهاتها للدعاية والإعلان للحدث وإتاحة المجال لتقديم العروض الفنية في حفل الافتتاح وأثناء أيام المعرض الخمسة للحضور من مختلف دول العالم ما يزيد من فرص التعريف والترويج لما نتطلع أن يعرفه العالم جميعه ومن أقصاه إلى أدناه.
فهذا الحدث ‏السياحي غير العادي الذي تقام فعالياته في 30 قاعة لكل دول العالم تعرض فيه مكنوناتها السياحية وتتبارى في تقديم تسهيلاتها وحزمها السياحية المختلفة والجاذبة لاقتناص السوانح والفرص المواتية، وذلك يعني أن كافة الجهات المعنية بالجوانب السياحية عليها ومن الآن شحذ الهمم والاستعداد لتقديم عصارات ورحيق جهودها، فالمسألة مرتهنة باسم (سلطنة عُمان) وجميعنا يعلم يقينا ماذا يعنى هذا الاسم.
إن هذه الخطوة تأتي متواكبة مع التطورات التي يشهدها القطاع السياحي في السلطنة سواء من حيث تزايد المنشآت الفندقية نتيجة للاستثمارات الحكومية والقطاع الخاص في هذا القطاع الحيوي أو التسهيلات التي وفرتها الحكومة لدخول السياح وغيرها من المستجدات التي تتطلب ترويجا فاعلا وكاسحا يسهم في رفد القطاع السياحي باعتباره المحرك الرئيسي للقطاعات الاقتصادية الأخرى والمحفز للأنشطة التجارية والمستوعب الأكبر للقوى العاملة على اختلاف مستوياتها.
نأمل من كافة الجهات ذات العلاقة الاستفادة المثلى من هذه الشراكة الرسمية مع بورصة برلين واستثمارها بشكل فاعل حتى يتسنى لنا الخروج بأكبر قدر ممكن من المكاسب ولنضع بعدها اسم السلطنة عاليا خفاقا على خارطة العالم السياحية، فضلا عن استثمار هذا الحدث إعلاميا للترويج للسلطنة على كل المستويات.